صفوف البنزين هذه الأيام ماذا تعني في عرف الشعب السوداني !!
عادت صفوف البنزين أكثر ضراوة وحدة في هذه الأيام .. وكالعادة تواصلت صفوف الخبز .. كما عادت قطوعات الكهرباء أكثر إزعاجاُ وخيبة في معظم أرجاء العاصمة السودانية .. وذلك قبل أن يرحل موسم الشتاء والدخول في موسم الصيف .. ورمضان على الأبواب .. والغلاء تلو الغلاء مازال يسود الأسواق !.. والندرة والغلاء في الأدوية في تفاقم مستمر .. ويقال أن قيمة ( الدولار ) في الأسواق السوداء قد بلغ مبلغ 125 جنيه سوداني في هذه الأيام .. والبوادر كلها تؤشر بأن نتوقع الويلات في مستقبل الأيام .. ولا يلوح في الأفق ذلك الفرج القريب .
ولكن قصة صفوف البنزين في هذه الأيام تؤكد بأنها ليست مؤقتة .. بل هي قصة سوف تطول أكثر من تلك التوقعات .. والعجيب الأعجب أن أصحاب السيارات يواكبون تلك الأزمة الحادة الحالية في صمت غريب وعجيب !.. وهم يجلسون داخل السيارات حائرين عاجزين .. ولا يتبادلون تلك النكات كما كان يحدث في سابق الأيام .. وقد تلاشت تلك اللقاءات وتلك المظاهر الجماعية أكواماُ وأكواماُ التي كانت تعقد عند لحظات الانتظار !!.. وعادة فإن تلك الجماعات كانت تتحدث في الأوضاع السائدة في البلاد .. ولكن هذه المرة يلاحظ الناس حالات الوجوم والحيرة في وجوه هؤلاء أصحاب السيارات ,, كما يؤكد أن الأمزجة والأنفس السودانية قد بلغت مرحلة الانفجار .. وتلك الصورة الحالية في المجتمعات السودانية تجسد أن الأمر قد بلغ النهاية القصوى في التحمل .. وذلك الصمت والسكوت هو ما يعرف ( بالهدوء ) الذي يسبق العواصف ! ,, ونسأل الله العلي القدير أن يخفف على الأمة السودانية .
يقول البعض في اجتهاداته أن بعض الدول الخليجية التي كانت تقدم الدعم لاستيراد الوقود والبنزين قد أمسكت عن تلك المساعدات لأسباب مجهولة للغاية .. ويقال أن تلك الدول تريد أن تفرض على السودان شروطاُ تعني الطاعة العمياء لأوامرها التي تراعي مصالحها الإقليمية و الدولية .. وفي اعتقاد تلك الدول يجب على الشعب السوداني أن يعرف جيداُ أن تلك الدول الخليجية هي التي تسعد أو تبكي كيف تشاء !.. وإذا كان ذلك الشعب السوداني يريد الحياة الكريمة الرغدة بغير مشقة أو كدر وصفوف فعليه أن يقبل بتبعية السودان لشروط تلك الدول الخليجية .. حيث السمع والطاعة لمجرد الإشارات بالبنان !!.. أما إذا أراد ذلك الكبرياء والكرامة والمقام والسيادة فعليه أن يكابد ويقف في الصفوف .. والسيد عبد الله حمدوك في أولى خطواته تبجح وقال : ( نحن لا نقبل الهبات بعد اليوم !!! ) .. وكان عليه في الأول أن يفتح الخزانة العامة ويتأكد من الرصيد الموجود قبل أن يدلي بتلك التصريحات الغير مسئولة .. حيث أوجد السودان في خانة : ( شحاد وفي نفس الوقت قليل أدب !!! ) .. وتلك الكلمة أوجدت اليوم المئات والمئات من تلك الصفوف عند محطات الوقود والبنزين .. ولم تضر السودان إلا تلك الألسن الهباشة التي تقول دون دراية ودراسة وهي تجهل العواقب !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست