مقدمة : الناس فى الغرب ، الذى اعتاد التفكير العلمى ، لديهم نظرة استراتيجية لكل الامور . فهم لايهتمون فقط بالتعامل مع الظاهرة فى حاضرها وطريقة معالجتها ، وانما يحاولون استكشاف ماوراءها فى المستقبل . لذلك ، وبينما نحن غارقون فى حل مشاكلنا الصغيرة ، حتى فى معالجة قضية كوفيد (19) ، فانهم يبحثون فى طرق الوقاية والعلاج ، فى نفس الوقت الذى بدأ مفكروهم فى بحث آثار هذه الجائحة على بلدانهم بل وعلى العلاقات العالمية فى شتى المجالات ، وبالتالى يقترحون وسائل التعامل مع التغييرات التى لاشك حادثة عند انتهاء هذا الامر الجلل ! رأيت ان استعرض بعض ما وجدت من اراء الناس الذين يفكرون بهذا الاسلوب الاستراتيجى لتعريف من لم يعرف بعد بتلك الاراء ومن ثم عرض بعض اراء الآخرين الذين ننتمى اليهم بحكم مرحلتنا فى التطور البشرى : رؤية المفكرين فى العالم :تم استعراض اراء تسعة وتسعين مفكرا عالميا عن رؤيتهم للعالم بعد كورونا ، فجاءت كما يلى وباختصار شديد ارجو ان لايكون مخلا : لقد اجمعوا تقريبا على ان العودة الى الوضع قبل الجائحة ليس ممكنا ، ومن ناحية اخرى، على ان ماحدث سيعطى فرصا وامكانات لأعادة هيكلة جذرية للمجتمعات ، من صلب الفوضى! وقد شملت المقابلات مفكرين بارزين ابدوا اراءهم حول : المال والديون والسلاسل التموينية والتجارة العالمية والعمل والروبوتات ، الصحافة والسياسة ، المياه والغذاء ، التغيير المناخى وحقوق الانسان ، التجارة الالكترونية والأمن السبرانى ، فقدان الامل والصحة النفسية ، الجندرة والعنصرية ، الفنون الجميلة والآداب ، الامل والسعادة . وبسب هذه التغيرات الهائلة المنتظرة ، فانهم يرون : ان ما لدينا ليس اعصارا ننتظر انتهاءه . ففي فترة ماقبل الجائحة كان عالمنا طبيعيا جدا ، ولكنه فى زمن مابعد الجائحة لن يعود الى هذه الطبيعة لعدة اسباب ، منها : تسارع التحولات التى كانت قد بدأت قبل الجائحة . يقول رئيس مجموعة اوراس : (سنة من الجائحة تعادل عقدا من التحولات ) مشهد مضطرب : تتجه السياسة الى مزيد من الاضطراب ويشهد الاقتصاد العالمى حالة من الضبابية القاتمة . ديمومة العادات التى فرضتها الجائحة والتى لن تقتصر على الاجتماعات بوصلة "الزوم " ، والعمل من المنزل واستخدام الروبوتات والتحول عموما الى الصيغة الرقمية . خلق فرص جديدة ، مثل الفرصة لأصلاح غياب المساواة الذى تفرضه الظروف الاجتماعية والاقتصادية . وفى هذا تقول لورى غاريت ، الصحافية المتخصصة بالعلوم : ( ان التحولات الجذرية الدائمة التى تشمل كل النشاطات ستخلق امكانية لاعادة هيكلة جذرية من صلب الفوضى ). ويقول بيل ماك كيبن : يمكن للجائحة ان تتحول الى رؤية الازمة والكارثة فرصة حقيقية يمكن الاستفادة منها ) ! وفى مقال للاستاذ احمد شكرى بجريدة الشرق الاوسط ، يورد عشرة توقعات لمابعد الوباء : تراجع عولمة التجارة وزيادة عولمة الوظائف استدامة العمل عن بعد واعتماد اكبر على التكنولوجيا ارتفاع حجم الدين الحكومى حول العالم واستقرار اسعار الفائدة عند مستويات منخفضة فى ظل تضخم اسعار محدود . يقول صندوق النقد ان الدين العالمى قد وصل اى حوالى 98% من الناتج الاقتصادى فى نهاية 2020 افلاس ودمج الشركات خصوصا فى قطاع النقل والطيران والسياحة ارتفاع معدل الضرائب لتمويل العجز تحسين اوضاع الاطباء والممرضين وزيادة الطلب على اخصائى الذكاء الاصطناعى استدامة نظام الدراسة عن بعد او الهجين زيادة اللامساواة وتاثر العدالة الاجتماعية وازدياد القلاقل الاجتماعية تراجع تشغيل المرأة وخروجها على المدى القصير فى ظل تزايد الاعباء الاسرية 10-الهرولة نحو الثورة الصناعية الرابعة وخلق وظائف جديدة وتحسين الانتاجية . اما صحيفة deutchland .de فقد كان تحليلها مزيج من التفاؤل والتشاؤم ، اذ جاء على النحو التالى : سيكون هناك نوع جديد من التعايش بين الناس بحيث يعتبر الانسان الآخر على انه مصدر خطورة محتملة وان هذا سيؤدى الى مزيد من العزلة والفردية والتباعد ، وبالتالى الى مزيد من الشعور بالوحدة . وتكون النتيجة زيادة فى الامراض النفسية وخاصة المخاوف من الاكتئاب . اما فى الآثار الايجابية ، فتقول الصحيفة بامكانية تجميع القدرات الذى نجم عن مكافحة كورونا ، لحل مشاكل اخرى مثل الازمة البيئية الناتجة عن التحول المناخى . كذلك اعتبرت الجائحة عامل جيوسياسي ، اذ انه سيكون لها تاثير على النظام العالمى بحيث قد تساعد على تحسين العلاقات بين امريكا والصين من خلال التعاون فى مكافحة الجائحة . ومن ناحية اخرى فانها قد تكون ذات اثرما فى عدم اعادة انتخاب ترامب بسبب الفشل فى مجابهة الجائحة ، وبالتالى فان القيادة الجديدة قد تعطي املا فى عودة امريكا للعب دورها القيادى البناء على مستوى العالم . كذلك تشير الصحيفة الى ان الجائحة ابرزت الدور المهم للعلم فى البحث العلمى ، برغم ان التبادل والتداخل العلمى فى مجالات المجتمع والسياسة والاعلام لايزال بحاجة الى مزيد من التطوير . هذا ماكان من امر تصور بعض المفكرين الكبار لعالم مابعد كورونا والذى يوضح بشكل عام ميل للتفاؤل بماستحدثه التغيرات فى العالم . فلعله يكون فى استعراضه حافز للتفكير خارج الصندوق ومحاولة الاستفادة من مثل هذه الافكار فى ايجاد حلول مبتكرة وغير تقليدية لما تمر به بلادنا وعالمنا الثالث بشكل عام . وفى هذا سنستعرض بعض الافكار من طرفنا وننتظر مساهمة الآخرين فى هذا المجال الخصب كما تبين من رؤية مفكرى العالم فى ، مقالات لاحقة بأذن الله.
05-25-2021, 09:10 AM
عمر عيسى محمد أحمد عمر عيسى محمد أحمد
تاريخ التسجيل: 01-07-2015
مجموع المشاركات: 1825
الأخ الفاضل / عبد المنعم عثمان التحيات لكم وللقراء الأفاضل
شكراَ على ذلك المقال الذي يجتهد ليشرح الفارق بيننا وبينهم ،، ورغم أن البون شاسع بيننا وبينهم في الكثير والكثير من مجالات الفراسة والتكهنات المستقبلية فإن مجرد الإقرار بذلك البون الشاسع يستحق المدح والثناء ،، ونحن الشعوب ( المتخلفة ) لا يجمعنا مع تلك الشعوب ( المتقدمة ) إلا ذلك التواجد والاشتراك في نفس الزمان والأيام والسنين !!! .. شعوب تفقه الواقع وتعيش حياة العصر والتقدم بكل حذافيرها ،، وشعوب جاهلة تعيش حياة الماضي والحقب المظلمة بكل حذافيرها .. ومنذ ظهور وباء ( فيروس كورونا ) وأهل الاختصاص في مجال الصحة يقدمون تلك النصائح تلو النصائح للشعب السوداني ويؤكدون له بأن ذلك الوباء خطير وخطير للغاية ،، ثم يسهبون في تلك الإرشادات الوقائية الضرورية غاية الضرورة لتجنب الإصابة بذلك الوباء الخطير ،، فإذا بالسواد الأعظم من أفراد الشعب السوداني يسخرون ويضحكون من تلك النصائح ويقولون : ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله علينا !! ،، وتلك النصائح لا تقدم ولا تؤخر إذا حكمت الأقدار )،، ونحن نقول لأمثال هؤلاء : ( نعم وألف نعم لا يصيب الإنسان إلا ذلك المقدر وذلك المكتوب في الأزل ،، ولكن هو رب العرش العظيم الذي أمر الإنسان بأن يقدم الأسباب وأن يتوخى الحذر وأن لا يرمي النفس في التهلكة ،، ثم بعد ذلك يتوكل على الله ويترك الأحكام والقرار للخالق الذي يملك الأقدار .
وبالأمس في إحدى القنوات الفضائية قرأت عنواناَ يقول ( العلماء في العالم حالياً يتحرون ويدرسون بطريقة علمية ( بحتة ) لمعرفة المنبع والمصدر والمنشأ الأساسي لفيروس ( كورونا ) ،، وذلك بعيداَ عن تلك المناوشات والرميات والاتهامات السياسية التي تتداول بين تلك الدول الكبرى المعروفة ،، وهؤلاء العلماء بتلك الخطوات العلمية السليمة يريدون التوصل لحقيقة ذلك الفيروس بالقدر الذي يؤكد أو ينفي تلك الأخطاء البشرية في معامل ( بحوث الفيروسات والجراثيم ) ،، وتلك النقطة بالذات تؤكد بأن هؤلاء البشر يتفوقون علينا في معدلات الذكاء بذلك القدر الذي لا يقاس .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبد المنعم عثمان
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست