تسربت الاخبار قبل اعلان أي شيء بصفة رسمية عن المفاوضات التي تم استدعاء الجنرال من اجلها إلى ابو ظبي ، وقيل انه سيحصل السودان على نفس المبلغ 3 مليار القديمة التي قدمتها ابوظبي والسعودية للسودان بعد نجاح الثورة وتم تجميدها دون ابداء اسباب ، يعني سلام بالمجان ، حتى يستمر الجنرال في حكمنا ويخرج البشير وجوقته من السجن او يدخلهم الحضانة او روضة الاطفال ، ويضرب بدماء الشهداء عرض الحائط ، واتمنى من صميم قلبي الا يقوم سعادته ببيعنا بثمن بخس هكذا ، واتنمى ان تكون هذه اشاعات ، وهو طبعا جديد في السياسة ، اليهود دائما يرسلون انبوبة اختبار ، وينتظرون ردة فعله ، وقد تم الاعلان عن هذا المبلغ الذي زاد حوالي مائة مليون فقط ، وقبله المصريين ماذا استفادوا من اسرائيل وكذلك الاردن وياسر عرفات وغيرهم .
نحن لايهمنا هذا ولا ذلك ، يهمنا بلدنا الذي عاش معاناة غير طبيعة طوال ثلاثين عاما من حكم العسكر والكيزان ، الذي عاثوا في الارض فسادا ، والان يمتلكون 100 مليار دولار في خزائن شركاتهم الامنية والعسكرية وشعبنا جائع ، يبحثون عن 3 مليار لايمكن ان نوفر بها خبز لشعبنا الجائع لمدة ثلاثة اشهر او حتى معالجة القنوات في مشروع الجزيرة أو الرهد ، الثمن بخس ولايستطيع أن يرد كرامتنا المهدرة ، واستمرار البرهان في هذا النوع من الاعمال يؤذينا ويمسح بكرامتنا الارض . اسرائيل لديها علاقات علنية وسرية مع مختلف الدول العربية ، ولانشذ عن القاعد ، لكن حتى يفوز ترامب بالانتخابات الامريكية التي تبقى لها شهر ونصف يريد "يكلفتنا" دون ان نستفيد من هذه الصفقة. لو البرهان قلبه على هذا البلد ، عليه الا يقيم علاقات مع اسرائيل بثمن بخس.
والثورة السودانية التي مهرها شبابنا بالدم وقدم الكثير منهم ارواحهم رخيصة فداء لهذا البلد واهله ، وقد واصل الشباب رغم سقوط الضحايا والجرحي والمفقودين والمغتصبات ، حتى تم اسقاط النظام الكيزاني البائد ، لكن للاسف الشديد حتى الان يقلون في ادبهم ويتطاولون ويريدون الرجوع رغم ان ذلك يبدو مستحيلا. لكن العسكر ، لم نشاهد منهم أي خطوات ايجابية من أجل حماية هذه الثورة ، وقد شاهدنا شركاتهم تمتلك حوالي 100 مليار دولار والشعب يموت جوعا وعطشا وغرقا ومرضا، وشركاتهم توظف الاجانب والشباب السوداني يشكو من البطالة. والبرهان رافض رفضا باتا اشراف الحكومة على المال العام ، وهذا اول مسمار في نعش الثورة ، وقد شاهدنا العسكر وهو يمتلكون الكثير والكثير من المعدات والناقلات والادوات والمعينات والمواد البترولية والخيام وكافة انواع الاغاثة التي يمكن أن تساعد اهلنا وهو بيوتهم تنهار امام الفيضانات والسيول والعسكر لايحركون ساكنا ، على الرغم من لنيخوضوا حربا في القريب العاجل.
الثورة ستمضي ولن تتوقف والكيزان مؤتمر وطني او شعبي ولو طاروا ، وحتى لو العسكر حاربونا ، وحتى لو تركوا الفلول والزواحف تمرح وتسرح ولو اخرجوا كتائب النيقرز التابعة لجهاز الامن والمخابرات ، ولو تركوا الطيب سيخة يعوي خوفا من مصيره المحتوم ، واصبح الطيب ود ضحوية واصبح همابتيا. واصبح دلوكة وكلابه ينبحون مثل الكلاب، برضو الثورة ستمضي ، وسنعبر وننتصر ، والشباب لا خوف عليهم مهما حدث من تسويف وجعجعة وتهديد ووعيد ، المسيرة ستتواصل ، وستصل إلى المراد ، وسواء امريكا رفعت العقوبات أو رفعت السودان من قائمة الارهاب ام لم يحدث ذلك ، دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة