بالامس شاركنا علي نطاق واسع تصريحات رئيس اركان الجيش الامريكي بين الدهشة، و الإعجاب، و ذلك لأن هذا الامر بالنسبة لنا بالضرورة هو شاذ حسب تركيبتنا التي شكلتها الشموليات، و الدكتاتوريات.
رئيس الاركان الامريكي و كل جيشه تربى علي قيّم الطبيعي فيها ما قاله، لذلك لا احد في الولايات المتحدة إحتفى بما قاله الجنرال، لأن هذا واجبه الذي اقسم عليه، و لا يمكن لاي جندي في الجيش الامريكي ان يؤمن بغير ما صرح به.
ذكرنا في مقال سابق كيف تُستغل العاطفة في قيادة الشعوب بالجهل، و التخلف، و منها العاطفة الوطنية التي هي بالاساس لا تحتاج الي ضجة، او طبول، فهي حالة تولد بالفطرة مع الإنسان تعززها دولة المواطنة المبنية علي اساس الحقوق، و الواجبات.
حتي الاشعار، و الاغاني، و الهتافات في بلادنا لا تأتي مصادفة، بل توضع في قوالب لتكون معيار للولاء الذي هو بالضرورة احد محددات و معايير الوطنية.
والاسوأ في إثارة العواطف الوطنية هو لإبعاد شبهة التقصير، و الفساد، او الخطأ، و الهروب من المسؤولية، و المحاسبة، و تجدنا نتغنى، و نرقص في لحظات الهزيمة، و الفشل، و الإنكسار.
الجيوش المحترمة لا تبني نفسها كما نعتقد..
لا يمكن ان نصحى في ذات صباح لنجد جيشاً محترماً بنى نفسه.
الجيوش المحترمة تبنيها مؤسسات مدنية محترمة و هذا ما نفتقده، حيث لدينا مؤسسات مدنية شمولية غارقة في الأيديولوجيا، و الطائفية، و القبليات، و الجهوية، و التخلف الذي لا يمت للسياسة في العصر الذي نعيشه بصلة.
الشعوب المحترمة لا تتغنى لجيوشها، و لا تعتبر مظاهر الإحتفاء بالوطنية هو معيار لترسيخها، او محدد من ادواتها.
الوطنية هي حقوق، و واجبات، و صدق في التعامل، و حب للخير، و الامانة في القول، و العمل، و ترسيخ دولة المؤسسات.
علي الشعب الامريكي ان يتغنى و يقول " يا جيشنا يا جيش الهنا"
اما نحن فعلينا ان نصمت، و ان نتوارى خجلاً لطالما نحتفي، و نتغنى، و نهتف لمليشيات قبلية دينها المال، و الإرتزاق، و عقيدتها القتل، و منهجها الجهل، و التخلف.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة