. بعد أقل من يوم من إجراء قرعة تمهيدي الأبطال تفاجأنا بسماح اتحاد كرة القدم الأثيوبي لناديه فاسيل كينيما الذي سيواجه الهلال بتعزيز كشفه الأفريقي بثلاثة لاعبين.
. معظم اتحادات الكرة في العالم تعين أنديتها في المشاركات الخارجية، إلا عندنا في هذا السودان.
. ومرد ذلك إلى أن الأفراد عندنا دائماً أهم من المؤسسات.
. كل من تولى منصباً صار يعمل على هواه وأضحى همه الأول والأخير تنفيذ أجندته الخاصة وإرضاء نفسه حتى ولو تضررت المؤسسة التي يرأسها.
. بروف شداد بكل خبراته وتجاربه وعلمه وحنكته يصر في الكثير من الأحيان على أمور تضر كرة القدم السودانية أكثر مما تفيدها.
. وبرقو يتولى شأن المنتخب ويجتهد في توفير المعينات له، لكي تُنسب له النجاحات.
. وباني يتحكم في لجنة المسابقات بطريقة تتضرر منها العديد من الأندية المنافسة.
بإختصار كل يصنع مملكته الخاصة داخل المؤسسة الواحدة حتى إذا ما أتت سيرتها يكون الحديث عن فلان وعلان لا عن المؤسسة ككل واحد.
. المؤسسية بمعناها الشامل غابت سنين عددا في بلدنا.
. وبعد الثورة توقعنا أن تعود الأمور لنصابها الصحيح، لكن يبدو أن الطريق لا يزال شاقاً وطويلاً.
. فحتى يومنا هذا لم نشعر بأي تغيير يذكر في هذا الجانب.
. وبالرغم من ترديدنا الببغاوي لمفردات وعبارات من شاكلة " سيصرخون" ، إلا أن كل شيء يمضي حتى هذه الساعة على ذات نهج نظام المخلوع.
شلليات وصداقات ومحاباة، والإمكانيات والقدرات آخر ما يفكر فيه كل من نُصب مسئولاً.
. قبل يومين وقع بصري على عمود لكاتب استغربت تماماً أن تستضيفه صحيفة اتحاد الكرة التي أصدرها لدعم المنتخب.
. عزيز الخير كاتباً لعمود بإصدارة صقور الجديان!
. بربكم يا مسئولي اتحاد الكرة قولوا لنا على أي أساس تم مثل هذا الاختيار، إن لم تكن الشلليات والصداقات لا تزال سيدة الموقف في هذا البلد.
. أولاً هذا الشاب من جماعة ثار ضدها شعب السودان.
. وثانياً لعب هذا الشخص دوراً مع غيره في الدمار الكبير الذي لحق بالهلال خلال سنوات إدارة الكاردينال.
. وثالثاً لا يملك الفتى القدرات التي تجعله كاتباً في صحيفة يفترض أنها قومية في وجود العشرات من الزملاء القادرين على إضافة الكثير للصحيفة لو كان الهدف الفائدة حقيقة.
. لكن الواضح كما أسلفت أن الغرض دائماً تلميع أفراد بعينهم ولهذا ستستمر معاناة كياناتنا ومؤسساتنا طويلاً ولن تقوم لها قائمة ما لم نغير ما بأنفسنا.
. لهذا أرى دائماً أن إنفاق الهلال للكثير من الأموال علي صفقات المحترفين الأجانب عملاً غير ذي جدوى.
. وأقول أن الواقعية تفرض علينا أن نستفيد من الإمكانيات المتاحة على قلتها لبناء فريق للمستقبل من المحليين.
. فعسى ولعل أن ينصلح الحال مستقبلاً ووقتها يمكننا الحديث عن الصفقات ذات الوزن الثقيل.
أما حالياً وفي وجود منظومة (خربانة) من أعلاها لأدناها فلا فائدة تُرتجى من مثل هذه الصفقات.
. يوم أن يُولى الأصلح في مؤسساتنا المعنية بالرياضة وتصبح المؤهلات والقدرات والالتزام الأخلاقي معايير للاختيار ستنجح مثل هذه الصفقات.
. أما الآن فقد تُحدث ضجيجاً وتطرب بعض جماهير النادي، لكن الشيء الأكيد أنها لن تحقق شيئاً ملموساً على الصعيد الفني.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة