في احدي الامسيات في طريقي من مدرسة دارفور الثانوية بملابس المدرسة متجه الي المنزل بحي الرديف في الفاشر سيرا علي الاقدام بعد ان تأخرت في المدرسة لتمرين كورة باسكت بول كان المشوار تقريبا اختراق المدينة من اقصاها الي ادناها مرورا بقلب المدينة .وبعد ان تجاوزت منتصف المدينة تقريبا فاذا به يلاحقني رجل في حدود الثلاثين من العمر او قليلا . وهو غريب ليس من سكان الفاشر ويبدو عليه علامات التعب والاعياء .والشى بالشئ يذكر ان اهل الفاشر عندما كان عددهم نحو ثلاثمائة الف نسمة كلهم يعرفون البعض وهي صفة نادرة في التجمعات البشرية لم تكن موجودة في جميع مدن العالم . وبعد السلام قال :يا اخي لك آن تدلني الي فندق اقضي ليلتي وانا طارق ؟ قلت لا يوجد فندق في هذه المدينة .هل صحيح لا يوجد اي فندق في كل هذه المدينة ؟ اي نعم .طيب اين يقضي الضيوف اوقاتهم اذا جاءوا الي هذه المدينة مثلي ؟ قلت له لا تقلق كل بيوت المدينة ابوابها مفتوحة للضيوف ما عليك الا ان تطرق اقرب منزل وتخبرهم بانك ضيف وتبقي فيه وقتما تشاء وان اردت عاما كاملا او يزيد بدون اي مقابل . طيب يمكن ان اذهب معك واقضي ليلتي عندكم؟لما لا الف مرحب ولكن لتقضي ليلة لا تحتاج ان تذهب معي الي اخر المدينة ويمكنك ان تدخل اقرب منزل .قال انت من المدينة وذاهب الي بيتكم كيف يصعب علي الطارق اذا وجد مأوي؟ قلت ما عليك هيا اذا . وسار معي وقضي ليلته وامسية اليوم الثاني بعدها توجه الي مدينة الجنينة علي متن سيارة لوري اعتقد وجهته الي تشاد .وكان يبدو عليه الخوف من عيون الامن بالرغم من حمله مسدسا شاهدته علي حين غرة ولا اذكر التاريخ جيدا ولكن بعد شهور قليلة من محاولة انقلاب هاشم العطا . والذي ادركته فيما بعد انه شيوعي هارب بجلده من التنكيل بعد ان فشلت عملتهم مع النميري . بالتاكيد واحد من شيوخ الحرية والتغير اليوم ولكن الذاكرة لم تساعدني علي الاسم مع الاحتمال الكبير ذلك الاسم ليس بالضرورة ان يكون اسمه الحقيقي ايضا وقد ظل يلازمني القلق علي مصيره حتي الان وكنت سعيد ان اعرف انه لو نجا من كلاب نميري وعبر الحدود الي تشاد والباقي هين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة