ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا في الحرب الثانيه وبعد أن شرح له جنرالاته خطة معركة النورماندى وبحكم أنه كان مراسلا حربيا في الحرب الأولي عارض الخطه وقال إنها محرقة للشباب البريطاني ويجب عدم تنفيذها وعندما إحتد النقاش وأصر الجنرالات علي التنفيذ قال إنه سيذهب معهم للمعركة ليلاقي حتفه مع الشباب البريطاني . وهنا خاطبه الجنرال مونتقمرى بإسمه مجردا من إسم العائله ( ونستون عد إلي لندن ولن تذهب معنا وسيتم تنفيذ العمليه كما هو مخطط لها!!!)ذهب ونستون وقال أنه صلي لله ألا يتم تنفيذ العمليه التي يراها فاشله وأن تحول الأحوال الجويه دون تنفيذها !!! وتم تنفيذ العمليه بنجاح وكانت هي المعركة الفاصله التي أدت لهزيمة الألمان !!! ولو فشلت لما تردد في تقديم الجنرالات لمحاكمات بالخيانة العظمي وقد يحاكموا بالإعدام !!! وفي حالة النجاح كما حدث كانت المكافآت أوسمة ونياشين تعلق علي الصدور!!! وفي كلا الحالتين لن يتعرض رئيس الوزراء لشئ ولكن الجنرالات كانت الإحتمالات مطروحه . ناهيك عن السهر والأرق والتوتر ومايواكب ظروف معركة كبيرة كالنورماندى!!! هذه الواقعه يؤرخ لها رئيس الوزراء المنتصر في الحرب والمهزوم أمام جنرالاته والمأمور بالمغادره !!!هذه الأمانه الفكريه والتوثيق الحقيقي للتاريخ الذى تستفيد منه الأجيال!!!الجنرال الحقيقي هو الذى يسعي لتحقيق هدف تحرير الأرض من عدوه ويستغل في ذلك كافة الظروف كالكوارث الطبيعة والتغييرات السياسيه في بلد العدو كإغتيال رئيس الدولة المحتله أو( محاولة إغتياله كم حدث لجزء من أرضنا عندما إستغل جنرال تلك الظروف) والوضع علي ماهو عليه حتي اليوم !!!!!! حتي الأوبئة ك(كوفيد 19) يمكن إستغلالها مادامت تحقق هدفنا . ومعايير الأخلاق والمرؤة التي نتعامل بها في نزاعاتنا المحليه في المساكن والحواشات والحواكير وحدود الحيازات لايتم تطبيقها هنا !!!هنا تختلف المعايير!!! مادار في شرق السودان من أحداث في الجاره أثيوبيا سواء كان بوجود طرف ثالث أو عدمه ولو أقرينا بوجوده علنا لايمنعنا ذلك من إعادة بسط سلطة الدولة علي أرض هي سودانية 100% وقد قام البرهان بدور جنرال حقيقي نال علما عسكريا إحترافيا ناله عن جدارة وقد أعاد لحضن الوطن أرضا لم يكن سببا في ضياعها فمن فرط فيها موجود !!!وقد حقق مكسبين الأول هو إعادة جزء من الأرض المحتله أما الثاني والمهم فهو إعتراف الحبش العلني بالحدود والذى لو لم يخطو البرهان تلك الخطوه لما إعترفوا وصرحوا بتلك التصريحات الدامغه !!! في العديد من المقالات ظللت أقر بأن الاحزاب السودانيه لاتلام في عدم ممارستها للسياسة وخاصة بعض قادة تلك الأحزاب أو كوادرها والسبب يعود لعدم إتاحة الفرصه لها لممارسة السياسة لفترة طويلة بسبب الإنقلابات العسكريه !!!لا نقر أسلوب الإنقلابات وندينه ولكن هذه الإنقلابات مع عدم مشروعيتها غالبا مانجد وراءها كوادر حزبيه أو قيادات .ولعلم الجميع عملية إقصاء العسكر كليا من المشهد مستحيلة .فتلك الأصوات النشاذ التي تقول بأننا لسنا بحاجة لجيش وكأنهم يعيشون في كوكب آخر هؤلاء من الجهل بمكان!!! فسويسرا في قارة هي أقرب للمريخ منا!!! قال الحبش إنهم أجروا تلك الأرض !!!؟؟ممن !؟!!؟قالوا إن المكون العسكرى بالمجلس السيادى يحاول الهروب من مشكلاته بإفتعال المشكلة وهنالك من يردد كالببغاء إدعاءاتهم . ويردون علي أنفسهم بأن هنالك طرفا ثالثا!!! هل عسكر المجلس السيادى دفعوا بالطرف الثالث للقيام بهذه العمليه نيابة عنهم ؟؟؟!!!إن كان ذلك صحيحا فهم من الذكاء بمكان يجعلنا نحييهم ونشكرهم!!!أما إن كانوا قد إستفادوا من صراع خفي يدور بين الطرفين الخفي والحبش فقد حققوا إنتصارين كما أسلفنا ويستحقون الشكر. إن الفرق بين الوطنيه كقيمة ومعني ومضمون تظل بين جوانح الوطني حقا والمواطنه التي تعني أكل العيش في اي بقعة من بقاع الأرض هو فرق كبير قد لايعلمه البعض !!! فالمعارضه من أجل المعارضه تختلف عن المعارضه المستنيره التي تقف مع النظام عندما يكون موقفه من أجل الوطن وليس المكاسب السياسيه. . كنت متشوقا لحضور ندوات الهواء الطلق التي تقيمها الأحزاب بعد الثورة لطرح أفكارها ومتابعة مؤتمراتها التي تعلن عن قدوم قيادات وتغيير في السياسات. ولكن خاب ظني فقد وصمنا المؤتمر الوطني بحب السلطة والتسلط .واليوم نرى القوم يتصارعون علي( كيكة) ولا أحد يكلف نفسه بسؤال من يدعون أنهم قيادات متي كان آخر لقاء لهم بقواعد أحزابهم في المدن والأرياف؟؟؟مازال البعض يظن أن القيادة يمكن أن تورث أو أن الجماهير تنتظر إشارة الزعيم ولدينا قيادات حزبيه يحيط بها من يحاولون إبعاد كل من يحاول طرح رأيه !!!وستظل بعض قيادات الأحزاب مخدوعه حتي تشرق شمس الإنتخابات لتدرك أن الذين يدعون المعرفة والتنظيم لايقف خلفهم شخص واجد .فقط أنفسهم . يمكن قبول أى نقد للمجلس السيادى برئيسه في كافة الأمور أما في هذه الحال فمرفوض رفضا باتا وعلي الذين يرددون هذه الترهات أن يعيدوا قراءة كتب المطالعة الأوليه لسياسة القرن التاسع عشر ويبحثوا في قواعد اللغه لتلك المرحلة ويدركوا الفرق بين المعارضة والمواطنة والوطنيه والمصالح الشخصيه .والعمالة والبطالة و(السمكرة) السياسيه.وختاما نقول مبارك يابرهان أرمي قدام وبحذر وراء غير مؤمن. والسلام. عقيد ركن (م) إسماعيل البشارى زين العابدين حسين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة