في ظل الكم الهائل من الانتهاكات الجسيمة لحقوق وكرامة عرقيات معينة في السودان، يتبادر إلى كل ذهن أنّ تأجيج مشاعر الكراهيّة والظلم الاجتماعي التاريخي الذي مورس ويمارس من قبل الحكومات المتعاقبة في السودان جعل من بعض القبائل يرزحون في الدرك الأسفل من الفقر والعوز والجهل والمرض لعقود طويلة، ونرجو أن يكون قد حان الأوان لوضع حد لتلكم البشاعات وإلاّ فإنّ العيش في مكان واحد يمثل وطنا واحدا يصبح ويمسى أمرا مستحيلا. أولا : لابدّ من الاعتراف بأنّ الذين يكتوون بكل الانتهاكات هم قبائل وجهويات معينة , فمثلا مسألة التمييز العنصري والعرقي في كافة مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسيّة يمارس ضد قبائل بعينها أو على الأقل ضحاياها قبائل وعرقيات معينة ومن المعلوم للجميع أن التمييز العنصري والتعصب العرقي بصورة عامةّ قد يأخذ أشكالا عدّة ومن أخطر تلكم الأشكال هو حرمان الأفراد من حقوقهم في المساواة فضلا عن تأجيج مشاعر الكراهيّة العرقيّة الإثنيّة والتي في كثير من الأحوال يفضى الى أعمال عنف خطيرة وذلك مثل ارتكاب الجرائم الدوليّة الفاضحة وذلك مثل التطهير العرقي , الجرائم ضد الإنسانيّة وجرائم الكراهيّة مختلفة الألوان. ثانيا: يجب على المجتمع في السودان الاعتراف بوجود شرخ عرقي كبير والذي يسهم بصورة أو بأخرى استحالة العيش معا في ظل دولة واحدة وهذا يرجع بالطبع إلى ضعف القيادة التي مرّت على قيادة السودان منذ الاستقلال- لذا فإنّ أبسط الحلول لذلك هو النظام الفيدرالي أو الكونفدرالي أو الانشطار إلى دويلات في حالة الفشل. ثالثا: لم يعد مقبولا حالة الظلم الاجتماعي والكراهيّة العرقيّة في السودان، لم يعد مقبولا أن يتقلّد أناس بعينهم رئاسة الدولة لقرون، لم يعد أن يتمتع الناس بالعيش الكريم بينما أخرون يرزحون في فقر مدقع، لم يعد مقبولا أن يتقلّد أناس بعينهم مناصب الخارجيّة والداخلية بينما أخرون يقومون بنظافة الشوارع جيل بعد جيل، لم يعد مقبولا أن ينتمي ضباط الشرطة والجيش لجهويات معينة بينما يتقلّد أبناء جبال النوبة الرتب الدنيا. هذا لم يعد مقبولا على الإطلاق. رابعا: لم يعد مقبولا على الإطلاق أن نكتفي بالكلام عن الجرائم الوحشيّة في جبال النوبة ودارفور والنيل الأزرق بل وكافة مناطق السودان الأخرى بل وفى العالم أجمع . لا يجوز على الإطلاق التقاعس عن اتخاذ إجراءات لمنع وقوع تلكم الفظاعات في المستقبل والعمل على محاسبة مرتكبي تلكم الجرائم. ومن هنا فإننا ندعو الجميع إلى التحلي بالشجاعة على أساس المسئوليات الأخلاقيّة الجماعيّة للدفاع ببسالة وبحسن نيّة عن حقوق الإنسان. خامسا: يجب الاعتراف بأنّ مظاهر التعصب العنصري والعنف بدافع الكراهيّة العرقيّة في السودان أمرا واقعا، لذا فإنّ المجتمعات العرقيّة التي تعاني من العنف والمصاعب الاقتصادية والممارسات السياسيّة الانتهازية ما هو إلاّ نتيجة للعنف العرقي القائم بدافع الكراهيّة من قبل الحكومات المتعاقبة على سدة السلطة في السودان، حيث قتل النوبة في جبال النوبة وتمّ تشريدهم وحرموا من ممارسة عاداتهم وتقاليدهم الجميلة، تمّ ارتكاب أفظع الجرائم في دارفور والنيل الأزرق. كل تلكم الجرائم تمّت بدافع الكراهيّة العرقيّة. عن مركز الحقيقة والمعرفة للعدالة والحكم الرشيد مركز الحقيقة والمعرفة للعدالة والحكم الرشيد منظمة إقليمية إفريقيّة غير حكوميّة تأسست منذ العام 2001م، المركز معنى بدعم وتعزيز أوضاع العدالة في المنطقة الإفريقيّة، فضلا عن إرساء مبدأ سيادة القانون والحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان فضلا عن الحقوق المدنيّة والسياسيّة وفقا لمبادئ القانون الدولي. أهداف مركز الحقيقة والمعرفة للعدالة والحكم الرشيد إرساء مبدأ سيادة القانون والحكم الرشيد العمل على تنسيق التشريعات الوطنيّة في القارّة الإفريقيّة مع التشريعات الدوليّة استقلال السلطة القضائيّة ومحاربة سياسة الإفلات من العقاب خاصّة فيما يتعلق بالجرائم ذات الطابع الدولي الخطير- جرائم الإبادة الجماعيّة – الجرائم ضد الإنسانيّة فضلا عن جرائم الإبادة الجماعيّة . دعم عمل المحكمة الجنائيّة الدوليّة فيما يتعلق بالقضايا المنظورة أمام المحكمة الجنائيّة الدوليّة. نشر ثقافة القانون الدولي- الشفافيّة – المسألة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
حماد سند الكرتى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست