عجيب أمر هؤلاء المسئولين الذين لا يستحون من أحوال الفشل والإخفاقات .. وعجيب أمر تلك القوانين التي تظلم وهي تدعي العدالة !.. يريدون بالجملة إسكات تلك الأصوات التي تنادي بالقدر الذي يكتم الأنفاس .. وحتى تلك الأنات والآهات أصبح حراماُ على الشعب السوداني !.. وهؤلاء المسئولين في الماضي وفي الحاضر يريدون إسكات وإخراس تلك الأصوات التي تزعج بلوعة الغلاء والجوع .. كما أنهم يريدون إطفاء حالات الشكاوي والبكاء بأي شكل من الإشكال .. ولا يدرك هؤلاء البلهاء أن الجوع لا يمكن إسكاته إلا بالإشباع .. وهؤلاء يسلطون قوى الأمن والبطش لتقمع وتسكت تلك الأصوات التي تتزايد يوماُ بعد يوم .. وذلك بالقدر الذي يريحهم من كثرة الإزعاج ومن فلق الدماغ .. وأي مسئول يمتطي سرج المسئولية في هذه البلاد يريد الجلوس فوق العرش بمنتهى راحة البال .. وتلك أمنية لم ينالها حاكم من حكام السودان منذ أقدم العصور .. وكل حاكم يأتي لحكم السودان يريد أن ينام على حساب راحة الشعب المغلوب على أمره !.. في الماضي القريب في أيام الإنقاذ البائد كانوا يريدون الإسكات بالقدر الذي يريح الأنفس ولا يكشف ساحات الفساد والمفاسد .. كما أنهم كانوا يرجون دائماُ عدم الخوض في تلك الأسرار التي تكشف العورات !.. وفي الحاضر جاء قوم يريدون الإسكات بالقدر الذي لا يفضح الإخفاقات تلو الإخفاقات .. ولا يكشف تلك الخيبة في كافة المسارات .. ومن المضحك ومن سخرية الأحوال يوجد بين أفراد الشعب السوداني من يعتقد في هؤلاء الأنبياء بغير علامة من علامات المعجزات !!
هؤلاء المسئولين في الماضي وفي الحاضر يجهلون كلياُ أن الغلابة من أفراد الشعب السوداني لا يملكون في الأيدي إلا سلاح الكلام والصرخات في مواجهة الغلاء والويلات والبلاء .. ولا يملكون إلا سلاح التضحيات بالأنفس الغالية عند اللزوم ،، ولكن مع الأسف الشديد فإن مجرد التجاهر بتلك الصيحات يزعج هؤلاء الذين كانوا مع الغلابة في نفس الخندق في يوم من الأيام .. فنجد هؤلاء يوعزون لرجال الأمن والقانون ليكبتوا تلك الأصوات التي تزعج بكثرة البكاء والنحيب .. وبالتالي يوجهون رجال الأمن والقانون ليقرءوا على الناس تلك النصوص التي تمنع الاحتجاجات .. وحينها يبرز رجال الأمن والقانون عضلاتهم تلك السخيفة والعقيمة ليقرءوا تلك النصوص في القوانين التي تقول : ( من حقكم الالتزام بالصمت ،، وأي حرف سوف يدينكم أمام القضاة ! ) .. والهدف في الأول والأخير ليس هو أثبات ذلك الحق بقدر ما هو الرغبة في ( الإسكات ! ) بأي شكل من الأشكال ! .. ولا توجد في تلك القوانين الوضعية الكئيبة نصوصاُ تقول للشعب السوداني : ( من حقكم ذلك الكلام ،، ومن حقكم تلك الصيحات بالقدر الذي يشفي غليلكم ،، وبالقدر الذي يكشف تلك الإخفاقات تلو الإخفاقات !! ) .. والأحوال في أرض الواقع تخالف العدالة والإنصاف .. فيا عجباُ ويا عجباُ حتى مجرد البكاء بالأصوات العالية حرام على ذلك الشعب السوداني !!..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة