دور ثانوي- قصة قصيرة بقلم:د.أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 10:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-03-2021, 00:31 AM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دور ثانوي- قصة قصيرة بقلم:د.أمل الكردفاني

    11:31 PM March, 02 2021

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر






    إن المسرح الذي تتحرك جدرانه وتتراقص قاعدته، لا يمنحك كممثل القدرة على لعب دور جاد..إنه مثير للضحك..وهكذا اختار هذا المخرج المجنون أن يكون مسرحه كأغنيات تو-باك.. لقد ضحك المتفرجون حتى ضرط بعضهم، وتقيأ البعض الآخر وأغمى على الفتيات الرقيقات، ونحن نتأرجح فوق خشبة المسرح المتراقصة، نسقط يمنة فنصطدم بالجدار، ثم نرتد يسرة فنسقط في الجدار المقابل، وبعضنا سقط فوق الجماهير، فسددوا له لكمات وصفعات وهم يقهقهون ويجرعون زجاجات الخمر ثم يمررونها لبعضهم. كان عليَّ أن أتكلم كثيراً، فدوري مليئ بالكلام..الكلام..الكلام الذي لم أفهمه كما لو كنت أحد شخصيات بيكيت...أن اتحدث..أثرثر في الواقع..لكنني نسيت كل شيء وتداخلت الكلمات واختلطت الجمل، وصاح المخرج: هذا هو..هذا هو..واصلوا.. وصاحت الجماهير..والمسرح يتراقص..يعلو ويرتفع ..الجدران تميد، تلطمنا ونلطمها..إحدى الممثلات وهي شابة مستجدة، أصبحت تصرخ بهستيرية..حاوَلت الهرب من الكواليس، لكن الكواليس أُغلقت، حاولَتِ القفز من الخشبة لكن الجماهير مزقت ملابسها ثم اغتصبوها ورموا بها للمسرح مرة أخرى..فسقطت مغشياً عليها.. صاح ممثل عجوز مطالباً الكهربائي الذي يحرك المسرح أن يتوقف، غير أن العامل أخذ يقهقه بغبطة بالغة وزاد من كهرباء الخشبة المتحركة، فازدادت سرعة حركتها..كان ذلك جنوناً.. أصابت اللوثة الجماهير..كلما سقط منا ممثل كانوا يضحكون..كلما سال الدم من أفواهنا ورُكَبنا كانوا يرموننا بقمامتهم ويصرخون..فتح الشرطي الباب فانهمرت حشود من الناس لداخل المسرح..وازداد الهرج..صاح المخرج: شغلوا أغنية بإيقاعات صاغبة.. وبدأتُ أشعر بالغثيان...الغثيان الشديد..كنت أحاول حماية صبي في الثانية عشر من عمره..كان دوره ثانوياً وعابراً لكنه تورط معنا.. الصبي كان صامتاً بذهول...وحين ضجت الصالة بالإيقاعات والصراخ..اتسعت عيناه وأضحى يصرخ بهستيرية...واتبعه المخرج: هيا..لا تتوقفوا.. واصلوا التمثيل يا كلاب.. لن تجدوا مثل هذه الفرصة مرة أخرى..أنتم تدخلون إلى العالمية يا كلاب.. انبحوا انبحوا..هيا انبحوا...هيا أيها التافهون..أنتم تحصلون على قيمتكم الآن بعد سنوات طويلة من التشرد..صحت: "تعال وشاركنا المجد أيها.." غير أن الجدار ارتطم برأسي...ورأيت الكون يظلم..والأصوات تختفي...
    ...
    فتحت عيني بصعوبة..رائحة الدم والبول والغائط تفوح فأدرت راسي ورأيت جثث الممثلين..والصالة خالية.. أما المخرج فكان جالساً على البعد، يدخن بصمت ويضع ساقاً فوق ساق..نظرت إليه ببرود. فانزل ساقه عن الأخرى ونهض وغادر وهو يقول مقهقهاً:
    - لن تصنعكم سوى الخيبات يا فتى..عد إلى الواقع..
    ....
    كانت الشوارع باردة..ولكن جثة الصبي فوق كتفي كانت أكثر برودة..كان عليَّ أن أدفنها..لكن الشوارع كلها معبدة..لقد اخترع الإنسان الدفن لسبب ما، وربما لعدة أسباب، وفي كل الأحوال، فعلى جثة الصبي أن تتحلل.. أن تتحول إلى هباء.. لماذا؟ لست أدري...كان وجهه محطماً تماماً، أسنانه في أذنيه وأنفه تحت شفتيه..وأمَّا عيناه فكانتا محمرتين ببقع الدم المتخثر..
    ....
    أسبلتُ جثته على الأسفلت وسط الطريق السريع..ووقفت بعيداً.. عَبَر الليل ومن تحت قبته عبرت مئات الشاحنات السريعة..كانت كل عجلة من عجلاتها الضخمة تحمل قطعة من جسد الصبي..وحين أشرف الفجر تقدمتُ قليلاً ولم أرَ أثراً للجسد سوى بضعة قشور من الجلد وسناً صغيراً ونقاطاً من الدم الملتصق بالأرض.. فأحسست بالإرتياح..لقد أتممت رسالتي في الحياة..أتممتها كما يجب...

    (تمت)..























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de