جيل الصدي: أو العجوز القاعده بره بقلم عبد الله علي إبراهيم

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 09:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-20-2021, 05:44 AM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1963

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جيل الصدي: أو العجوز القاعده بره بقلم عبد الله علي إبراهيم

    04:44 AM February, 19 2021

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    2003

    لقيت قبل أن أدخل مكتب البريد هنا مجموعتين من الرجال الطاعنين في السن وقد تدثرا بثقيل الثياب في يوم بارد جداً. وفي أقصي المبني وقف رجلان علي سمتهما هيئة سانتا كلوز يجمعان التبرعات باسم الصليب الأحمر لأعمال الخير في شهر ديسمبرهم المبارك. وهذا مشهد عام يتكرر في مثل ذلك الموسم ، وأمام كل الأماكن المقصودة. أما الرجلان الآخران فقد حمل كل منهما لافته في التكريه في حرب العراق. جاء في اللافتة الأولي "لتعد قواتنا بجاه العيد المبارك". أما الثانية فقد حملت إحدي الوصايا العشر القائلة لا يجوز أن تقتل. وكنت في طريقي الي مكتب البريد قد مررت بشارع برودواي وقد انتشرت لافتات مغروزة في سوح المنازل تحمل آراء أصحابها في الحرب. وتقرأ من نافذة العربة اللافتات التي تدعو الي دعم المحاربين بعودتهم الي وطنهم وتلك التي تدعمهم بغير قيد وشرط. والأولي من خط مستنكري الحرب والثانية هي خط مؤيدي الحرب. ومن أجمل ما سمعت في الدفاع عن خلاف الأمة وحربها دائرة في مثل العراق قولهم: يضحي جنودنا ف في ميادين الحرب لكي نتمتع نحن بنعمة الخلاف الذي هو "السعة" في قول سائر.

    تمنيت من الله لدي رؤية العجوزين المقاومين للحرب أن أبلغ عمرهما ويكون لدي ما يزال هذا العزم والشغف بالإدلاء بدلوي في أمر العالم. فقد شاع عنا أن المباديء هي صنو الصبا ولا تشيخ مع المرء. ولعل أجمل ما قرأت عن المبادئء والعمر ما ورد في نعي بول سيمونز، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق عن الحزب الديمقراطي. فقد كان عضواً باللجنة التي استجوبت كليرنس تومسون قبل إجازته عضواً بالمحكمة الأمريكية العليا. وقال توماس في معرض شهادته إنه كان يعتقد في سني شبابه أنه سيغير العالم. فرد عليه سيمزنز: "ما يزال بعضنا يعتقد أن بوسعه تغيير العالم".

    وكان سيمونز يعتقد أن مهمة الحكومة الأخذ بيد الناس في حين يريد لها المحافظون أن ترفع يدها عن ذلك وتترك ذلك لآلية السوق. فهو لم يتعلم كثيراً، وبدأ صحفياً في المدن الصغرى حتي بلغ مجلس الشيوخ. وكان يُصوت في مجلس الشيوخ بما يرضي ضميره. ولذا وصفوه بأنه "سهم ثقافي رامح". فهو لم "يتدنع" للوبيات وظل ينشر مصادر دخله سنوياً منذ الخمسينات. وكان شعار حملته غير الموفقة للترشيح للرئاسة عن الحزب الديمقراطي في 1988: "ألم يحن الوقت لنؤمن بالمستقبل من جديد".

    تنتاب دعوات إصلاح الأحزاب عندنا ضغينة ضد العجائز. فالدعاة يعتقدون أنه إذا أحلنا الميرغني والصادق والترابي ونقد وحاج مضوي "الذي قرنق ود اخته" وغيرهم الي الاستيداع فإن السياسة ستنصلح. فروائح السياسة في الشباب. وقال القائل إن من لم يصبح شيوعياً في صباه لا خير منه، ومن شاخت شيوعيته معه فقد بالغ عديل كدا. وفي هذه العقيدة حزازة شباب ضد عجائز لا إعراب لها في فقه التنوع الثقافي. ثم أني رأيت أرتالاً من الشباب تمر تحت جسر هذه الأحزاب ولم أشهد لإنتهازيتهم مثيلاً. فقد قتلتهم وطفت جثثهم.

    إن العجائز في المجتمع والأحزاب هم "جيل الصدي". أي أنهم الذين يتلاطم الماضي والحاضر عند خاطرهم فتشب المعرفة. فإنهم إذا استئنسوا كانوا موئل الحكمة. فقد تردد مرة ان سيمونز سيترك الحزب الديمقراطي. فنفي ذلك. وقال إنه لن يهجر مباديء الديمقراطيين "وإنني لسعيد أن هناك حزب جمهوري ولكن ألا يكفينا حزب جمهوري واحد". وهذا كلام عجائز لست تجد مثله عند عجائزنا الذين بقوا في الأحزاب.

    ولعل المنهج الأفضل لتطوير الأحزاب أن نأمل ان يبقى فيها الناس حتي يبلغوا أرذل العمر. وهذا مستحيل لأن أحزابنا طاردة للكثيرين. وكثير ممن بقى من الكبار فيها مصاب كما قلت مرة بمتوالية بيتر آيتموس المستمدة من إله إغريقي طفل متشبث بطفولته. ويضرب به المثل في الشيخ الذي توقفت حياته العاطفية عند الصبا. ولمست هذا عن عن تجربة بين قادة من الشيوعيين الذين صحبتهم. فاتفق لي أنهم توقفوا في نموهم العقلي والعاطفي في سن نهاية الثانوية. وصرخ مرة علي التوم، الوزير والد أكرم الوزير، من فرط الضيق بهم خلال المؤتمر الاقتصادي في ١٩٨٦: "الحزب الكبر بجهلو". والخروج الكبير المشاهد من صفوفه راجع في أكثره إلى ضيق الخارجين، الذين طعنوا في العمر، بحزب في تمام صباه بجماله ونزقه.

    مشكلة قادة احزابنا ليست في تقدم العمر بل في تأخرهم عن قطوف حكمة تقدم العمر. فصح فيهم قول المغنية:

    العجوز القاعده بره

    قاعده لي أنا لي المضره

    يانكير أديها جرة























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de