تداولت وسائل الإعلام خلال الأسابيع الماضية خبراً يفيد بأن القوى المدنية المعروفة باسم "تقدم" تسعى لنزع الشرعية من البرهان. إذا كان هذا الخبر صحيحاً، فإنه يثير تساؤلات جدية حول مصداقية "تقدم" نفسها، إذ إن سعيها لنزع الشرعية من البرهان يعني في واقع الأمر منح الشرعية لمجرم حرب لا يستحقها. من الغريب أن تتحدث "تقدم" عن نزع الشرعية من البرهان، بينما هي في الحقيقة تعطيه اعترافاً ضمنياً من خلال هذه الخطوة. إن البرهان لا يمتلك أي شرعية أو مشروعية، وبالتالي فإن التركيز على نزع الشرعية منه هو إعتراف ضمني بمكانته، وهو ما يتناقض مع مبادئي الثورة التي تدعي "تقدم" الدفاع عنها. هذا التوجه من "تقدم" يعكس عدم وضوح الرؤية وعدم الإتساق في المواقف، مما يجعلها تفقد مصداقيتها لدى الجماهير. إن محاولتها لنزع الشرعية من البرهان، بينما تتجاهل حقيقة أن البرهان قد إنقلب على حكومة الثورة ومزق الوثيقة الدستورية التي كانت تمثل الأمل في الإنتقال نحو حكم مدني ديمقراطي، هو أمر يثير القلق والشبهة عليها. بدلاً من ذلك، كان يجب على "تقدم" أن تتبنى موقفا واضحا وثابتا في مواجهة من لا يستحق الشرعية. يجب أن تدرك "تقدم" أن التصريحات غير المسؤولة تعزز من وضعية المجرمين، وتقوض من جهودها في تحقيق أهداف الثورة. إن موقف تقدم المحايد من الحرب التي شنت على قوات الدعم السريع، التي أعلنت إنحيازها لخيار الشعب في التحول المدني، تمثل جريمة ضد الثورة وضد الشعب والوطن يجب محاسبة مرتكبيها. لذا، فإن الحديث عن نزع الشرعية من البرهان هو في حد ذاته جريمة تستحق العقاب، لأن البرهان رئيس عصابة. كيف نفهم هذا التحرك بعد مرور أكثر من سنة على الحرب اللعينة؟ في الختام، ينبغي على "تقدم" أن تعيد النظر في إستراتيجيتها، وأن تصحح أخطائها بتسمية الأشياء بأسمائها، بدلاً من اللف والدوران الذي يدفعها إلى الانزلاق والسقوط في فخ الإعتراف بسلطة غير شرعية. التوصيف الحقيقي للبرهان هو رئيس عصابة لا أكثر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست