المغترب السوداني رغم أنف كل الناس فهو جمل الشيل طيلة فترة الإنقاذ الكارثية والكثير منهم وبخاصة فئة العمال قد أفني حياته متغرباً وحيداً بين الجبال والوديان يرعي الحيوان وآخرين عاملين خفراء بالمدارس والمخازن والبنايات التي تحت التشييد وحتي العمال والموظفين بالمكاتب والورش والمصانع الخاصة لم يسلموا من الضياع من أصحاب العمل والأقسي والأمر من ذلك تهميش الدولة السودانية الممثلة في مسئولى سفارات الكيزان التي كانت تفضل البعد عن أي شيء يعكر صفو علاقات الكيزان بدول المهجر حتي لوكان ذلك خصماً علي حقوق هؤلاء المغتربين فضاع المغترب بين مطرقة الكفلاء وسندان السفارات فسفارة السودان نشيطة عنيفة في تحصيل الجباية والأتوات وغائبة عن الوقوف مع هؤلاء المسحقوين، فكم من قضي السنوات الطوال يعمل تحت أقسي الظروف وطرد من عمله خالي الوفاض ولا يستطيع الرجوع الي أهله من دون أن تُجمع له التبرعات ممن هم أسوأ حاله منه ، لقد ظننا أن الثورة السودانية قد أتت لتشعر بمعانات المواطن وتوقف الظلم والتهميش للسودانيين بالداخل والخارج وشهدنا كيف تشد سفارات الدول الأخري من عضد منسوبيها وإقتلاع حقوقهم بكل السبل العدلية والدبلوماسية والإتصالات الحكومية ببلاد المهجر فعُمل لهم ألف حساب وحساب ولكن الكيزان الذين مازالوا يتربعون فوق جماجم هذا الشعب داخلياً وخارجياً لا زالوا أبعد ما يكون عن قضايا هذه الأمة ، وتتواتر الانباء عن أن هنالك عددأً معتبراً من العاملين بالممكلة العربية السعودية ، ذهبوا بعد قيام الثورة وقابلوا القنصل شخصياً يشتكون من إحتجاز رواتبهم بواسطة الكفيل وعدم تجديد إقاماتهم لأعوام يودون أن تتبني السفارة قضاياهم لدي المسئولين بالسعودية فكان رد السيد القنصل مهزوماً مخجلاً كعادة الكيزان بأنه لا دخل له بذلك ولكنه لا يمانع من تسفيرهم الي أهلهم إذا رغبوا ؟؟؟ سعادة القنصل لا يري خللاً في تسفير شخص عمل عدة سنوات ولم يحصل علي مستحقاته ليذهب الي أهله بخفي حنين وذلك أهون علي سعادة السفير من أن يقوم بمعالجة الأمر مع مكتب العمل السعودي أو الخارجية السعودية التي لا يستطيع أن يصل اليها هذا المواطن المسكين ، ويجهل السيد القنصل تماماً أن رواتب هؤلاء الضعفاء هي صورة أخري من دخلنا القومي الذي نحن أحوج مانكون لجمعه لتعزيز قدرات الاقتصادي وبخاصة في هذه الفترة الحرجة من عمر الدولة فالدخل القومي ليس فقط القطن والصمغ واللحوم ومن البديهي أن من أهم مهام السفارة هي ترقية مصالح السودان في كل المناحي ومن أهم هذه المناحي حقوق مواطنيه الذين يمثلون مصالح الأمة وإن التهاون فيها يعني ضياع دخل الدولة الذي ربما يكون اكثر من الهبات التي تصل الينا من السعودية وإن السعودية حريصة كل الحرص علي حقوقها ولم تجامل بإدخال بواخرنا المحملة بالخراف لمجرد الشك في مناعتها ولا نلومهم في ذلك لأنه من باب الحرص علي مصالح بلدانهم ولكن أين مراعاة مصالحنا ودخلنا القومي من أن يترك بعد أن أفني مغتربينا زهرة شبابهم في العمل المضني بعيداً عن الأهل والعشيرة وسعادة القنصل لا يعرف مهامه ولا مسئولياته ولا يتحلي بأي مسئولية وطنية بل يظن أنه قد عين جابياً للضرائب ، ووفقاً لتقديرات سودانية فأن عدد السودانيين المقيمين في السعودية وحدها يفوق الثلاثة ملايين، فكم ياتري من مظلوم من هذا العدد وأين سعادة القنصل من ذلك ، إن علي الثورة أن تصل الي موظفي السفارات لتعيين كفاءات تعرف مصلحة الوطن والمواطن ونأمل أن تبدأ بسفارة السودان بالرياض حيث الثقل العمالي والكثير من الإشكالات التي لم تبلغ الي المسئولين السعوديين بسبب ضعف القنصلية وتهاون القائمين علي أمرها والأمر جد خطير ونأمل معالجة هذا الأمر للمصلحة العامة يوسف علي النور حسن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة