سياسي، سياسة، حزب، منظمات مجتمع مدني، مفردات تمثل عصب ايّ نظام مدني ديمقراطي سليم، للأسف إدمان الفشل المرتبط بالنخب في بلادنا جعل منها مفردات مقززة، و تدعوا للإشمئزاز، و القرف.
إستبشر الجميع خيراً بالسيد حمدوك عندما علمنا انه رجل مهني، و ليس بسياسي.
يمكن ان يختلف البعض بأنه لابد للحاكم ان تكون لديه حنكة، و خبرة سياسية، نعم في الوضع الطبيعي نحتاج لمثل هذا الرجل، و لكن في ظرف إستثنائي كالذي تشكل بعد ثورة ديسمبر المجيدة، حوجتنا لرجل مهني في يده مشرط فقط، و خلفه قوة الشارع، و إرادة الشعب.
* ذكر السيد حمدوك عدم ولاية وزارته علي المال العام..
السؤال.. "يا العشا ابلبن انت جبناك لي شنو"؟
* ثم قال : اصبح العمل العام عقوبة لمن يتقدم الصفوف..
نعم يجب ان يكون عقوبة للعواطلية، و المتسكعين في مكتبك، و نعرفهم فرداً فرداً، ضاقت بهم مقاهي، و حانات الغرب، و منهم من ساقته زوجته الاجنبية من يده كالطفل لتسلمه لأبناء الجالية " العزابة.. زولكم دا انا قنعت منو شوفو ليهو صِرفة". لإمعانه في العطالة، و التسكع.
هل لمثل هؤلاء العواطلية، و المتسكعين ان يقودوا شعب إلي المجد؟
هؤلاء يا سيد حمدوك يجب ان يكون العمل العام عقوبة بالنسبة لهم قبل ان تعاقبنا بهم الاقدار، و يمتطوا ظهر ثورة طاهرة مهرها دماء ذكية.
مستشارين سعادتك، و كل الذين حولك هم عواطلية، احسنهم كل إمكانياته يمتلك "دكان ناصية" و يجيد ترتيب القعدات، و كانت المزرعة السعيدة!
نعم الكل يعلم الورثة الثقيلة، و التي بسببها قامت الثورة، و الكل يعرف المثل الذي إستشهدت به، و نعلم ان " كرعينا اقصر من لحافنا".
لا نريد منك ان تبحث عن موارد لتشغلك عن شئون الحكم قبل تطهير الفساد الذي إبتلع كل الدولة، و سيبتلع ايّ مجهود تقوم به عبثاً، و كأنك تحرث في البحر.
انت فضلت ان تبحث في صندوق النظام البائد لتجد ذات الحلول الهزيلة التي عافها الشعب.
* المطلوب ان تخرج بكل صراحة و تقول علي من او ما الذي يعوق اداء حكومتك.
* و لو كان المعوق الوثيقة الدستورية نفسها فالشعب، و إرادة الشارع قادرة علي حرقها، و رميها في اقرب سلة مهملات.
* لنذهب بعيداً ..حتي قوى الحرية و التغيير سلمها الشعب بإرادته قيادة المشهد بعد نجاح الثورة، فالشعب صاحب الحق الاصيل، و القادر علي سحب هذا التفويض، و حجب الثقة.
للأسف كان بإمكانك الخروج، و مواجهة الشارع بهذه الحقائق، و لكنك مكبل بتفاهمات بدأت تتضح صورتها امام الشعب!
برغم ذلك كان يمكنك الإنقلاب علي الجميع لطالما خلفك شعب بكامله لم، و لن يتوحد في تاريخه بهذا الحب، و الثقة التي اولاك اياها.
* اول خطوات الإصلاح، و محاربة الفساد تبدأ بتقليل الصرف علي الحكومة، و مخصصات الوزراء.
للأسف نعيش في ذات مظاهر فساد النظام البائد، و ذات الترهل، و زادت رواتب، و مخصصات الوزراء الي اضعاف.
* ايّ خطاب او حديث بدون طرد، و تطهير الكيزان، و العواطلية، و سدنة النظام البائد، الذين من حولك، و في مكتبك، يُعتبر " طق حنك".
* اعتقد انك بدأت تضيق ذرعاً بالشعارات، و في ذات الوقت شعارك سنعبر، و سننتصر!
*شعارات الثورة واضحة، و صريحة، حرية، سلام، و عدالة، و للأسف جميعها لم يتحقق منها شيئ، و اصبحت الردة واضحة، و ما ادراك ما مواكب جرد الحساب، و ما رأينا من مشاهد إفتكرنا عبثاً إننا لن نراها ابداً بعد ان تطهرنا بطهور الثورة المباركة.
* انا شخصياً "قنعان" من خيراً فيك، سبحانه يُحي العظام و هي رميم، هل بإمكانك ان تحيا، لتركب علي ظهر المجد الذي لا يزال باركاً تحت رجليك؟
* من يستسلم لمبدأ الضعف، و التعليل بثقل التركة، و الدولة العميقة، و المعوقات، لا يؤمن بالمبادئ التي قامت من اجلها الثورة، و الاخطر عدم الثقة في قوة الشارع، و إرادة الشعب التي يمكنها ان تقهر ايّ قوة علي وجه الارض.
* اعتقد جازماً بما توفرت من معلومات، و دلائل باتت واضحة كالشمس في رابعة النهار ان نظام الكيزان سيفقد البوصلة بذهاب حمدوك، و حكومته.
* اقولها بكل وضوح و شجاعة بأني اعتبر هذا الوضع القائم هو حلقة من حلقات النظام البائد، الذي رسم ملامحه المجرم قوش، ما لم نرى قرارات ثورية حقيقية تعيد الثقة، و الطمأنينة.
للأسف بحث حمدوك في قاموس السياسة السودانية فوجد باب " السواقة بالخلا" هو الانسب..
لا اتكهن، و لكن المقدمات تقول سيُبعث عبد الناصر من جديد ليتلو علينا خطبة الوداع!
اخيراً ..فكرة انك في مركب واحد مع لجان المقاومة، و الثورة التي تخشى عليها من الغرق كلمة حق تُريد بها باطل، فستغرق لوحدك، و ستستعصم الثورة، و لجانها الشريفة التي لم و لن تساوم علي مبادئها بقمة جبل الثورة ان حرية، سلام، و عدالة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة