بادئ ذي بدء يجب محاسبة من دعى قوات الشرطة لهذا اللقاء بهذا الشكل الذي لا يمت للمهنية، و الإنضباط بصلة.
للأسف لدينا مشاكل نفسية كمجتمع دائماً نستهدف الطبقات الدنيا، و المستضعفين، باللوم، و القَدْح، حتي القانون لا يُطبق إلا علي الغلابة، و البسطاء.
من الناحية المهنية، و اسس الإنضباط لا يمكن لقوة عسكرية او نظامية ان تجتمع " سمبلة" في لقاء جماهيري " في السهلة" و إلا هذا مبرر كافي لأن يُعاملوا كمدنيين في السلوك، و التصرفات، و الهتاف لإصال رسالتهم.
المعمول في قواعد العمل العسكري، و النظامي، يتم تنوير الافراد، و الضباط في طوابير، او غالباً أُعدت قاعات لهذا الغرض، و هي في التنظيم كالطابور في الإنضباط حيث كل البرتوكول العسكري، و تؤدى التحية وقوفاً حال قدوم اعلى رتبة، تسليماً بالقيادة، و الإنضباط حد فوهة البندقية.
ثم بعد ان تفرغ القيادة من تنويرها بلغة العسكرية يُطرح " ايّ سؤال" وهنا يجب ان يتحدث من له صوت، و يوصل رأيه مهما كان لطالما يرى انه علي صواب، او يخدم قضيته الخاصة، او القضية العامة، او المهنية، في حدود الضبط، و الربط.
هذا المشهد العشوائي يشبه سلوك، و منهج النظام البائد، في عدم المهنية، فأصبحت المؤسسات العسكرية، و النظامية عبارة عن مراكز للفوضى، و عدم الإنضباط.
للأسف بعد الثورة المجيدة قدرنا ان نرى ذات المشهد العبثي يتكرر.
افراد الشرطة الذين هتفوا في وجه قيادتهم لا ذنب لهم إن غُرر بهم او تم إستغلال هذا الموقف سياسياً، فالمخطئ الذي يجب مسائلته، و محاسبته هو من دعى لهذا الجمع بهذه الصورة التي لا تمت للإنضباط بصلة.
من ناحية مهنية بحتة يبدأ الضبط، و الربط في مخاطبة، او الإستماع للأقدم بالإنتباه، والتحية، فقيادة الشرطة بالامس خالفت اللوائح، و القوانين حين سمحت لهذا الجمع ان يكون بهذه الصورة، و الذي يُعتبر تمرد صريح حين تخلت بإرادتها عن هذه القواعد، و مخالفتها، ما يعني رسالة واضحة لترك الحبل علي قارب عدم الإنضباط، و وفوضى الإنتهازيين..
إن لم تتم محاسبة القيادة، و الجهة الداعية لهذا الجمعون ستظل مصيبتنا قائمة.
اخطأت بالامس عندما ذكرت ان راتب رجل الشرطة 13000 بل في الحقيقة المحزنة هو 7000 سعر اثنين كيلو لحمة، ايّ والله، و بكل سذاجة نجلس في بيوتنا، و نتجول في الشوارع، و الاسواق لنطلب الامن، و الامان من رجل جائع ينهش الجوع احشاءه، و احشاء اطفاله.
هل يعلم الشعب السوداني، و حكومة الثورة ان رجل الشرطة آخر من يستلم راتبه في جدول وزارة المالية للقطاعات.
ابحثوا عن الكيزان في قيادة الشرطة، و ليس وسط ضباط الصف، و الجنود، هؤلاء افقر من الفقر نفسه، و الاقرب الي الثورة، و نبض الشارع.
هيكلة جهاز الشرطة، و تحريره من قبضة الكيزان مطلب ثوري لا يمكن تجاوزه.
كسرة..
البرهان.. كرة الثلج تتدحرج بسرعة عالية، و اخشى عليكم من انفسكم حيث الضعف، و التردد، و الخنوع لإستشارات الكيزان، و قعدات الاصحاب، و ونسة الدفعة، و خبارات، و شمارات المخبرين، و التضليل.
برهان.. تعينكم لمدير مكتب المأفون المخلوع إبن عوف و كاتم اسراره، مديراً لمكتبكم بالقصر الجمهوري، و المجلس السيادي، خطوة غير جديرة بالإحترام.
البرهان.. ارى جدية في إستكمال المنظر القبيح امام بوابات، و اسوار القيادة العامة، و السواتر الترابية التي لا ينبقي ان تكون بهذا المنظر القبيح.
في الإمكان القيام بعمل محترم يعكس هيبة، و إنضباط المؤسسة العسكرية، و حمايتها بشكل مهني يصعب إختراقه.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
خليل محمد سليمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست