صيد السمك في النيل!! (مذكرات زول ساي)!! بقلم:فيصل الدابي/المحامي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 10:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-20-2021, 12:28 PM

فيصل الدابي المحامي
<aفيصل الدابي المحامي
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 628

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صيد السمك في النيل!! (مذكرات زول ساي)!! بقلم:فيصل الدابي/المحامي

    12:28 PM April, 20 2021

    سودانيز اون لاين
    فيصل الدابي المحامي-الدوحة-قطر
    مكتبتى
    رابط مختصر





    لا أذكر من علمني صيد السمك ولا أعرف متى بدأت ممارسة هواية صيد السمك على ضفاف النيل الأبيض بمدينة كوستي، كل الذي أذكره أنني وقبل أن أبلغ العاشرة من عمري، كنت أذهب لوحدي إلى دكان أبنعوف في السوق الكبير بمدينة كوستي وأقوم بشراء السنارات الصغيرة وخيط العصب، وبعد ربط السنارة الصغيرة في نهاية خيط العصب كنت أربط صامولة صغيرة تسمى التقالة وذلك بغرض تثبيت السنارة في موضع واحد داخل البحر ومنع الأمواج من تحريكها هنا وهناك ثم اربط الطفاية التي تطفو على السطح وتخبرني غمزاتها السريعة بأن السمكة بدأت تأكل أو أنه تم القبض عليها ومن ثم اقوم بانتشالها بسرعة البرق وأنا ارتجف من قمة رأسي إلى أسفل قدمي من فرط الاثارة والانفعال!

    كنت أذهب للخور الكبير الكائن خلف استراحة السكة حديد بحي السكة حديد بمدينة كوستي وأقوم بحفر وتقليب الطين الأسود اللزج بحثاً عن الطعم الذي استخدمه لصيد السمك وهو الصارقيل، الصارقيل عبارة عن ديدان غليظة طويلة كنت استخدمها لصيد السمك وعادةً ما كنت أنجح في الحصول على أعداد كبيرة من الصارقيل وأضعها في كتلة من الطين وأرشها بالماء حتى يظل الصارقيل حياً ويتلوى في السنارة داخل البحر ويقوم بجذب الأسماك الجائعة التي تسعى لأكله وأسعى أنا لأكلها!

    في البداية، كنت أقوم بتجهيز عدة الصيد، ثم أغافل أمي فاطمة واختلس، ليمونة، ملح، شطة، شمار وعلبة كبريت، وأذهب لوحدي إلى البحر لصيد للسمك، كنت اصطاد عدة بلطيات صغيرات وأقوم بشويها في الخلاء مستخدماً العيدان اليابسة ثم أقوم بأكلها بالهنا والشفا حتى لو كانت نصف نيئة أو كانت ملطخة بالرماد! لم أكن اصطحب أي ولد من أولاد الحلة في رحلات صيد السمك إذا كنت اعتقد اعتقاداً جازماً أن السمك لا يحب الازعاج ويهرب عند سماع أي صوت ولهذا نشأت وترعرت كصياد سمك وحداني يصيد السمك منفرداً في كل الأحوال! بعد نهاية عملية صيد السمك كنت أقوم بالسباحة في طرف البحر وأعود للمنزل لانال علقة ساخنة من والدي الذي كان يرفض ذهابي إلى البحر رفضاً باتاً، وبحكم عنادي الموروث، لم يتوقف ذهابي للبحر لصيد السمك والسباحة ولم يتوقف جلدي من قبل والدي إلى أن كبرت وعندها أصبح والدي يقول لي حتى يتخلص من مشاكلي في المنزل: يا ولد شيل سناراتك وامشي البحر جيب لينا سمك!!

    شيء واحد كان ينقصني كصياد سمك، وهو الصبر، بخلاف صيادي السمك المشهورين بالصبر الشديد، لم أكن صبوراً بأي حال من الأحوال! أحياناً كنت أذهب لصيد السمك، حاملاً السنارة ،الصارقيل، الكيس والسكين، وعندما تمر ساعات وتتسلط عليّ أسماك أم دبيبة اللعينة وتأكل كل الطعم ولا انجح في اصطياد سمكة واحدة، كنت أقوم بسرعة وبلا تردد بقذف السنارة، الصارقيل، الكيس والسكين في البحر وأنا في قمة الغضب وأقسم ألا أعود لصيد السمك مرة أخرى! لكن بعد أسبوع أو عشرة أيام أذهب لدكان ود ابنعوف لشراء سنارة وعصب مرة أخرى، وربما كنت في ذلك الوقت صياد السمك الوحيد في العالم الذي يشتري عشرات السنارات وعشرات خيوط العصب كل عام!!
    
عندما كان الحظ يحالفني، كنت أصطاد الكثير من الأسماك أذكر منها البلطي، القرقور، والكاس، أما سمكة أم دبيبة وسمكة التامبيرا فقد كنت أقوم بإعادتهما للبحر بعد صيدهما لأنهما غير قابلتين للأكل، كذلك سمكة البردة، فهي غير قابلة للأكل وكنت أقوم بقتلها بتهشيم رأسها بالعصاة قبل تخليص السنارة من فمها خوفاً من لسعاتها الكهربائية المؤلمة!!

    ذات يوم، هبط على نوع عجيب من الصبر الأيوبي الذي لم أكن أعرفه مطلقاً، فقد ظللت أحاول صيد السمك منذ الصباح الباكر وحتى قبيل غروب الشمس دون أن انجح في اصطياد سمكة واحدة، لكن غضبي، وعلى غير العادة، لم يتفجر بل ظللت هادئاً هدوءاً عجيباً مريباً ورحت أعيد وأكرر محاولات الصيد الفاشلة بلا كلل أو ملل، عندما بدأ الليل يزحف ويرخي سدوله، قررت التوقف عن الصيد بحكم اقتراب الظلام، وتحركت من الصندل الذي كنت اتخذه مقراً لصيد السمك، في أثناء مغادرتي، مررت بصندلين، لاحظت وجود فجوة مائية صغيرة بينهما، فقلت في نفسي، لماذا لا أجرب حظي للمرة الأخيرة؟ لماذا لا أرمي السنارة في هذه الفجوة، لعلي اصطاد شيئاً، بالفعل رميت السنارة، بعد ثانية واحدة، اصطدت سمكة خشم بنات كبيرة، ارتجفت أصابعي من شدة الانفعال، جهزت الطعم مرة أخرى ورميت السنارة في الفجوة مرة أخرى، وفي أقل من خمسة عشرة دقيقة تمكنت من اصطياد خمسة عشرة سمكة كبيرة من أسماك خشم البنات وأذكر جيداً أن آخر سمكة خشم بنات اصطدتها كانت مطعونة بالسنارة في جانبها، في تلك الليلة شبع أهل بيتنا وكل الجيران من أسماك خشم البنات اللذيذة ولم يتكرر معي ذلك الحظ العجيب مرة أخرى، وحتى الآن، كلما تذكرت موقعة صيد خشم البنات أهمهم في سري (الصابرات روابح)!!

    عندما أصبحت صائد سمك محترف، تركت السنارات الصغيرة ذات العصب القصير وبدأت اصطاد السمك بالبياتة وهي خيط عصب غليظ سميك وطويل جداً ويحمل عشرات السنارات الكبيرة وينتهي بصامولة كبيرة، وكنت استخدم الاسماك الصغيرة كطعم وأقوم بإدخالها في السنارات الكبيرة، وأرمي البياته في البحر عند غروب الشمس وأربط العصب في شجرة أو في هلب، ثم أذهب إلى المنزل لأنام وأحلم بصيد أكبر سمكة، وعند الفجر وقبل أن يصيح الديك، كنت أهرول للبحر لاكتشف ما إذا كان البياتة التي باتت لوحدها في البحر قد اصطادت أي أسماك كبيرة، وكثيراً ما كنت احظى بصيد أسماك كبيرة عن طريق ذلك الاسلوب المريح!
    
أخيراً، لابد أن أفضح نفسي وأقول إنه رغم تبجحى بخبراتي الكبيرة كصياد سمك منذ الصغر إلا أن أحد عملائي في مكتب المحاماة بالحفير قد قام بخداعي حينما دعاني إلى وليمة سمك بمناسبة نجاحي في شطب بلاغ جنائي كان قد فُتح في مواجهته، فبعد أن فرغنا من تناول الوليمة الشهية، أخبرني مضيفي وهو يضحك بأعلى صوته بأنه قد خدعني وأنني قد أكلت معه لحم سلحفاة وراح يحكي لي بالتفصيل كيف أن لحم السلحفاة الأبيض يبدو مثل كرة البطاطس وشرح لي بالتفصيل كيف يتم سلخ لحم السلحفاة بعد التخلص من قدحها ورأسها الصغير وإقدامها الكبيرة المفلطحة، الأمر الذي أصابني بالغثيان لمدة سبعة أيام بلياليها! عندما دعاني نفس الشخص مرة أخرى إلى وليمة سمك رفضت رفضاً باتاً فقد خفت أن يكرر صاحبنا المقلب بصورة أفظع ويطعمني لحم تمساح!!
    عندما اصطحبت إبني سامي لشراء سمك من سوق اللاند مارك بالدوحة بدولة قطر، شاهدنا أسماك الخليج العربي ومنها سمك الشعري، الهامور، الكنعد، الحمرا، والصافي، قمت بشراء سمك الشعري لأنه أشبه بالبلطي السوداني، وفي طريق العودة إلى المنزل حكيت لسامي قصة صيد سمك خشم البنات، الذي كنت أسميه تجاوزاً بنات النيل الأبيض، وقلت له لو كانت هناك جوالات في ذلك الوقت لقمت بتصوير مهاراتي في صيد السمك ونشرتها في اليوتيوب وربما أصبحت بسببها من أثرياء اليوتيوب، ابتسم ابني سامي ونظر نحوي بتشكك كبير ولسان حاله يقول: ياخي خلينا من قصة خشم البنات دي، سوق السيارة سريع ودينا البيت خلينا نحمر وناكل الشعري البنعرفو ده، قال خشم بنات قال!!
    
 فيصل الدابي/المحامي























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de