د. أحمد عبدالملك شريعة الغاب في عالم الغاب لا يوجد قانون سوى قانون القوة ! وتحت هذا القانون تموت كائنات، وتتسيَّد كائنات! ويظل القوي محورَ الحياة في الغابة ! الطيور الصغيرة تتعرض أعشاشُها لغزوات من الطيور الجارحة ، والحيوانات الأليفة تعاني عَسف الحيوانات المفترسة . كما يحاول الإنسانُ – في الغابة – أن ينأى بنفسه عن قانون القوة، بالسكنى في أعالي الأشجار أو في الكهوف المحيطة بالغابة والتي لا تصلها الحيوانات المفترسة. وهكذا تظل الغابة بلا حق ولا عدل ولا جمال
شريعة الغاب عبارة يقصد بها حالة من الفوضى حيث يقوم كل شخص بالتصرف كما يريد و أخذ حقه بنفسه لأسباب مختلفة منها ضعف الأمن أو سوء السلطة .
هذه هي الحالة السائدة في ولاية جنوب كردفان . غياب العدالة و القانون وسيادة قانون اخذ الحق باليد و الاجهزة الامنية و النظامية في موقف المتفرج .
. كباشي يبدي استغرابه من عدم القبض على أى متم في أحداث كادوقلي أبدى الفريق أول ركن شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة الإنتقالي استغرابه الشديد لعدم ضبط أى متهم حتى الآن في الإشتباكات القبلية التي شهدتها مدينة كادوقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان الأسبوع الأخير من رمضان وراح ضحيتها 29 موطنا
و انا بدوري ابدي استغرابي من عضو مجلس السيادة و استغرب من استغرابه المدهش الذي يدعو للأستغراب حد الاندهاش . فذات كباشي بلحمه و شحمه كان حضوراً و شاهداً علي شرارة الاحداث الاولي التي نشبت بين اثنية الانشو من النوبة بطن دار نعيله من الحوازمة في مناطق الدلنج سبتمبر و اكتوبر العام الماضي..
وكان عضو مجلس السيادة شمس الدين كباشي رعى خلال أكتوبر الماضي مؤتمرا للمصالحة بين المزارعين والرعاة من قبيلتي الغلفان ودار نعيلة، بمدينة الدلنج في ولاية جنوب كردفان قائلا إن الخلاف الذي نشب بين أبناء العمومة كان مفاجئا بالنظر لعلاقات الدم والتداخل التي تجمع القبيلتين.
ولم يصمد الاتفاق الذي تم التوصل اليه في الدلنج طويلا اذ تجددت الاشتباكات بنحو أكثر دموية، السبت ،طبقا لمصادر موثوقة في المنطقة حيث سقط 4 قتلى و5 جرحى من "دار نعيلة" وقتيل و3 جرحى من "الغلفان
الامر الاكيد في تلك الاحداث هو عدم القبض علي المجرمين و ايداعهم او تقديمهم للعدالة و القانون و محاكمتم المحاكمة العادلة . تمت المصالحة و غطت النار بالعويش و النار تسكن تحت الرماد لتشتعل مجدداً بزري الرماد بالريح . انفلت المجرمين من العقاب و تواصلت الجرائم الصغيرة هنا و هنالك في جنوب كردفان . في كل مرة تحدث الجرائم و يتم التستر علي الجناة و المجرمين في مساحة واسعة لتكرار الجريمة بنفس السيناريوهات من التساهل و التغافل او اجراء مصالحات صورية لا يعترف بها الاطراف الموقعة عليها لانها حبر علي ورق .
حتي كانت الطامة الكبري بذوبان جبل الجليد في كادقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان و الاقتتال في سوق المدينة و الفوضي العارمة في الشوارع و الاحياء و الفرقان . الفوضي العارمة حدثت فعلاً في كادقلي و تم الاقتتال القبلي الجهوي و تصفيات الخصوم بنحو عنصري بغيض لم يسلم منه الجميع دون استثناء . حدث الاقتتال في وسط كادقلي وكل الاجهزة الامنية و القوات المسلحة لا تحرك ساكن هذا ان تكن طرف مصتفاً مع هذه الجهة او تلك .
فكيف يستغرب عضو مجلس السيادة من الانفلات الامني في ربوع و جبال جنوب كرفان و هو العارف العالم بمجريات الاحداث هنا .
فيا سيادة الفريق الكباشي لا تستغرب فسوف ستستمر الاحداث و الانتهاكات في جنوب كردفان علي ذات المنوال و بنفس الوتيرة و النهج . هذا ما لم يتم تفعيل الاجهزة الامنية بمختلف مسمياتها للقيام بواجباتها و ممارسة سلطاتها علي اكمل وجه و احقاق القانوان و العدالة علي الجميع دون تعاطف او مناصرة لطرف مجرم و غض الطرف عن طرف اخر .
مبدأ شريعة الغاب و الجريمة بلا عقاب تتطلب حضور اليد العليا لدولة الحق و القانون في جنوب كردفان بدون مجاملة و تسامح و تغافل . و ما تشهده هذه الولاية نذر شر لا ينبي بخير علي الاطلاق حتي يتم تدارك الموقف بحسم قوي و ارادة شجاعة من دولة العدل و القانون هذا ان وجد و الا فعلي السودان السلام .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ايليا أرومي كوكو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست