الشافي هو الله، قد تصيب الإنسان الأمراض والاسقام ، ولكنها لا تعجل باجله، بل إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر إطلاقا. لقد شاءت الاقدار في وطننا العزيز السودان ان نعيش لفترة ثلاث عقود تحت ظل حكم دكتاتوري قمعي افقد المواطن السوداني طعم الحياة العادية فقط بين كسرة وملاح ودواء وتعليم.، قيض الله الإنتصار لثورة ديسمبر ٢٠١٨م والتي اذهلت العالم بسلميتها تحت شعار : حرية سلام وعدالة، فذهب المخلوع وزبانيته إلى مزبلة التاريخ، وجاءت حكومة إنتقالية إرتضاها الشعب لإدارة دفة الدولة لفترة إنتقالية محددة. الشعب ورث وضعا مأساويا مزريا في كل شئ،وبالذات في الخدمات الصحية التي أصبحت مؤسساتها خرابا ينعق فيها البوم، وهجرتها الكوادر الطبية إلى حيث يكرم الإنسان وتوفر له بيئة ومناخ للعمل والإبداع. على الرغم من معاناة الشعب بين صفوف الوقود والخبز، إلا اننا عشنا هدوءا مشوب بالحذر وقلقا وحيرة،وكانت فرحتنا ان الكيزان لن يحكموا مرة أخرى. فجأة انقلبت حياتنا راسا على عقب بعد أن المت بالعالم هذه المصيبة، مصيبة جائحة الكرونا Corona pandemic والتي إجتاحت كل دول العالم دون إستثناء، فبلغت الإصابة مايقرب من المليون، والوفيات حوالي ٥٠ الف.
وطننا العزيز ليس إستثناء،حالتان وفاة حتى الآن ضمن سبعة حالات إيجابية. هذه الجائحة لاعلاج لها حتى الآن وإن كان البعض يتحدث عن إستعمالات أدوية الملاريا هايدروكسي كلوروكوين وآزوثرومايسين وزنك، على كل حال الوقاية خير من العلاج ولابد ان نذكر أن درهم وقاية خير من قنطار علاج واضعين في الإعتبار ان وطننا السودان وإمكانياته الصحية صفر مقارنة مع دول مثل أمريكا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا وكلها إجتاحتها الكرونا، إضافة إلى الفقر المدقع لمعظم الشعب السوداني وفقدانهم لابسط أساسيات الحياة الكريمة.
التواصل الإجتماعي المتين وعلاقتنا الإجتماعية وثقافتنا وتقاليدناالسودانية الأصيلة ولمتنا التي لا حدود لها في كل المناسبات أفراح واتراح وغيرها من شارع النيل ولمات في الأسواق ومحطات المواصلات وتزاحم منقطع النظير فيها الكتف بالكتف، كل ما ذكر أعلاه يضعنا في موقف لانحسد عليه لاقدر الله إن أصيب مواطن سوداني بهذا الوباء عن طريق المخالطة، ونحمد الله انه حتى اللحظة كل الإصابات هذه للمواطنين او اجانب جاؤا بها من الخارج،
بناءا على ماذكرناه بعاليه وحتي يتجنب الشعب السوداني كارثة محدقة بنا، نقول اعقلها وتوكل، والوقاية خير من العلاج، ونحن لابد لنا أن نفر من قدر الله إلى قدر الله، الوقاية تكمن في إتخاذ إجراء واحد فقط مهما كانت سلبياته على كثير من الأسر المتعففة ورزق اليوم باليوم والاعمال الحرة الذين ينتظرون والدهم نهاية اليوم بكيس يحمل فيه قليل من الخبز والسلطة وحبة سكر وشاي او عدس وبعضهم فإن اللبن البدرة ترف وكماليات بالنسبة لهم ، نخلص ونقول:: الحل الوحيد لتجنب هذا الوباء هو ان يلزم الجميع البيت. ربما يري البعض ان هذا الإجراء مهما كان ساهل لكنه في نظرهم مستحيل، ودعنا نسميه حظر تجول شامل وكامل بأن تلزم الأسرة منزلها طيلة اليوم.
هذا هو أسهل الحلول للوقاية، وفي الجانب الآخر عند خروجك قد تصاب بالمرض وتنقله لكل أفراد اسرتك، وعندها إن الموت هو نهاية المطاف.
الزم بيتك تسعد بحياتك واسرتك وأهلك وجيرانك
كسرة : الأخ رئيس مجلس الوزراء، نقولها بالفم المليان إنها مسئوليتكم التاريخية والوطنية والإنسانية نحو هذا الشعب الذي إرتضاكم لإدارة شئون الوطن في هذه المرحلة الحرجة من جميع الجوانب، إقتصادية وسياسة وأمنية وخدمة مدنية وعلاقات دولية وصناعة سلام، نعلم ان تلك مسئوليات جسام، ولكن انتم لها بإذن الله ومعكم طاقم من أبناء الوطن الخلص الميامين، فقط نتمنى أن تتخذوا من القرارات والتي ندرك انها صعبة من أجل الحفاظ على صحة الشعب السوداني، ويتلخص ذلك في فرض حظر التجوال الكامل الشامل وان لا نضيع نعمة الله التي حبانا بها حتى اللحظة الا وهي ان كل الإصابات كانت لمواطنين او أجانب اصيبوا بها خارج الوطن ، لهذا فإن حظر التجوال الكامل الشامل هو العلاج الوحيد المتاح أمامكم وانتم تعلمون مدى قدرة وإمكانيات المؤسسات العلاجية في السودان عامة او خاصة مجتمعة، لاسبيل للوقاية غير فرض حظر التجوال طيلة اليوم، واضعين في الإعتبار أصحاب المهن الحرة ورزق اليوم باليوم والمتعففين والارامل واليتامي والفقراء والمساكين ،فهؤلاء يجب دعمهم عبر الصناديق الإجتماعية وديوان الزكاة، طبعا في هذه الحالة وحظر التجوال الشامل هنالك إستثناء آت لابد أن يتم وضعها في الحسبان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
سيد عبد القادر قنات
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست