كلمة ( الشقيقة ) لها معاني عديدة في قواميس اللغة العربية .. ومن تلك المعاني ( الشقيقة ) هي تلك الأخت من نفس الأب والأم .. وهي تدخل في خانة أقرب الأقرباء للإنسان .. وتلك الأخت الشقيقة عزيزة بالفطرة في نفوس الإخوان والأخوات .. وهي تلك الأخت العزيزة التي تستحق المحبة والتقدير والاحترام .. وأيضاً كلمة ( الشقيقة ) تعنى شكلاً من أشكال الصداع النصفي .. وذلك النوع من الصداع هو من أفزع وأوجع ألوان الصداع في قواميس الطب الحديث .. وقد أخذ ذلك الاسم ( الشقيقة ) لأنه داء يصيب الشق الأيمن أو الأيسر من الجبهة والرأس في أول الأمر .. ثم يتحول إلى الشق الثاني بعد أن يكمل نوبة الشق الأول ,, ولذا يطلق على الداء اسم ( الشقيقة ) وذلك الصداع النصفي الرهيب تسبقه عادة علامات ضوئية تشوش النظر قبل أن تبدأ نوبة الآلام .. ونسأل الله أن يشفي الجميع من الأمراض .. وذلك الصداع النصفي ( الشقيقة ) هو من الأمراض التي تلازم حياة الإنسان حتى الممات .. والطب حتى هذه اللحظات لم يكتشف ذلك العلاج الشافي الناجع الذي ينهي ذلك الصداع النصفي كلياً عن حياة الإنسان .
الكثيرون من هؤلاء الإخوة الأحباء قد تعودا استخدام كلمة ( الشقيقة ) عندما يتكلمون عن دولة من تلك الدول العربية أو الأفريقية .. وعندما يستخدمون تلك الكلمة ( الشقيقة ) يريدون بها نوعاً من التقارب أو التحبب وإظهار المودة العميقة .. فيقولون : ( دولة فلانة الشقيقة ) .. ولكن في حقيقة الأمر فإن تلك الكلمة ( الشقيقة ) تحمل المعنويين في نفس الوقت .. فالدولة الموصوفة قد تكون بمثابة الأخت الشقيقة بحق وحقيقة ،، وقد تكون بمثابة ذلك الداء الخبيث الغير محبوب في النفوس وهو داء ( الشقيقة ) .. دولة من تلك الدول يقال لها : ( دولة فلانة الشقيقة ) ،، فإذا بالواقع الأكيد والحقائق تطابق تلك المواصفات جملةً وتفصيلاً في أرض الواقع .. حيث تلك الدولة الشقيقة الصادقة المخلصة التي تعرف حقوق الدول الأخرى وتتعامل معها بمنتهى العدل والإنصاف .. ودولة أخرى من تلك الدول يقال لها : ( دولة فلانة الشقيقة ) ،، وتلك الدولة في حقيقة الأمر قد تكون بمثابة داء ( الشقيقة ) ذلك الصداع النصفي الذي لا يطاق ،، ولا تكون إطلاقاً بمثابة الأخت ( الشقيقة ) الرحيمة الشفوقة .. لأنها تسبب الأوجاع والآلام للآخرين .. فكيف يقال لدولة تحتل أجزاء عزيزة من أراضي دولة أخرى ( بالشقيقة ) ؟؟ .. والناظر المتعمق للأمور يجد أن ذلك الوصف يناقض الحقيقة جملة وتفصيلاً .. فهو ذلك الوصف الذي لا يوافق العقل والمنطق السليم بأي حال من الأحوال .. وتلك الدولة ( الشقيقة ) بحق وحقيقة هي تلك الدولة التي لا تغدر ولا تحتل أراضي الدول المجاورة الشقيقة .. ومثل ذلك الشخص الذي يستخدم عفوياً كلمة ( الشقيقة ) لدولة من تلك الدول المعتدية التي لا تحترم حقوق الإخاء والجوار إما أن يكون جاهلاً بحقائق الأمور .. وأما أن يكون جباناً بالفطرة .. وإما أن يكون متساهلاً ومتنازلاً عن تلك الحقوق والأراضي المحتلة !!.
الشعب السوداني يعرف جيداً بأن هنالك دول عربية وأفريقية عديدة تستحق كلمة ( الشقيقة ) بحق وحقيقة وبكل جدية من القلوب .. وتلك الدول لا تعادل ( داء الشقيقة ) إطلاقاً في النفوس .. وخاصة تلك الدول العربية في بلاد الخليج .. وهي تلك الدول التي تتعاون كثيراً مع دولة السودان بمنتهى المودة والإخلاص .. وتلك الدول العربية الخليجية قد قدمت الكثير والكثير من المساعدات والمعونات لدولة السودان من قبل .. ومن الإجحاف والظلم أن ينكر الشعب السوداني تلك المواقف الصادقة وتلك المساعدات التي تقدمها دول الخليج العربي لدولة السودان .. والشعب السوداني لا يعرف إطلاقاً ذلك النوع من إنكار الجمايل والفضائل .. لأن إنكار الجمايل والفضائل ليس من شيم الرجال ،، بل هي صفة من صفات اللئام من شعوب الأرض .. نقول ذلك القول ونحن نعرف جيداً بأن هنالك الكثير والكثير من تلك الأقلام السودانية التي تهاجم بعض تلك الدولة العربية الخليجية في هذه الأيام .. ولكن ذلك التهجم مهما كانت مبرراته لا ينفي أن تلك الدول قد قدمت ومازالت تقدم الكثير والكثير من تلك المساعدات لدولة السودان .. وبحق وحقيقة فإن تلك الدول العربية هي ( الشقيقة ) ـ،، وليست تلك الدول التي تحتل جانباً من الأراضي السودانية وفي نفس الوقت تريد أن تكون هي ( الشقيقة ) .. فتلك محاولة عقيمة حيث احتلال تلك الأراضي السودانية وفي نفس الوقت محاولة احتلال قلوب الشعب السوداني بفرية ( الشقيقة ) ., ( والشقيقة عن الشقيقة تفرق !!!! ،، حيث تلك الأخت الرحيمة وحيث ذلك الداء الخطير !! ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة