عبد الخالق محجوب: ليلة وعرة بين حي العرب وحي السيد المكي (١-٢) بقلم:عبد الله علي إبراهيم

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 02:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-23-2020, 03:47 AM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1963

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عبد الخالق محجوب: ليلة وعرة بين حي العرب وحي السيد المكي (١-٢) بقلم:عبد الله علي إبراهيم

    03:47 AM September, 22 2020

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    فصل من رواية عن سيرته في ذكرى ميلاده الثالث والتسعين



    (أنشر هنا جزء من الفصل الأول من روايتي "الرجل الوسيم" فيها سيرة أستاذنا عبد الخالق محجوب. وأنبني الفصل على واقعة من طفولة عبد الخالق احتج فيها علي حبوبته آمنة بت علي فور في حي العرب وغادر دارها مغاضباً إلي بيت أسرته في السيد المكي. ولأن هـذه السيرة رواية تجدني أطلقت عنان خيالي من فوق مادة عن حياته توافرت لي عن بحث عنها لعقود ثلاثة. وكنت نشرت من قبل فصلاً عن زواجه علي هذا الغرار)



    عادت آمنة بت علي فور تحمل الفطير باللبن الدافئ المقنن عشاء أحفادها المفضلة. وكثيراً ما قالت لنفسها إنه ربما كان جودة فطيرها باللبن هو ما يأتي بعثمان أكبرهم لقضاء عطلة نهاية الأسبوع معها. وما وضعت كورة العشاء بينهم حتى افتقدت عبد الخالق. فسألت:

    -عثمان أخوك وينو؟

    -ما شفتو

    -يا بت يا آمنة ما شفتي أخوك؟

    -أبداً يا حبوبة.

    -أبداً دي شنو يا بت يبتبت حيلك.

    وبدأ التوتر عليها.

    -عثمان أخوك يمرق من جنبك ماك عارفللو سهمة.

    ولم تكمل العبارة لتصيح:

    -عبد الخالق! يا عبد الخالق! يا لد.

    ولا صدى. وسمعت من فوق حائط الجيران:

    -حاجة آمنة مالك يا حاجه؟

    -الولد دا ما عليكم. يا السرة الحبيبة؟

    -ابداً صاحبو ترا مجدع من جا من تمرين الكورة العشا ما داير يقوملو.

    ثم تنادي ابنها:

    -الجنيد يا الجنيد قوم النائم لها. قوم شاف صاحبك.

    -ما شفتو يمه. من انتهى التمرين تاني ما شفتو.

    لم تمض لحظات حتى توافد الجيران من كل طرف إلى بيت حاجة آمنة. فلا يدور مثل الحوار الجازع لحاجة آمنة في هدأة ليل حي العرب ولا تبلغ رسالته الجيران. فتدافعوا بالمناكب:

    -حاجة آمنة عبد الخالق مالو؟

    -والله مرقت على القاطوع أجيب لوليدات محجوب العشا لقيتو ما في. وأخو وأختو الغبايا ديل ما عارفنو سلقط ملقط.

    ثم صمتت. واستنفرها التضامن لتخرج أثقال الفقد:

    -فليللي فلليلي يا اخواتي.

    وحاصرتها الأصوات تلطف من وقع الحادث:

    -يا حاجة سمى.الولد مطرططش طلع بهني واللا بهني. حيمشي يقع وين يعني. اسع يجيك راجع.

    -راجع من وين يا حبان.

    ثم صمتت:

    -لكن نقول مشي وين مقطوع الطارئ دا. بلعتو الواطة؟

    صمت.

    -والله شالو جن

    ثم قفزت من مجلسها صائحة مفرومة الأعصاب:

    -البير. يا صافي الدين البير. إلا وقع في البير.

    ومَن ممن اجتمعوا لا يعرف مركزية البير في البيت؟ فمنذ النباه الأول لصلاة الصبح تفتح آمنة طبلة باب بيتها الخشبي بالكشر فيتوافد الجيران من كل فج لنشل ماء يومهم منها. فما سمعوا ب"البير" حتى تحركوا بتلقائية نحوها إلا من ود الجحمانة الحلبي الذي قال لهم وقد تدلى فانوس النور يديه:

    -لا ما البير ياحاجة. انا قصيت دربو بالفانوس ومعاي كلوت البتعاين دي. الشافع مرق بباب البيت عديل.

    أخذت الحاجة نفسها.

    -نقول بلعتو الواطا. تصمت.

    -مقطوع الطارئ دا . والله شالو الجن. صمت.

    -اصبر يا عبد الخالق والله البسويها فيك عمرك ما تنساه. ثم تمالكت نفسها ونادي:

    -يا صافي الدين ما تمشو إنت والصبيان لحي السيد المكي يمكن مشى بيتو.

    وتحرك صافي الدين بعد أن سلم اينه الجنيد شبه النائم لأمه. وتبعه جار أو آخر. ولما يبلغا الباب بعد حتى جاؤوا وجها لوجه مع محجوب:

    -بشر يا محجوب. سلامة!

    -أبشر بالخير. عبد الخالق جانا في السيد المكي. أنا نفسي انقطع خابي من هناك فد خبه عشان عارف أمي بتكون في حالتن تانية.

    وما سمعت آمنة صوت محجوب عند الباب حتى نهضت بغير اكتراث لحشمة ثوبها. واقبلت عليه وحضنته بين تبريكات الجيران:

    -سلامة يا حاجة. سلامة يا محجوب

    وبكت عند كتف ابنها حتى بللت بالدمع ثيابه.

    سألته:
    -قال مالو؟ الملّه! مالو بيطلع في جنس ليل زي ده للسيد المكي.
    عرف محجوب أنه لن يلقي بإجابته ويخلص. فأمه ستستعيد تاريخاً أسرياً من الغلاف إلى الغلاف متى كان الحديث عن عبد الخالق ونشاف رأسه. فليست هذه مرته الأولى التي تخرج قوة رأسه هذا التاريخ من أمه. بل وصار يستمتع بالحديث معها حول قوة رأس ولده. بل وعرف الأزرار التي يضغط عليها في منعطفات بعينها من القصة لكي يقترب من عوالمها التي ناء عنها بعض الشيء منذ تزوج ممن لم ترض ورحل من حي العرب إلى السيد المكي.
    -قال رقدتيهو على فروة الصلاة فوق العنقريب.
    -ما الباشا المدير عاد.
    -ورقدتي عثمان أخوه فوق لحاف.
    وكانت لآمنة معزة كبيرة لعثمان. كان نقطة ضعفها. فكان ميلاده مما تذرعت به لتسترد صلتها بولدها. فكانت عارضت زواجه من أم النصر بت الحسن ود حبيبة معارضة شقيت بها شقاء يعتلج ذنبه في خاطرها ما يزال. فقد رتبت لمحجوب وحيدها أن يتزوج أم الكرام ممن تعرف. ولكنه ركب رأسه وأصر إما أم النصر وإلا فلا. وقالت له لو تزوجتها لا بيني لا بينك. وجاءها يوماً ليلاً. وقال لها إنه مصمم على أم النصر، وأنها إن لم ترض منه لوقتها استمهل غضب الرب للأم عليه حتى تأذن بالعفو في يوم قريب. فاستدبرته مشيحة بوجهها عنه. فأمسك بكتفيها بقوة وبكى حتى غفر الله له. وبقيت ناشفة في حضنه لم تتجاوب بشيء سوى من تحسس عينه اليسرى لتلمس وخط دمعاته عليها. وما كاد ينصرف محجوب حتى أجهشت ببكاء لم تفق منه حتى غلبها النعاس. وكان ذلك آخر ما بينها وبين ولدها وعرسه حتى ميلاد عثمان الذي كان مناسبة انعقد بها طقس اجتماعها بولدها وزوجته وحفيدها.
    كانت كلما احتضنت محجوب وجدت يدها تمتد إلى عينه اليسرى. كان ذلك منها لا إرادياً. وبدا لها بمثابة طلب خفي حثيث للعفو منه.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de