شميس أيقونة النقاء كتبه د.الطيب النقر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 08-27-2025, 07:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-02-2025, 02:23 AM

الطيب النقر
<aالطيب النقر
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 171

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شميس أيقونة النقاء كتبه د.الطيب النقر

    02:23 AM August, 01 2025

    سودانيز اون لاين
    الطيب النقر-كوالالمبور-ماليزيا
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم



    شمس الدين موسى، النقاء الذي لم تطمسه أدران الدنيا، من الشخصيات التي لم يتشظى أثرها داخل نفسي، رغم طول العهد، وتباعد السنين، بل هو من أكثر الشخصيات تنازعاً على ذاكرتي، فالحقيقة التي لا يخالطني فيها شك، أو تداخلني فيها ريبة، أن شخصية "شميس" التي تحمل في أحشائها أصداء الماضي، حفية بأن ينكب عليها المرء، دراسة وتأطيرا، رغم ما قد يعتري هذه الدراسة من مزالق، والمهم قبل كل شيء، هو أن يشعر القارئ، قوة هذه الشخصية، التي كانت تنظر إلينا قبل أن تصاب بالعمى، في كثير من الرثاء، وفي كثير من الازدراء أيضا، وجنوحنا في هذا المقام، إلى الانصراف عن حياكة سردية متسارعة، متلاحقة، تضج تفاصيلها بالأحداث، دافعه هو شخصية شميس، التي جالت معانيها وراجت، في منطقتنا التي ترفض إلى الآن أن تفنى، أو يسجلها التاريخ في سطر مضى.
    وشمس الدين، قبل أن يدركه الفناء، لم ننكر عليها بطر حق، أو انتكاس فطرة، أو ارتكاس تصور، أوكفران نعمة، أو تبرم من ابتلاء، لقد استأثرت به رحمة ربانية، جعلته قبل أن يستحيل عدما، لا يتردى في أغشية الضلال، ولا يتهاوى في أعنة الغفلة، ولا ينجرف في شعاب الجهالة، فشميس الذي اتحدت شخصيته الهادئة، بابتسامته العفوية، لدرجة صعب معها التفريق بينهما، كان من أكثر الناس في" حينا" ضحكاً، وابتساما، وعبثا، وسخرية، والضحك في عالم شميس، لم يكن أجزاء متناثرة، لا يربطها رابط، بل كان في الحق، مداخل متعددة تتكامل، ويدعم بعضها بعضا، فالضحك عنده هو الوسيلة التي طور آلياتها، للتغلب على صعاب الدنيا، فهو حلمه إذا طاش، وهو رضاه إذا سخط، كان الضحك عند شميس كتاباً حافلاً ممعتاً، تظن وأنت تقرأه، أنك تهوى الدنيا، وتقبل عليها، وتؤثر منها القناعة والرضا، والسعادة، والحبور، وعبقرية الضحك التي طورها شميس، وسار بها في طريق التدرج الطبيعي، حتى بلغت عنده مرحلة النضج الكامل، هي الأداة التي استطاع أن يخضع فيها الكثير من العلل التي يعاني منها، ويتحكم في سيرها، هي الصيغة التي جعلته ينفق عمره القصير في سرور ولذه، ولا تساورنا خلجة من شك، أن ضحك شميس وتبسمه، كان يخفي خلفه مدناً من الحرقة واللوعة، نعرف نحن أسبابها وعلاتها، لقد كانت معاناة شميس" الذاهل الضرير" واضحة بينة، وكنا نراها وهو يستقيم حينا، ويتخبط أحياناً، لحلوكة المكان ووعورة المسير، ومكابدة شميس التي كنا نطيل النظر فيها، ونتابعها في غير ملل أو كلال، ونحن صبية صغار، استطاع شميس أن يحاربها، ويناهضها، ويتغلب عليها، في سهولة ويسر، فالشيء الذي استساغته نفس شميس العذبة الصافية، وأحبته، ونهضت به، هو التغاضي إلى مرحلة المغالاة التامة، برفض العجز الذي لم يتغلغل في أعماقه، أو يستبطن أغواره، لم يرسف شميس تحت أغلال الإعاقة الثقيلة، أو يرزح تحت أنيارها الضيقة، لقد تسامى شميس فوق كل هذا، وكانت وسيلته الناجعة الموصلة حقاً إلى خلاصه، هي ابتسامته الزاهية التي تتراقص دوماً على محياه، ابتسامته الوادعة التي لم تشع في ضعف، أو تتداعى في فتور، كانت تستأنف ارتسامتها بصور حادة ومتلونة، لتوضح لنا في جلاء، أن مهجته الراضية، التي لا تهزها قوارع الدنيا، ولا مروعاتها، ملأ عليها اليقين شعاب فكرها، حتى خُيْلَ لها أن حاسة البصر التي يتهافت الناس على صونها، ليس لها علاقة بها أو صلة.
    لقد كان عجز شميس محتماً لا مفر منه، ولكن الأصل الذي رسخ فيه، والفرع الذي تشبث به، هو عشق الحياة، ومحبة عائلته ومحيطه، لقد كانت حياة شميس التي قاست ضروباً من العناء، لوحة جميلة تحمل بين ثنياها الكثير من الروعة، لوحة مشرقة ساطعة، ترمز خواصها التي تخاطب جميع الناس، بأن الذهول المرتبط بالمحمل العقلي، اختلاق بِيْنُ في بعض الحالات، وأن بشاشة الوجه الصوفي، المستخف بكدر الحياة، لن ينوح على نفسه، عندما تتصل الأرواح بأجسادها، سلام على تلك الأرواح التي نسجت من دقائق التقوى، وروعة الخشوع، ونضار التصوف. سلاما على روح شميس التي نزهها الله عن الغضب، والسخط، والمعصية، والانحلال.
    د.الطيب النقر
    الجمعة 1/8/2025























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de