في خضم تلك الأحداث الفتاكة التي تعايشها البلاد والشعب السوداني تداخلت الأوراق بطريقة مربكة للغاية .. ومن العدل والأنصاف أن لا يخلط الشعب السوداني بين الصالح والطالح في هؤلاء أبناء السودان .. وأن لا يضع الجميع في سلة البيض الفاسد .. فهنالك رجال من أبناء السودان لديهم تلك الوقفات الرجولية والبطولية التي تستحق الذكر وعدم التجاهل .. وفي نفس الوقت هنالك تلك الفئات المتخاذلة من أبناء السودان الذين يبكون الشعب بتلك الوقفات الخسيسة الدنيئة .. والشعب السوداني لا يقيم ولا يحكم على الأبناء من منطلق الإشاعات والدعايات ,, وكذلك لا يحكم على الأبناء من منطلق الأفكار والتوجهات السياسية أو الانتماءات الحزبية أو القبلية .. ولكن المعيار المعتمد لدى الشعب السوداني هي تلك المواقف الرجولية والبطولية التي تتجلى أحياناً عند الجد والمحك من بعض هؤلاء الأبناء.. وفي الأسابيع القليلة الماضية جرت تلك المهازل الكبيرة حول قصة التطبيع مع دولة اليهود .. حيث ذلك التخاذل الكبير الذي جرى من بعض هؤلاء الأبناء .. كانت الشروط منذ البداية هي : ( التطبيع مع اليهود في مقابل رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب !) .. والصحيح أن يقال بالحرف الواحد أن تلك الشروط هي ( شروط اليهود ) وليس شروط الأمريكان !! .. ولكن من المخجل والمخزي في نفس الوقت أن هؤلاء في رئاسة وقيادة البلاد لم يملكوا تلك الشجاعة والرجولة ليقولوا للشعب السوداني بالصريح الواضح أن رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب مشروطة ومربوطة بقضية التطبيع مع اليهود ،، بل كانوا يراوغون ويتحايلون على الشعب السوداني بتلك الأكاذيب والمراوغات بمنتهى الخسة والدناءة .. كانوا يتعاملون مع اليهود والأمريكان بنهج الخضوع والإذلال ،، وفي نفس الوقت كانوا يتعاملون مع الشعب السوداني بنهج ( الكذب ) والنفاق .
تلك الصورة المخزية الفاضحة قد تليق مع ذلك ( البرهان ) العسكري .. حيث أنه عسكري بالفطرة !.. والعلماء العقلاء في أرجاء العالم قد قالوا الكثير والكثير عن عقول وأمخاخ هؤلاء العسكر أينما تواجدوا فوق وجه الأرض !!.. أما تلك الصورة المخزية الفاضحة ما كانت تليق إطلاقاً من السيد عبد الله حمدوك .. وخاصة وهو ذلك الرجل ( المدني ) المؤهل عقلياً وفكرياً .. وفي نفس الوقت هو يحمل تلك الأمانة من الشباب الثوار ,. فكان الأجدى به أن يكون رجلاً شجاعاً لا يمارس ذلك النوع من الممارسات الجبانة .. والمؤلم في الأمر أن ذلك الرجل قد ( كذب ) على الشعب السوداني وحاول أن يضحك على العقول من بداية الخطوة وحتى نهايتها .. حيث كان دائماً يردد عبارات ( نحن نرفض بشدة ربط ذلك التطبيع مع اليهود بقضية رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب ) .. وقد فضح أمر ذلك الرجل في نهاية المطاف .. حيث أتضح للشعب السوداني فيما بعد أن ( السيد / عبد الله حمدوك ) كان لا يرفض التطبيع مع اليهود بأي شكل من الأشكال .. بل كان يعمل على ذلك التطبيع وفي نفس الوقت كان يكذب على الشعب السوداني .. وتلك خيانة قذرة لا تليق برجل بمثابة رئيس للوزراء في البلاد .. وهو ذلك الرئيس الذي يحمل في عنقه أمانة الشباب الثوار .. ذلك الرجل كان يعرف جيداً أن اليهود والأمريكان يشترطون رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب في مقابل التطبيع مع دولة اليهود .. والشعب السوداني في هذه الأيام يردد القول ويقول : لو كان ذلك السيد عبد الله حمدوك يملك تلك الشجاعة الكافية كالرجال ويملك تلك النخوة في حمل الأمانة بكل صدق وإخلاص لكاشف الشعب السوداني بمنتهى الوضوح منذ اللحظات الأولى في لقاءات مكاشفة وصراحة .. ويقول للشعب السوداني : تلك هي الشروط المرفوعة من قبل الأمريكان واليهود لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب فما رأيكم يا الشعب السوداني ؟؟.. وحينها لكانت الكرة في كف الشعب السوداني ليتشاور في الأمر ويتخذ تلك القرارات المناسبة السليمة الصائبة ثم يتحمل تلك العواقب بنفسه .. وفي نفس الوقت لمثلت تلك الوقفة صورة مشرفةً لذلك السيد عبد الله حمدوك ،، بدلاً من تلك الوقفة الخسيسة الدنيئة المشينة القبيحة ،، حيث تلك ( الكذبة ) الكبيرة على الشعب السوداني .. وحيث ذلك الرياء والنفاق بفرية الرفض بين التطبيع ورفع اسم السودان من قائمة الإرهاب .. فالرجل كان يكذب على الشعب السوداني من البداية للنهاية .
في هذه السانحة المتاحة فإن الشعب السوداني يثمن ويقدر تلك الوقفة الرجولية البطولية للسيد ( صديق تاور ) .. وكما أسلفنا في مقدمة هذا المقال فإن الشعب السوداني قد تعود أن ينصف الأبناء عند المواقف البطولية والرجولية ،، وخاصة في لحظات الضرورة والمحك .. وتلك الوقفة كانت مشرفة للغاية من قبل السيد ( صديق تاور ) .. فذلك الرجل بكل صدق وأمانة يستحق أوسمة البطولة والشرف والكرامة والعزة من قبل الشعب السوداني .. فيا ليت كافة أبناء السودان بنفس تلك الهمة والرجولة التي أبداها ذلك البطل الهمام !.. لقد كل ومل الشعب السوداني من كثرة هؤلاء المتخاذلين أمثال البرهان والحمدوك وذلك الوزير للعدل الذين يملئون الساحات بتلك الغثاءات وبتلك الخطوات والتصريحات الغير مشرفة لتاريخ البلاد .. وهو ذلك الشعب السوداني الذي يريد في الساحات السودانية أمثال ذلك ( صديق تاور ) في كل الأوقات والأزمان .. هؤلاء الرجال الذين يأكلون النيران بالأفواه ولا يعرفون ذلك النوع من التخاذل والإذلال !.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست