عبد الخالق: حفاظ مر وخلق وعر بقلم عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 04:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-28-2020, 05:15 AM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عبد الخالق: حفاظ مر وخلق وعر بقلم عبد الله علي إبراهيم

    05:15 AM July, 27 2020

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر






    (في ضحى هذا اليوم 28 يوليو من 49 سنة ذرفت دمعة حرى على أستاذي عبد الخالق محجوب لما حمل المذياع نبأ إعدامه في أيام الشؤم تلك. كنت في بيتي، وقد ضاقت بي الوسيعة، أنتظر قدوم الأمن لأخذي إلى أين لا أدري في كل ساعة. لم يمنعني تجملي أمام الوالد وأخي رحمهما الله اللذين كانا في زيارتي من كفكفة الدمعة. ولا زالت أدنى الدموع إلى عيني تلك التي تفيض حين أطراه. عوجلنا فيه. ومن عزائي كلمة عن مغربي نقلها الأديب محسن خالد: "أنتم السودانيون لعنكم الله قتلتم عبد الخالق". قتلته البرجوازية الصغيرة في الحزب والمجتمع التي أمسك فيها بأربعاته ألا تجازف بثورية الانقلاب ذات الصلاحية المحدودة. فقال عن هذه الثورية في بيان الحزب الشيوعي الأول في تقييم انقلاب 25 مايو 1969 إنها مهتزة وليس في استطاعتها "السير بحركة الثورة الديمقراطية بطريقة متصلة مما يعرضها للألآم ولأضرار واسعة". فجربنا ثوريتهم في أكتوبر فأسهموا في انتكاسة العمل الثوري في بلادنا.

    وهذه كلمة قديمة فيها تحليل للقطر من عيني والكرب في نفسي على الرجل الوسيم).

    حاربت جماعة من دار حامد بشمال كردفان جماعة أخرى. وكان السبب جملاً وضعت عليه دار حامد يدها بغير وجه حق. ونصح الشاعر أهله برد الجمل إلى أهله. فرفضوا. ونشبت الحرب. وانهزمت دار حامد وانقتل من بيت زعامتها جاروط ود تمساح. وكان وضاح المحيا جميلاً. وشق موته على صديقه الشاعر. فأطلق لسانه في أهله وقال لهم "هَدَيتكم" فأعرضتم عني. قلت لكم الزول "أدوا جميله". فركبتم رأسكم وخسرتم الحرب ومات جاروط:

    وكتلتم عيل (إلا) رفيقي الكنو عروس قيلة

    ومعناها إنكم بؤتم بالخسران ولم نصب من الحرب سوى مقتل جاروط الذي يشبه عروساً في يوم القيلة. وهو يوم جلوة العروس.

    ويخطر لي هذا البيت من قصيدة الشاعر الحامدي كل ما تذكرت أستاذنا عبد الخالق محجوب الذي رحل عنا في العشر الأواخر من يوليو 1971 بعد هزيمة انقلاب 19 يوليو. وكان عروس قيلة. كان (وهو الرجل الأخطر في تلك الأيام التي أذهلت الناس عن الناس) حريصاً على الظهور أمام قضاته المأمورين بقتله في كامل هندامه الذي عُرف به. لم يطلب من جلاديه سوى أن يبعثوا برسول إلى زوجته لتأتيه بغيار مناسب. وقال لهم إنه لن يشرفكم ان أظهر مبهدلاً أمام الصحافة الأجنبية. وكانوا قد ساقوه بعد اعتقاله بلبسة المتفضل: جلابية حتى بلا طاقية. وقال لهم إن ذلك لن يشرف السودان أيضاً. ولم يصمدوا أمام منطفه في القيافة للسودان حتى الرمق الأخير.

    ما يغيظني إلا أولئك الذين يبخسون اللغة العربية. ويفعلون ذلك غالباً كل ما أرادوا تعريب كلمة عن الإنجليزية. فيقولون: "ليست في دقة الإنجليزية. تحتاج إلى أكثر من كلمة لتنقلها إلى العربية". ومتى فحصت القائل وجدته لا يحسن لا العربية ولا الإنجليزية. وإنما هو مفتر يهرف مستصغراً ثقافته بغير بينة ولا رزانة. تداعت عليّ هذه الخاطرات وأنا اتعرف من جديد على قصيدة أبي تمام التي رثى فيها محمد بن حميد الطوسي. فظفرت منه ببيت أتمثله ينطبق على أستاذنا ويحيط بمأثرته إحاطة السوار بالمعصم. والبيت هو:

    وقد كان فوت الموت سهلاً فرده إليه الحفاظ المر والخلق الوعر

    فليأتني القادحون في العربية بترجمة توافي: "الخلق الوعر". وكان ذلك الخلق المُوحِد المتوكل سمة أستاذنا. جاءته السلطة على طبق في 25 مايو 1969 من بعض حوراييه. فردهم عن عجلتهم بعزيمة تربوية حفاظاً مراً على خطة الثورة والنهضة التي لا تحتمل المغامرة والمسارعة الفطيرة. كان يمكن أن "يفوت" الموت لو غض الطرف وقَبل ب (يا ريس) من حارقي البخور وصنّاعي عاهات الوطن. لم يقبل الدنية في خدمته للطبقة العاملة السودانية والكادحين ليقبل، كأمر واقع، بنظام يظن "الثورة شعار" ويتراخى يوم الزحف متى كشرت الحقائق والخصوم في وجهه.

    وكان من خلقه الوعر أنه اعتني أكثر ما اعتني، والموت يكتنفه، ان يبلغ أسرته أن ترد عربته الفولكس واجن إلى مالكها الأصلي: الحزب الشيوعي. آه من سيارته الفولكسواجن رمادية اللون! وقارن بمن أصبحت السلطة عندهم صنو للتكاثر في السيارات يفاخرون بها لا أعرف من! ثم يملكونها لأنفسهم بحذق غير عادي.

    هذه من قساوة يوليو على جيلي اليساري. وسيبقي من أستاذنا هذا الخلق الوعر في خاطرنا. ونعلم أن مثلنا، حتى بين خصومنا، من يؤرقه يوم في يوليو أو غير يوليو من الشهور القاسيات. ولذا دعونا إلى طي سجل تلك الأيام العصيبة بالتحري عن ظرفها كله وكشف مقابر شهدائها والإحسان إلى ذريتهم للتراضي عن بينة على قسمة الله والتاريخ.

    ولكن . . . كتلتم عيل رفيقي الكنو عروس قيلة.























                  

07-28-2020, 12:47 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الخالق: حفاظ مر وخلق وعر بقلم عبد الله (Re: عبدالله علي إبراهيم)


    صدق الحاردلو حين أشعر


    كَبسْ الهَمْ عَليْ لِيلِي ونِهاري مْسَّرحْ
    بطنْي اشِّيمطَتْ قلْبي البِفِرْ مِجَّـرَّح
    الصايْدنِي كانْ صادْ الحُجارْ بِتْمَرِّحْ


    *
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de