بعد الخطاب الشهير للبشير والذي عرف بخطاب الوثبة والذي اراد له معدوه ان يكون وثبة حقيقية وطي لصفحة من صفحات الانقاذ وبدء مرحلة جديدة تكون فيها اكثر انفتاحا وبراغماتيتا ( ان صح التعبير ) والابتعاد قليلا عن ايدلوجيا الاسلام الحركي استشعارا لضرورات التجديد وضخا للدماء في شرايين الحزب الحاكم وحركته الاسلامية قبل ان يتدخل دينياصوراتها وتحذف منه كل العبارات ذات المحتوي الايجابي وتبقي علي كلمات الترابي التي تشبه اللغة الحميرية فجاء الخطاب باهتا فارغا من المحتوي الا ان جهاز الامن والمخابرات الوطني انجز ما يليه من مطلوبات المرحلة وافرغ معتقلاته من جميع معتقلي راي واذكر كنا في لجنة الامن والدفاع نتابع مع قيادة الجهاز هذا الامر ولم يتبقي في المعتقلات سوي اثنين من متهمين في قضية تجسس واحتج الجهاز بعدم اطلاقهم بان قضيتهم في طريقها للمحكمة هذا مدخل لدور جهاز الامن في السودان لا يعرف معظم الناس عن جهاز الامن الا فرعه السياسي وهو ليس اهم وحدات الجهاز ان لم يكن اقلها اهمية لجهاز الامن مهام اخري اكثر اهمية من مراقبة النشاط السياسي فعلي شبيل المثال كان يراقب حركة التطرف والارهاب ونجح في ابعادها عن السودان باحترافية عالية وربما يكون وظفها لصالح البلد في بعض الأحيان . جهاز الامن الاقتصادي كان يراقب ويتابع كافة الحركة الاقتصادية ويكفي ان استهلاك الوقود تضاعف اربعة مرات بعد التغيير وتغييب جهاز الامن ْ هذا غير نشاطه في مكافحة التجسس ومراقبة الاجانب وتقديم المعلومات وحتي الخطط العسكرية في بعض الاوقات كنا في لجنة الامن نعد في ورشة بعنوان (مفهوم الامن القومي) بالتعاون مع هيئة امن المجتمع بالجهاز فهالنا ما عرفناه من الادوار المهمة التي يقوم بها جهاز الامن في شان الامن المجتمعي هذه وغيرها من الأدوار المهمة التي كان يطلع بها جهاز الامن كثير منها يتم باحترافية وبدون دوافع سياسية . ولعل للجهاز الكثير من المساهمات الاجتماعية في بناء المدارس والمستشفيات ودور الرياضة والمراكز الشبابية والكثير غيرها من الانجازات التي لم يقم الجهاز بابرازها ولم يحسن الترويج لها. في الثاني والعشرين من فبراير هو اليوم الذي من المفترض ان يذيع فيه البشير خطابا للامه يعلن فيها تنحيه عن رئاسة الموتمر الوطني وعدم ترشحه للرئاسه وغيرها من القرارات بناء علي وصفة قدمها له الجهاز للخروج من المأزق الذي الت اليه الامور الا ان نفس الايادي التي افرغت خطاب الوثبة من محتواه تدخلت مرة اخري وافرغت الخطاب الاخير للبشير من محتوياته وكان قدر الله وارادته قد نفذت في البشير وحكمه . ظلم جهاز الامن مرتين الاولي عندما ارادت الانقاذ ان يكون سيفا لها تسلطته علي من تشاء والمرة الثانية عندما ناصبه الناشطون بعد التغيير العداء ، جهاز الامن والمخابرات الوطني شأنه شأن اي نشاط بشري فيه السالب والموجب الا ان الابقاء علي اقوي جهاز امن في المنطقة والاستفادة من ايجابياته ومعالجة السلبيات فيه مصلحة للسودان ولعل اهم ما ورثته الحكومة الانتقالية من الانقاذ جهاز الامن بامكاناته المادية والبشرية ولكن حتي الان لم تحسن الاستفادة منه لعل زيارة رئيس مجلس السيادة البرهان للجهاز وتصريحاته الايجابية تشكل بداية لتصحيح الاوضاع وختاما هذا الجهاز ملكا للشعب السوداني ولا يحق لجهة ادعاء امتلاكه كما ليس من حق احد اضعافه
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة