نعم الموت حق، لكن رحيل السيد الصادق المهدي وبلادنا تمر بمرحلة إنتقالية محفوفة بالتحديات والمخاطر، المحلية والإقليمية والدولية.! تجعلنا نتجاوز مسيرة الراحل السياسية التي كانت صعودا وهبوطا، حكما ومعارضة، سجنا وحرية، وعودا حركت الجماهير هنا وهناك، ومواقف إتسمت بالخذلان والإحباط، والخيبات خلفت الكثير النكسات دفع ثمنها المناضلون والشرفاء، أولهم د. علي فضل وشهداء ٢٨ رمضان وبقية قافلة الشهداء والضحايا الذين سقطوا خلال سنوات حكم النظام البائد.! الصادق المهدي رغم فشله السياسي، في تجاوز عتبة دولة الطائفة إلى دولة المواطنة، التي تحقق تطلعات الشعب في الحرية والعدالة الإجتماعية. إلا إنه كان مبدعا في مجال الفكر والتنظير السياسي والخطابة، وقد أغنى المكتبة الثقافية والسياسية بالكثير من المفاهيم والمصطلحات والأعمال في مجال الفكر والثقافة والأدب. رحيله في هذا الوقت، يجعلنا نطرح بعض الأسئلة علها تخترق قشرة العاطفة ومشاعر الحزن والأسى، التي رأيناها في مراسيم التشييع. وفي هذا الإطار، نتساءل من الرابح والخاسر من غياب السيد الصادق المهدي في هذه المرحلة...؟ حسب ما سمعناه أن الوفاة كانت بسبب إصابته بفايروس كورونا. كما هو معروف أن الراحل كان مولعا بالرياضة وركوب الخيل، وهذا ما جعله محافظا وحيويا رغم تجاوزه الثمانين عاما. هذا الفايروس اللعين قد أصيب به أشخاص أكبر منه سنا لكنهم قد تعافوا. فهل الأمر له علاقة بموقفه الأخير من صفقة القرن ومسيرة التطبيع ..؟ نحن كسودانيين، أناس عاطفيين إلى أبعد الحدود، عندما تحدث حالة وفاة غالبا ما نغرق في مشاعر الحزن ونكتفي بمقولة خلاص أجله تما، دون أن نتساءل عن أسباب الوفاة والظروف المحيطة بها. المعروف أن السيد الصادق المهدي عارض التطبيع وإنتقد سياسة التجويع، ووصفها بأنها مغرضة، الهدف من ورائها التركيع ومن ثم التطبيع وأخيراً التشظي والتفتيت. ما جعلني أطرح هذا السؤال هو أنه هناك أحداث كثيرة مماثلة حدثت في السابق راح جراءها بعض القيادات السياسية، دون أن نتمكن من معرفة ملابساتها ..! وهنا أُذكر بحادث سقوط طائرة د. جون قرنق بعد ٢١ يوم من دخوله القصر الجمهوري.! وتصفية د. خليل إبراهيم بطائرة مجهولة الهوية.! ووفاة الأستاذ المناضل علي محمود حسنين في ظروف غامضة بعد عودته للسودان ومطالبته بمحاكمة كل القتلة والمجرمين، لاسيما منفذي الإنقلاب العسكري الذي قطع مسيرة الديمقراطية في ١٩٨٩.! وقبل ذلك سقوط الطائرة التي كانت تقل الأستاذ محمد سليمان الخليفة في البحر الأحمر وهو في طريقه إلى السودان أثناء إنقلاب هاشم العطا ضد جعفر نميري.! هناك أحداث كثيرة تحتاج منا الوقوف عندها، لطرح الأسئلة علها تساهم في رفع مستوى وعينا لإدراك حجم المخاطر المحدقة بنا. خالص التعازي لأسرة الفقيد ولكل أعضاء حزب الأمة. نسأل الله أن يتقبل فقيد البلاد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته إنا لله وإنا إليه راجعون. الدوام لله وحده. الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست