|
|
 رفع الدعم عن كاهل المواطن بقلم حامد جربو
|
04:53 PM June, 13 2021 سودانيز اون لاين
حامد جربو-السعودية
مكتبتى
رابط مختصر
في اللقاء الصحفي العاصف الذي عقد في وكالة السودان للأنباء ( سونا ) مساء الخميس التاسع من يونيو, تحدث وزيرا المالية والطاقة عن اسباب وملابسات وتداعيات رفع دعم عن الوقود ..واتفق كل من الدكتور جبريل ابراهيم وزير المالية والتخطيط الاقتصادي ووزير الطاقة المهندس جادين على حسن على تنسيق في ضبط عملية توزيع الوقود للقطاعات والمرافق الهامة مثل قطاع المواصلات .
لا احد يشك في ان الاقتصاد السوداني مشوه ..! ولكن كيف تشهوه الاقتصاد السوداني ..!؟ هناك اسباب كثيرة اهمها :
الحرب الأهلية
التهميش وانعدام التنمية الريفية
النزوح الجماعي الى الحضر والمدن
استشراء الاقتصاد الطفيلي وتقنينه
هجرة العقول والكفاءات
الفساد والاستبداد
الحروب الأهلية :
من المستحيل النمو الاقتصاد في ظل دولة تمول الحروب والصراعات بملايين الدولارات يوميا..! لا أمن ولا استقرار في ظل الحروب والنزاعات ..ذلك ان الحرب تأكل الانتاج القومي بطريقة او اخري, لا تترك اموالا كافية لدعم اقتصاد الدولة ويكون المال دولة بين الناس... فلذا ينكمش الاقتصاد بصور عامة المتمثلة في الإنتاج الصناعي والزراعي والتجاري وبالتالي الخدمات بكل انواعها .
التهميش وانعدام التنمية الريفية
التهميش هو عدم المسئولية واهمال والتقصير من قبل الأنظمة الحاكمة في حق المواطن في التنمية والمشاركة في السلطة والخدمات العامة في رقعة جغرافية محددة من ارض الوطن عمدا او سهوا . عندما يطال التهميش الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم والأمن ,عملياً يخرج المواطن من دائرة مسئولية الدولة واهتماماتها ..فينحصر مشاركة المواطن في أنشطة الدولة المتنوعة مثل القطاع الصناعي والتجاري والخدمي فيقل انتاج ودخل المواطن المهمش فيلجأ الى الاحتجاج ويتحول الاحتجاج الى احتكاك مباشر بالسلطة القائمة ثم يتطور في ظل استمرار التهميش الى حرب ضد النظام القائم كما حصل في السودان ودول اخرى..
النزوح الجماعي الى الحضر والمدن
النزوح الجماعي الى الحضر والمدن هو نتاج مباشر وموضوعي لإهمال التنمية الريفية التي افقرت الريف المنتج وحولته الى قفار طارد . المزارعون والرعاة في الريف في حاجة الى الخدمات الضرورية مثل الصحة والتعليم وكذا الى الرعاية والتوعية وارشاد الزراعي والحيواني والبيئي .يعتمد الحضر على الريف في الغذاء ومدخلات الانتاج التحويلي , بنزوح الجماعي للحضر يفقد المجتمع الريفي والحضري معاً ضرورات الحياة بصورة عامة ,النزوح الجماعي الى المدن يضاعف معاناة المدينة في سكن غير المخطط او السكن العشوائي ويفاقم التكدس والازدحام في الخدمات العامة .
استشراء الاقتصاد الطفيلي وتقنينه :-
تكدس السكان في المدن بسبب الجفاف والتصحر, حروب الهامش وانعدام التنمية الريفية في السودان جلب متاعب جمة للدولة السودانية منذ منتصف السبعينيات القرن الماضي ,
الاقتصاد الطفيلي هو من يتغذى على انتاج غيره ..! النشاط الطفيلي في المجتمعات بصفة عامة هي الأنشطة غيرالمنتجة مثل تجارة العملة والمضاربات في السلع الضرورية والوسطاء التجاريين في عمليات الاستيراد والتصدير وتجارة السمسرة , بالإضافة الى انتاج السلع غير الضرورية مثل مقرمش وحلاوة القطن وغيرها من الاكلات الترفيه ..! النشاط الطفيلي يدفع المجتمع برمته الى اقتصاد ريعي غير منتج ولا يقوى على اكتفاء ذاتي بل سيظل مجتمع مستهلك لسلع ومنتجات مستوردة بالعملة الصعبة لصالح طبقة بعينها فيضرب الفقر السواد الأعظم من المجتمع وتنهار الخدمات مثل الصحة والتعليم وغيرها وتقيد استقلال القرار السياسي في الدولة كما يحصل عندنا في السودان .
هجرة الأدمغة والكفاءات :-
هجرة الأدمغة او هجرة العقول مصطلح يطلق على هجرة العلماء والمتخصصين في مختلف فروع العلم من بلدانهم الى بلاد اخرى طلبا لرواتب او دخل تناسب مهنهم وتخصصاتهم أو بغية احوال معيشية وفكرية افضل .. من اسباب هجرة الأدمغة والعقول في حالة السودانية , الوضع الاقتصادي المتردي وعدم الشعور بالراحة والطمأنينة لمستقبل الابناء ..!ارتفاع نسبة البطالة والفقر في المجتمع بصورة عامة وسوء البنية التحية في الدولة ..! تشجيع الأسرة والأهل والمجتمع كله بفكرة الهجرة ويساندهم في ذلك من هم يقيمون في الخارج من ابناء الوطن مما يشكل تأثيرا كبيرا في استقرار والعمل في السودان ..! الاضطراب السياسي وعدم رؤية واضحة لمستقبل البلد والتباين في تحديد منطلق للهوية السودانية وغيرها من الأسباب ..!
الفساد والاستبداد :-
يعرف الفساد على انه انحراف او تدمير النزاهة في الأداء الوظائف العامة واساءة استخدام المنصب والموارد العامة لغايات خاصة او شخصية او كسب غير مشروع من خلال الوظيفة بطريقة مباشرة او غير مباشرة ..ويأتي في خانة الفساد التسهيلات المقدمة مقابل اموال.. والرشوة والاختلاس والمحسوبية والابتزاز وغيرها من السلوك الفاسد.. نظام المؤتمر الوطني من افسد الأنظمة التي مرت على تاريخ الدولة السودانية على الأطلاق ..!
الخلاصة : رفع الدعم عن كاهل المواطن يعني رفع المعاناة عن كاهل المواطن الذي لا يستفيد من الدعم ..! دعم الوقود في وضع الاقتصاد المشوه مثل الاقتصاد السوداني غير المنتج يعني تقنين النشاط الطفيلي الذي يضر المواطن المستهلك البسيط الذي لا يملك ادوات الإنتاج ولا يستفيد من دعم الوقود بصورة مباشرة..! هناك السماسرة والوسطاء يتاجرون بالسلع المدعومة والدولة لا تسطيع التحكم والسيطرة بسبب استشراء الاقتصاد الطفيلي وتقنينه عبر الحقب في الدولة السودانية .
حامد جربو
|
|
  
|
|
|
|
حامد جربو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست