و نظام البشير في آخر سنواته كان يكثر من سفرياته الخارجية بحثا عن أي دعم و عون مالي يكفيه شر ثورات جوع شعبه. كان يبدل مقاعد الوزراء فيه عل و عسى تحل عليه بركة! كان النظام في مرحلة "حلاوة الروح" و كان لابد حتما ساقط ساقط ساقط.
و بعدالثورة تبين أن النظام أفراد فيه ببشيرهم كانو يكدسون أموال الشعب و السحت و يرتضون لأنفسهم و أهلهم أكل المال الحرام! و كذكرى ان عمر كان ينادي بين الشعب أن اصبروا و صابرو فالمسلم مبتلى! و تذكيرا النظام كان إسلامي صوام إثنين و خميس و رئيسه ضرب رقما قياسيا في عدد العمرات و الحجات بيننا!
الربا يأخذ الحلال معه و الإخوان المسلمين ماكينة إقتصادهم كان قوامها القروض الربوية يشرعونها بفتاوي منوعة لشيوخهم و برلماناتهم دونما خجل من ربهم و إسلامهم فأغرقوا السودان في أوحالها حتى إنهار كل شيء فينا!
و أغرب انجازات الإنقاذ و الكيزان التي فاقت الدعاية لها و التعظيم بها حد الهوس و البركة كان تراجيديا و فانتازيا زوبعة "السد الرد"؛ سد مروي. السد ابتلع من قروض الربا مستقبل السودان كله و حسب ما زعم سدنته لنا و بشرو أنه سيكفي السودان هم الكهرباء بل و سيتجاوز السودان كله ليشكل تجارة تفيض كهرباء منتجة تباع لدول الجوار و الحوار! و اليوم واقع الكهرباء مشهود و منكور!
شهادة لله أن الإنقاذ إن انجزت في شيء فهي مجالات الطرق و الكباري -و أيضا نجد فيها ما فيها- و سرقات الأراضي العامة و فرض الدولة الأمنية القمعية و جنية الدعم السريع.
في وثائقي قناة العربية الذي سرب إجتماعات لنظام الإخوان في السودان؛ شاهدنا كيف كان قادة منهم ينتابهم حالة من الشك في مستقبلهم و يقين حد التسليم بجرائمهم! إرجعوا إليها و شاهدوا تحديدا و استمعوا إلى شيخهم "علي".
لكن ما كفارة كل تلك الدماء التي سفحتها و الأرواح التي أزهقتها الإنقاذ -و الإخوان من خلفها- طوال سنوات حكمها؟! "الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية" و شعارات الثورة كلها؛ الآن يتم الإطاحة بها!!
لنصل إلى مقولة أن: عل أهم ما انجزه البشير و كيزانه هو ما نشاهد نتاجه -و مازلنا- اليوم في طريقة قيادة سودان ما بعد الثورة من حالة يصدق الوصف لها "شيزوفرينيا الثورة" من صراع و تناقض و تشاكس بين مكونات الجميع في الحكم و السلطة و انفراط للأمن و السلم فينا! ليضيع السودان الأرض و الشعب و الحال معها! و يا بشير منك لله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة