اسوأ انواع الإستعمار هو الفكري، و للأسف ما سيطر علينا من إستعمار هو الاسوأ حيث الجهل، و الرجعية، و البلاهة.
حقبة ما يُسمى بمرحلة التحرر، التي برز فيها التيار العروبي من النسخة الإشتراكية الرجعية حسب معايير الجهل، و التخلف، و الإنحدار، هي الاسوأ و لا نزال تحت تأثير مضاعفاتها الاليمة.
التيار الناصري الذي إنقرض في عقر داره، و بين اهله، الذي يمثله وزير إعلام حكومة ثورة ديسمبر المجيدة، و الناطق بإسمها فيصل محمد صالح يعرض مبدأ التفاوض علي الاراضي السودانية مع اثيوبيا في تصريح إن دل إنما يدل علي وقاحة الرجل، و عدم إحترامه للشعب السوداني.
تصريح ليس بغريب علي شخص تربى علي منهج و ثقافة، و ادب لا ينتمي الي هذه الارض التي يعرض التفاوض علي سيادتها، و مقدرات شعبها.
عندما استمعت الي تصريح الوزير ايقنت ان ثورتنا، و بلادنا تحت وطأة إستعمار بلا جيوش، او بارجات، و قد اصبحنا في سوق النخاسة بلا ثمن.
من يفاوض علي سيادة ارضه و عرضه، و مكتسبات شعبه يجب ان يحاكم بالخيانة العظمي لا ان يتدثر بثوب الثورة الطهور، وقيّم شعب لا علاقة له بها، و بمصالحه.
بحمد الله ايقن كل شباب الثورة، و قطاع واسع من الشعب السوداني حجم المؤامرة التي دُبرت بليل لسرقة الثورة، و الإلتفاف عليها بتخطيط الكاهن المجرم قوش ليتصدر مشهد ثورتنا اقزام امثال هذا الوزير الناصري.
التغيير الذي ننشده ان تتحرر البلاد من احزاب صالونات النخب، يمينها، و يسارها، و التي لا تؤمن بالقطرية إلا في إطار تنفيذ اطماع، و طموح المستعمر الذي صنعهم، و يعملون لصالحه.
اغرب حالة تعيشها دولة في الكرة الارضية علي الإطلاق ان يتقدم ثورة شعب كامل عملاء بهذه الصورة الوقحة، و بلا حياء.
صور مقلوبة في مشهد عبثي اصبحت قيّم الثورة، والإنتماء لمبادئها لابد لها ان تمر عبر التطبيل، و التهريج ببلاهة تعيدنا الي مربع عبادة الاصنام، و المبدأ إن لم تكن معي فأنت ضدي.
ضلت الثورة طريقها فضاقت الحريات، و ترنح السلام، و غابت العدالة.
إن اردت ان ترى الدولة التي علي رأسها هؤلاء الاقزام عليك بالسير في طرقات العاصمة، او اي مدينة في البلاد حيث الزبالة، و القاذورات، و حطام الشوارع، و الاسواق، فلا يمكن ان تراه في احقر، او اتفه بقعة علي وجه الارض، و ثورتنا تشارف عامها الثالث.
شماعة العجز، و الخنوع، و عدم المسؤولية هي الكيزان، و الدولة العميقة.
السؤال.. يا هؤلاء ماذا فعلتم لإستعادة الدولة من قبضة الكيزان بعد ان سلمكم الشعب الامر بإرادته، و سلطته؟
للأسف كل المشهد صنعه الكيزان، و سدنتهم، و جاء بهؤلاء الارجوزات ليمثلوا علي الشعب السوداني الطيب هذا الدور القميئ سيئ الإخراج، الذي لا علاقة له بالثورة المجيدة لا من قريب او من بعيد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة