لم يزل الناس في بلادي حيارى يتساءلون، ألم يحن بزوغ شمس السودان الجديد؟ الى متى نترقب وننتظر؟ دماؤنا تنزف، ودموعنا تزرف فماذا أنتم فاعلون؟ أتعجبون منها وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون؟ بت ليلة ورود هذه الأسئلة البريئة، أتقلب ذات اليمين وذات اليسار لأرى مع تباشير الصبح ثمة شمس تشرق في الأفق القريب القريب، وفي وسط هذا الهيجان والاتهامات المتبادلة والقذف غير المبرر بين تيارات ثلاث أولاها رأت في إيقاف الحرب حلا، والثانية آمنت بحرب طويلة لا تبقي ولا تذر لتكن هذه الدماء التي تراق صباح مساء مهرا لثمن قهر ما أسموه بالتمرد اللعين. والفريق الثالث مشغول بالتحليل الممل والظهور في الفضائيات كل يحاول عرض مهاراته وقدراته في التحليل بل والاجابة عن أسئلة من قبيل يا ألهي! من بدأ الحرب، الكيزان، الدعم السريع أم الجيش... بل الخوض في سؤال أين حميدتي؟ أحيّ أم ميت وهل صحيح أنه أصبح بعاتي وخرج برشاشه ومسدسه.. وتتوالى قصص وحكايات يزعجون به العقل الجمعي للشعب، هذه المرة عاضدوا الانصرافيين الكذبة من الكيزان وليفاتهم ورددوا معهم سمج القول وفحشه، أنه مات ولكن صنع له ربوت على هيئته في الصين وبدأ يتجول في دول افريقيا.... روايات لا نهاية لها، بل وأصبحت عبثا كعبث حربهم هذه! ولكي نرد على أسئلة واطئي النار والمكتوون بجمرها، دعنا نسبر غور اللاعبين في المشهد الآن ومدى قدرتهم على الاتيان بحل:
الأحزاب: * أحزاب الفكة، هي واجهات فقط، لا أعضاء لها ولا برامج، هي صنيعة الكيزان كانت ترتزق منهم حين كانوا في الحكم ولا طائل من إضاعة الوقت فيها. * تنسيقية تقدم: هي تكتل من أحزاب اليسار، عدا الحزب الشيوعي، وبمعيتهم لفيف ممن أسموهم المجتمع المدني. للآن ليس لديهم رؤية واضحة لحل المشكل، بل فقط رفعوا شعار أوقفوا الحرب، هذا ليس بالأمر الجديد، بل هو شعار كل عاقل في السودان، الجميع نادى بإيقافها الا الكيزان الخائفين من كشف عوارهم، وجرائمهم ولكن المحك كيف نوقفها؟ تنسيقية تقدم لن تأتي بحل طالما جمعت في داخلها أحزاب قوى الحرية والتغيير(قحت) التي أضاعت ثورة ديسمبر، بقبولها تقاسم السلطة مع اللجنة الأمنية للبشير، وبعد أن ارتكبوا خطيئتهم الكبرى تلك عادوا الينا عِشَاءً يَبْكُونَ، انقلاب. انقلاب، انقلاب! نعم انقلاب وماذا كنتم تتوقعون حين لهثتم وراء شهوة السلطة ووضعتم أيديكم على ظهر الذئب؟ فلو تمسكّت قحت بشعار الثورة (العسكر للثكنات والجنجويد ينحل) ما حدث كل ما حدث، وقتها كان العسكر خائفين وجليين من الثورة وعنفوانها، وبعد أن تمكنوا كشّروا عن أنيابهم واطاحوا بهم بانقلاب صار نذر شؤم لنا جميعا، وحين ذهبت ريحهم نَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ. في عنتيبي يوغندا نادى بعضهم بتكوين حكومة منفى؟ ولكن تدارك البعض جهل الخوض في هذا المنحى، نوافقهم الرأي فيما ذهبوا اليه. في عنتيبي ايضا، قالوا سوف نسعى لنزع الشرعية عن حكومة الأمر الواقع في بورتسودان، أأنتم جهّال أم تتجاهلون، هكذا تعترفون بأن ثمة شرعية من قبل وتريدون نزعها.. أعزائي في الأساس لم تك هناك شرعية حتى تنتزعوها، هي حكومة أمر واقع ولم يعترف بها أحد للآن، والا ما معنى رفض الوسطاء قبولها في أروقة التفاوض، حصروا التفاوض فقط بين الطرفين المتقاتلين وليست الحكومة. أي جيش يذهب للتفاوض ان كانت هنالك حكومة معترفة ذات شرعية؟ لا تعطوا حكومة الأمر الواقع هذه الشرعية بغبائكم وجهلكم ودعوتكم لنزع شرعية لم تكن موجودة في الأصل... نكرر ليست هناك شرعية حتى تنتزعوها. بهؤلاء لا تستطيع حل مشكل السودان يا حمدوك. مكانك الطبيعي أن تكون وسط الطليعة التي بدأت تنسج خيوطها ليل نهار، لوضع الحلول أملا في أن يرى من نزفوا الدماء وذرفوا الدموع شعاع شمس السودان الجديد. فإن يك صدر هذا اليوم ولىّ.. فإنَّ غداً لناظرهِ قريبٌ فانتظروا انا معكم من المنتظرين. والى مقالنا القادم لنرى من هم الطليعة، كيف يفكرون وما هي رؤيتهم للحل. عبد المجيد دوسة المحامي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة