في عقد السبعينيات شد عبدالعزيز المبارك كمطرب جوارج السودانيين على إختلاف فئاتهم العمرية بأغانيه العاطفية الطربية، وكان جيل الشباب الأكثر تأثرا بأغنية، في ظل قولبة الألحان،الكلمات والأداء العفوي السلس الذي تم تميز به، والخاص به، واتسم بفرادته الفنية ولم يحاكي غيره من الفنانين، كعادة مطربي السودان الكبار، وبذلك أصبح صاحب لون متميز.
ما هو ملحوظ أنه لم يكن طموحا وحريصا على الإنتشار، بقدر ما كان متواضعا في حضوره الفني، رغم أمثلاكه الأدوات التي كان بإمكانها أن تحقق له الإنتشار الكبير، إلا أنه كان مجرد فنان فحسب، وبمعزل عن التورط في المنافسة والتي تطغى عادتا على الوسط الفني.
اتسمت أغانيه بالطابع الطربي الخفيف، وانسجم معها الكثيريين بغض النظر عن سنهم، وفي طليعتهم جيل الشباب، ومع مرور قدم أغانيه إلا أنها ظلت حاضرة بقوة بإستمرار وكأنها حديثة العهد، وبذلك رسخ لها كل من شارك في المساهمة فيها، على أن تظل حاضرة دوما في خلودها.
وفي حين شد عبدالعزيز المبارك كفنان أهل السودان إلا أنه من حيث لم يقصد، جذب معه طربا ووجهاتا شباب خارج السودان، حيث لقت أغانيه ولنقول صرعاته(طريقة لباسه)، تجاوبا في اليمن والصومال، من قبل العديد من الشباب الذي شدهم مظهره، إذ كان قدومه متزامنا مع حضور موجة الهيبيز والتي إنتشرت هنا وهناك، فكان جزء من نسختها المحلية.
أغانيه نالت حضور لدى الشباب الذين إنجذبوا إليها، ورددتها فرق فنية في كل من اليمن والصومال، ولقت إقبال في مواسم الافراح والبشرة الاجتماعية - وبغض النظر عن مدى تجسيدهم الواقعي لها- إما لاختلاف اللهجة أو اللغة، إلا أن مطربيها كانوا حريصين على أدائها، والجمهور راقصين مع إيقاعها.
وفي حين ساهمت الزيارات الرسمية السودانية لتلك البلاد للحظور الفني لاقرانه من الفناني الكبار، فالأمر بالنسبة له كان مختلفا، ولم يكن محظوظا على غرار،السيد خليفة،الكابلي،وردي، والذين نالوا رواجا، وساهم فيه الإعلام الرسمي رغبتا في التعريف بالسودان.
وكشاب فقد حاكى تيار الهيبيز في مظهرهم، إلا أنه كان صاحب لون متميز فرضته ثقافته وبيئته الاجتماعية، والتي أقبلت عليه ولم تجد خللا في فنه، وهكذا أستطاع أن يجسد حضوره بإستمرار، وتفاعل معه كل جيل خلال مسيرته والتي تكللت بالإبداع والرصانة الفنية.
فكان بالعودة لذلك لونا سودانيا متميزا، ووجد الإقبال من قبل مستمعيه، فما بال من حالفه الحظ في رؤية طربه بصورة مباشرة(صوتا وصورة)، غير تقليدي ومتميز في حضوره الذاتي قبل الفني، حيث تزامن مع مرحلة ظهور إستخدام الفيديو، والذي لم يحالفه الحظ حينها في الإنتشار مقارنة مع المذياع والتلفزيون، فكان حضوره لا سيما عبر الأشرطة التسجيلية المسموعة والتي كانت ذات رواج.
ورغم رحيل من أبدعوا في تجسيد إنتاج وإبداع أغاني منها بتقولي لا،أحلى عيون،طريق الشوق، فالعزاء لهم تكريما لكونهم خلدوا أعمال أسست لذاتها ومن اشتغلوا عليها، تاليفا،لحنا وأداء، وصاغوا من خلالها أحاسيس العامة، وهكذا أصبحوا في ظل حضور فني لا يندمل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
خالد حسن يوسف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست