ما هي الاسباب التي جعلت بعض اعضاء تحالف قوى الحرية والتغيير تدعو للإصلاح وتصحيح مسار (قحت)؟ ما هي نقاط الاختلاف بين مكونات الحرية والتغيير؟ لماذا طرح حزب الامة القومي مبادرة العقد الاجتماعي وهل الخلافات موضوعية ام اجرائية بين مكونات التحالف وهل الدعوة الي الاصلاح طلبت من قبل حزب الامة القومي ام من مكونات اخرى داخل التحالف؟ وهل الفترة الانتقالية تسير في المسار الصحيح والشعب السوداني راضي عن الاداء السياسي للتحالف؟ وهل هنالك علاقة بين اداء حكومة الفترة الانتقالية وادارة تحالف (قحت)؟ وما هي خطورة ومالآت الانقسامات داخل التحالف وانعكاسها على الاستقرار السياسي؟ ان تحالف قوى الحرية والتغيير ليس مجرد تحالف لملء الفراغ السياسي انما تحالف سياسي صانع للثورة وحاضنة سياسية للفترة الانتقالية يفترض ان تمثل فيه كل مكونات الثورة ، ليكون تنظيماً جامعاً وكيانا سياسيا يعبر عن كل افراد الشعب السوداني ، ويأمل فيه أن يجمع كل مكونات المجتمع مزارعين وعمال ومهنيين وموظفين وأساتذة جامعات واسر شهداء ولجان مقاومة وكل ابطال الثورة السودانية ...الخ. ليخرجنا لبر الامان ويجعل الفترة الانتقالية تنجز الكثير من الملفات وتكون ارض صلبة تمهد للانتقال السياسي الديمقراطي. وكان يتوجب على هذا التحالف وضوح الرؤية والأهداف والميثاق والهيكل التنظيمي والمنهج والشفافية ان يكون له مقر بالعاصمة وفروع بكل ولايات السودان وموقع على شبكة الانترنت ولوائح تنظم العمل وناطق رسمي باسم التحالف. وكان عليه ان يقوم بإعداد نشرات وبيانات ومؤتمرات صحفية دورية من وقت لآخر لتنوير الشعب السوداني بكل التطورات السياسية وشكل الشراكة السياسية وكيفية التعيين للوظائف العامة والمعايير التي يستند عليها بالإضافة الي التماسك والثقة والانسجام بين قيادة ومكونات التحالف وان تكون القرارات قائمة على العلمية وإقامة الورش المؤتمرات المتخصصة والاستفادة من الخبرات السودانية في مختلف المجالات. أن اداء ومخرجات الحكومة الانتقالية يتأثر وبشكل كبير ومباشر بأداء التحالف والذي بالطبع سينعكس على الاستقرار السياسي ومستقبل العملية السياسية والوقوف في وجه الثورة المضادة والمشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لذلك ان ضعف التحالف وعدم التماسك والانسجام بين مكوناته لا يؤثر فقط على الاستقرار السياسي بل سيمتد أثره حتى على العلاقات الخارجية الاقليمية والدولية الامر الذي يحتم على مكونات التحالف ادراك خطورة التصدعات واهتزاز التحالف وعدم الثقة . ان التعبير عن الرأي والمواقف ووجهات النظر شيء طبيعي لتحالف يضم مكونات سياسية مختلفة، من المتوقع في نهاية الفترة التي حددها حزب الامة القومي خاصة وانه ليس الطرف الوحيد الذي تململ من بين مكونات (قحت) بل هنالك مكونات اخرى كانت غير راضية عن الاداء في الفترة السابقة ، نتوقع ان تعود اطراف (قحت) الي حوار جاد وشفاف لتجاوز تشوهات وعيوب الفترة الماضية خاصةً وان الازمات تتلاحق وتتعقد اقتصاديا وسياسياً وصحياً اما الانكفاء والتمترس والتمسك بالمكاسب السياسية والحزبية والوظيفية الضيقة وأساليب الاقصاء والتراشقات الاعلامية في الفضاء الالكتروني وتبادل التهم بين المكونات السياسية والصراعات الايدلوجية ستكون عواقبها وخيمة على السودان في ظل هذه الظروف الحرجة والحساسة التي تمر بالبلاد وخاصة ان قطاع كبير من الشعب محبط بسبب هذه الظروف بالرغم من الآمال الكبيرة التي كان ينتظرها بعد سقوط نظام المؤتمر الوطني. ان لغة العقل يجب ان تعلو على اي لغة اخرى وكما يجب تحمل المسئولية الوطنية، لان خطورة ومالآت الانقسامات داخل التحالف ستؤدى الي اصطفافات واهتزازت تزيد الشقة بين المكون السياسي الذي ينعكس على الاستقرار السياسي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
د.حسين عمر عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست