وتوقفت الحرب ودسَّت الأزهار أحرفها الأولى وفاضت كالألم وابتلَّت عصافير الحزن وأجْهَضَتْ مراكبها الوضيئة عند أقدام النهر وشهدتُ ترقيع المشاهد والحقول الحرب يا أماهُ توقَّفت شدَّت الأجراس حبل المشنقة ما عادت توسوس عند التقاءِ حنانها في الرافِدَيْن ِ ليسقط آخر الأنبياء مضرجا في ثوبه الصيفي أحراش الدخول توقفت الحرب وابتدأ النواح شهقت تسابيح الرياح وذاب صقيعنا الممتد صوب أسنان المدينة في مساكنها السليبة أحيائها المتراكمة النزيف وأنين مركزها العجوز طريح المقلتين يواسي في محطات الرجاء لم تعد ساحات ملعبنا الرحيمة دافئة كانت مزامير شريدة وصراخ لمسات أخيرة تستجير كانت مساميرٌ نتوءاتٌ جراثيمٌ وَحَيْرة وخطى الأطفال لم تألف حصاها أو همس وردتها الطيور موحشةٌ أشجارها السكرى وضحكتها البتول تلك الغرابة فاحشة لم تعد أوطاننا أجفاننا مثلما كنا هديل طفلي يخاف يشيب حين يختلس الرجوع
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة