" حينما كان ابي شرطيا " كثيرا ما كلف بحراسة شخصيات سياسية او كبار موظفين .. وبقطار " الخرطوم كريمة " كان بمعية السيد عثمان عبدالنبي وكيل وزارة الصحة وقتها و السيدة حواء علي البصير التي سودنت التمريض .. تبادلوا اطراف الحديث الاسرةوالابناء وتعليمهم فذكر لها ابي ان اسرته ما زالت بمدينة كوستي وابنتي شديدة التعلقبمهنة التعليم … قاطعته " عواطف دي تسلمني ليها " نحن اصلا ماموريتنا لنواحيالشمالية ودنقلا لحض الاهالي لالحاق بناتهن بمعهد التمريض الاوسط بالخرطوم .. وصباح مشرق زارنا عمي علي احمد شلي ريس عمال السكة حديد وهو يترنم " تقرتنا .. غنمايتنا " والتي يدندن بها علي كاونتر النجارة بحديقة منزله حيث يعمل بالمساء نجاراماهرا لمقابلة مصاريف ابناءه د عبدالرحمن شلي بالمانيا واول حاصد للدكتوراة الطاقةود . عثمان شلي استشاري الانف والاذن الدارس بروسيا ويحكي عمي ان المفتشالانجليزي حينما طلب الحاق ابنه البكر احمد بالمدرسة الاولية انتهره .. لكن رئيسهالسوداني تضامن معه واستعانوا بمدرس من مدينة سنار ونصبوا راكوبة كانت هيقاعدة الاساس لمدرسة البنين الاولية بكوستي ..بشرني عمي بانني ساسافر معهللخرطوم لحضور حفل تخرج حسن شلي وحسن نورالدين وامنه شرفي أول فتاة مندنقلا العجوز تتخرج من جامعة الخرطوم . اختلطت مشاعري بين مفارقة صديقاتي والصورة الذاهية للجميلة ومستحيلة دلفناللدرجة الاولى ولم تجذبني المحطات التي عبرها القطار وذهبنا لمنزل ال شرفي حيثاحتضنتني ست البيت بمحبة واليوم الثاني ضجت دارهم بصديقات امنة وطلبوا انارافقهم للكوفير فهززت راسي بلا .. اصلا لم يكن بكوستي مزين لشعر النساء امتلاتقاعة الاحتفالات بجامعة الخرطوم وأمنة ورفيقاتها كن كالملائكة او كالملكات كم تمنيت أناطول قامتهن او ارتدي اثوابهن ناصعة البياض رغم ان تسريحتهن لا تناسب شعريالمعكوف باشرطة .. أمنة الحت علي ابي ان ياتي غدا لاخذي لدارنا بالخرطوم بحرى .. بعد اسبوع وبرفقتنا خالي النور شوقي وما ان ابرز ابي قصاصة ورق بخط حواء عليالبصير إلا وادخلونا لمكتبها فرحبت بنا ترحاب شديد ..ومن شنطتها اعطتني حفنةحلاويات قصدت ان تكسر بها هيبتي وحدثتني عن التمريض كخدمة انسانية راقيةومستقبله وان اجتهدت ربما تقودني دراستي للجلوس علي كرسيها واظهرت لي اطراف"شعرها" واوصتني بضرورة مشاط شعري ليتناسق وكاب التمريض الابيض والفستانالاخضر .. وبسيارتها ربما فيات او جاكوار لم اكن اعلم الموديلات فجل حركتنا بكوستيبالارجل ونسافر بالقطارات . وصلنا لمبني فخم ذو هندسة معمارية مميزة مقابل مستشفي الخرطوم التعليمي " معهد الاشعة حاليا " .. طافت بنا المديرة ارجاء المعهد غرف الداخلية بالطابق الارضيوحجرة الدراسة والتشريح بالطابق الثاني .. الدكتور الشيخ كنيش احد اعلام الطببالسودان كان يلقي محاضرته لدفعتي حدثته ست حواء ان يتولى تعويضي ما فاتنيمن الدروس لالحق دفعتي التي سبقني بثلاثة اشهر وكذلك طلبت من مديرة المعهدتسليمي المقرر وترتيب دروس لكل ما فاتني بجانب مواكبة الحصص .. احسنت المديرة معاملتي واختارت لي غرفة مع طالبة هادئة اسرتها مقيمة بالسعودية .. عشقت التمريض وحققت نجاحا فالدراسة بها جانب عملي بمستشفى الخرطومالتعليمي ونظري بالمعهد علي ايادي أطباء بقامة كنيش.. لولا ان د. عبدالحميد صالحوزير الصحة وقتها اغلق الكلية عقابا علي اضرابنا لكنت ممرضة ناجحة وربما عليكرسي حواء علي البصير .. وللحديث بقية . عواطف عبداللطيف [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة