المنظور غير المرئي في (بُكائية) فلول النظام البائد ومُنتفعيه حول قضية تعديل المناهج وحربهم على مدير إدارة المناهج هو عبارة عن مُجرَّد (حرب تجارية) بحتة يقودها ويموٍّلها ويديرها عبر وسائط التواصل الإجتماعي عصابة المستفيدين من طباعة الكتاب المدرسي من الإسلامويين ومن يعملون في هذا المجال نيابةً عنهم ، فهُم وبعد تحرير طباعة الكتاب المدرسي بتدبير من شيخهم علي عثمان محمد طه ، قد إستأثروا دون المطابع الحكومية المُتعدِّدة بما فيها دار النشر التربوي التي تم حلها وتبديد إمكانياتها الآلية والبشرية لصالح (سوق الكتاب المدرسي الكيزاني) الذي بات على مدار سنواتٍ عديدة مضت يعمل بنظرية الطباعة والتخزين قبل تسعة أشهر على الأقل من بداية كل عام دراسي جديد ، وبذلك أصبحت بضاعتهم من الكتب المدرسية للعام 21 في مهب الريح ولا تساوي الحبر الذي طُبعت به ، بعد أن أكَّد القرَّايْ وطاقمهُ عزمهُ وإصراره على أن يطال تعديل المناهج العام الدراسي القادم ، وقد حاولت وفود من مافيا الكتاب المدرسي إثناءه عن ذلك عبر لقاءاتٍ عُدة لكنه لم يتراجع وباءت محاولاتهم بالفشل الذريع مما إضطرهم إلى اللجوء إلى إعمال خطتهم المُعتادة في الإصطياد في الماء العكِر ومحاولة إفشال مجهودات إنتشال البلاد والعباد من سوءات المناهج التربوية الإنقاذية عبر تأليب الرأي العام على شخص القرَّايْ وإختصار فكرة تعديل المناهج في إعتقاداته المذهبية ورؤاه الفكرية ، والتي لم يُنكرها الرجل ولم يتبرّأ منها يوماُ ما ، لكنها بالتأكيد لن يكون لها أيي علاقة بما يمارسهُ من (مهنية) في أداء وظيفته المُحدَّدة المعالم والأهداف والتي يقف على إعدادها معهُ أرتالٌ من التربويين المتخصصين والمنتمين إلى تيارات فكرية وعقدية مختلفة ، لا يجمعهم ويوحَّدهم في إنجاز هذا الأمر سوى إعمال مبدأ الحيادية والمهنية والإنحياز المُطلق للمصلحة الوطنية الجماعية.
ومن ناحية أخرى نُلفت إنتباه المهتمين إلى دور مافيا المدارس الكيزانية الخاصة التي تحارب بشراسة عموم هيئات وزارة التربية والتعليم الإنتقالية بما فيها إدارة المناهج والقرَّايْ شخصياً ، بعد أن تأكَّد لها إنهزام مراكز ومؤشرات إستحواذها على (سوق) التعليم وإستمرار مهزلة المتاجرة والسمسرة في مستقبل الإستنارة الوطنية لصالح الطبقات المقتدرة على حساب عموم البسطاء في هذه البلاد التي تستحق المزيد من التنمية البشرية عبر مجانية التعليم وإحكام سيطرة الدولة على سياساته وضمانات العدالة في حصول كافة السودانيين عليه مجانا وبلا قيدٍ أو شرط.
آفاق التعليم في السودان لما بعد ثورة ديسمبر المجيدة ، هو المعركة الحقيقية التي يضمن الإنتصار فيها إنتظام مسيرة البلاد بأكملها في ملحمة التنمية المُستدامة والعدالة والحرية والكرامة الوطنية ، لذا وجب على المهتمين بهذه القضية أن ينظروا إلى أبعادها بروية وتعُّقُل ودون إنجراف نحو العواطف والمثاليات والشعارات والهُتافات المهرجانية التي لن تفيد ولن توقف مسيرة التحرُّر والإنعتاق التي إنطلقت ولا خيار لها دون الوصول إلى مراميها وأهدافها الوطنية السامية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة