خاطب الميليشاوي كافي طيارة، جمعا من الناس في مدينة كادقلي عاصمة اقليم جبال النوبة يوم الأربعاء 29 مايو 2024، بمناسبة فشل المفاوضات التي جرت مؤخرا في جوبا بين الحركة الشعبية وحكومة بورتسودان، لإيصال المساعدات الإنسانية لمناطق جبال النوبة والنيل الأزرق. في هذا اللقاء الجماهيري الحاشد، حمّل الميليشياوي، مسؤولية فشل المفاوضات في جوبا، للحركة الشعبية، وخاصة قيادتها المتمثلة في شخص عبدالعزيز الحلو، قائلاً: طيس في الحلو -طيس في الحلو طيس في حمدوك!!، ويبدو ان هناك شخص ما من خلفه، كان يُملي عليه ان يقول- (طز في الحلو، طز في الحلو وحمدوك)، لكن تغلب لسان كافي النُوبي المّبين على العربي، ليقول (طيس في الحلو -طيس في الحلو وحمدوك)!! اللقاء المزمع، لم يكن تلقائيا، بل كان لقاءاً مخططا ومدبرا له من قبل المسؤولين (الجلابة) في الولاية، وهم: والي الولاية وجهاز المخابرات ورئيس شرطة الولاية وآخرين، لكنهم جميعا غابوا عن هذا اللقاء عمداً، ودفعوا بكافي طيارة النوباوي، ليهاجم الحركة الشعبية على طريقة (فرّق تسُد) أو اضرب النوباوي بالنوباوي، ليتحقق فعلا ما اراده الجلابة، وقد ردد الحضور، هتافات كــــ (بكم اشتروك يا الحلو وغيرها)!! قضية المساعدات الإنسانية محل لقاء الميليشياوي طيارة، اخذت حيزاً تضليلياً كبيراً منذ البداية من قبل مجموعة بورتسودان ومن خلفها الهمج والرعاع والغوغاء والزعر من النوبة، ليجعلوا منها قضية سياسية كبيرة حتى يعتقد المواطن العادي أن الحركة الشعبية هي التي تستهدفه في أمنه وطعامه ودواءه، وليس جيش البرهان وميليشيا آل دقلو!! كافي طيارة، اشتكى في لقاءه، من ندرة الغذاء والطعام والمياه وولخ، بسبب حصار الحركة الشعبية على كادقلي وغيرها. لكن من خلال الفيديوهات التي شاهدناها عن اللقاء الجماهيري المعني، ظهرت الناس مرتاحة وشبعانة، حيث الكروش مكروشة، والجضوم مجضومة.. فهل هذه الكروش منفوخة "بالهواء" والجضوم محشية "بالقات"، ولا شنو الحكاية؟ الناس في كادقلي بتأكل من الطعام ما لذ وطاب، ولابد ان هذا الطعام يدخل الى المدينة من نقاطٍ ما، مما يعني ان الحركة الشعبية بريئة من تهمة حصارها لجبال النوبة/جنوب كردفان، إذ انه ليس من الحكمة ان تمنع الحركة، الغذاء والطعام عن مواطنين هي تدافع عنهم منذ واحد واربعين عاما!!. لا يختلف اثنان على وجود أزمة غذاء وطعام في جبال النوبة وغيره.. لكن هل سبب الأزمة، هو حصار الحركة الشعبية لجبال النوبة كما يزعم اصحاب الأجندات الخفية، أم ان السبب الحقيقي هو ان حكومة البرهان "مجموعة بورتسودان" أصلا، ليس من أولوياتها انسان جبال النوبة حتى لو لم تكن الحركة موجودة في جبال النوبة/جنوب كردفان؟ الحركة الشعبية منذ بداية الحرب، سيطرت على الطريق الرابط بين الدلنج وكادقلي، وهذا الطريق ليس بذات أهمية في الوقت الحاضر لطالما طريق الأبيض الدبيبات مقفول من قبل ميليشيا الجنجويد، وكذا الطريق القومي الرابط بين ولاية النيل الأبيض وشمال كردفان (الأُبيض) والطرق الفرعية الأخرى، وأي حديث عن تجويع الحركة لمواطني جبال النوبة، انما مزايدة كسولة ورخيصة!! هذه الحملة الشعواء التي بدأت منذ فشل المفاوضات في جوبا، ضد الحركة الشعبية، تهدف الى شيئين أساسين: أولاً/ تشكيك الناس في الحركة الشعبية ونضالاتها. ثاتياً/ ضرب النُوبة ببعضهم البعض. ويبدو لي ان الجلابة، قد نجحوا فعلا في حملتهم هذه من خلال النقاشات الحادة التي تدور بين المجموعات النوباوية المختلفة في مواقع التواصل الاجتماعي التي وصلت حد التخوين والشتائم والتنابز، ومن خلال الهتافات المرددة في لقاء كافي طيارة ضد الحركة الشعبية. لم يكتفي الميليشاوي كافي طيارة في لقاءه الجماهيري الحاشد بكادقلي، بطسطسة عبدالعزيز الحلو، انما ذهب اكثر من ذلك، عندما هدد بطرد الحركة الشعبية من "طبانجا" ومن كاودا وغيرهما من مناطق جبال النوبة، ومثل هكذا التهديد، كانت الشعوب السودانية تسمعه من على لسان المخلوع عمر البشير في كل يوم صلاة الجمعة، وسار عليه، الدلقان عبدالفتاح البرهان. والآن انتقلت هذه المهمة لكافي طيارة الميليشاوي. نريد ان نذكر النُوبة هنا.. ان النظام الذي يمنع الغذاء والطعام والدواء منذ 2011 عن جبال النوبة.. والنظام الذي لا يتردد في القاء البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية المحرمة دولياً على الأطفال والنساء والعجزة.. والنظام الذي اتبع سياسة (اكسح امسح وما دايرنو حي) وولخ.. نظام بهذا التأريخ من اللا انسانية، غير مؤهل اخلاقيا ان يتحدث عن انسان النوبة، ولا يحق له ايضا ان يهاجم الحركة الشعبية بحجة أنها رفضت توقيع اتفاق معه لإيضال المساعدات الانسانية لجبال النوبة!! عزيزي النُوباوي.. ما يقوم به كافي طيارة من دور، نيابة عن الجلابة ومجموعة بورتسودان، انما خطر وتهديد، ليس للحركة الشعبية التي تستطيع القبض عليه في دقيقة واحدة، انما خطر يهدد وحدة الشعب النوبي ككيان. أمثال كافي طيارة، يمكن ان نطلق عليهم "بالمواطنين المستقرين"، فهؤلاء يعيشون في عالم خاص بهم، عالم مليء بالخرافات والأوهام، يمارسون الكذب والنفاق بلا حرج وحياء، وبالتالي هم العائقون الحقيقيون، أمام كل تقدم ممكن لشعب النوبة، ولن يتحقق التغيير له، إلا عندما يخرجوا من عالمهم الضيق بالقوة. كافي طيارة وغيره من المنتحلين أطوار الجلابة في جبال النوبة، يعتبرون مهابط الوساوس، ومخازن الدسائس، لأنهم بمثابة طلائع جيوش الجلابة أرباب الغارات واكسح امسح "وما تجيبو حي"، يمهدون لهم السبل ويفتحون الأبواب، ثم يثبتون اقدامهم ويمكنون سلطتهم لتنتشر ثقافتهم وقيمهم الاسلام عروبية الوسخة. اني اعتقد، ان المشكلة التي يعانيها النوبة، لا تكمن في قوة الجلابة، بل في وجود امثال كافي طيارة والثلة الراقصة في بلاط الجلابة، وان العلاج يكمن في أن يعلن الشعب النوباوي، الثورة والعصيان والتمرد والقطيعة مع هؤلاء نهائيا، لأنهم مصدر قوة للجلابة هناك.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة