كما ذكرنا في المقال السابق، فإن الكباشي يغزل خيوط شبكته في كل الإتجاهات، في الشرق والشمال والعاصمة، ويعيد أقاربه من المهاجر، ليمنحهم الوظائف والمناصب، وأثناء ذلك يؤسس لعودة الحركة الإسلامية عبر واجهات جديدة كواجهة ما يُسمى بتحالف سودان العدالة (تسع)، وهو تحالف بتمويل غندور وكرتي والكباشي، وبواجهة قيادية من فرح عقار بن عم مالك عقار، والذي كان قد ترشح عن قائمة المؤتمر الوطني عام ٢٠١٥ ليحظى بولاية النيل الأزرق. وقيادة هذه الواجهة أغلبها من مناطق الهامش، دفع بهم غندور وكرتي ليحظوا بالقبول، غير أن الكباشي نصحهم بأن يقوموا بعمل تلوينات في السحنة والأعراق والقبائل. لتبدأ عمليات استقطاب للعديد من القيادات الشمالية، رغم صعوبة ذلك، لأن خلفية تسع هذه معروفة للكافة، وجميع القيادات يخشون من التلوث بسمعتهم. لاحظ الكباشي أن فرح وابوبكر وهشام نورين ينحدرون من الهامش، وكان رأى كرتي وغندور أن المرحلة القادمة ستكون لقيادات الهامش، غير أن الكباشي رأى انه رغم ذلك، فقوس قزح يسمح بهامش استقطاب أعلى. المشكلة تكمن في مثل هذه الأجسام التي يخلقها الكباشي، أنها أجسام بلا رأس. أي أنها تعتمد على مال الحركة الإسلامية، أو دعم الكباشي المباشر، لكنها اشبه بالثور في محل الخزف، فهي مستمرة بذات نهج الماضي، ذات الخوف، والحذر، والريبة، وصناعة المناصب والتقاتل هم أنفسهم حولها. وهذا منهج أغلب القوى السياسية وغير السياسية في السودان. سنرى مثلاً أن حميدتي أضحى محاصراً من مجموعة او شلة تحلب من ضرعه مسترزقة، وتمنع عنه الاقتراب او التصوير. ذلك هو الحال في كافة الشلليات الوهمية الأخرى. والتي تعرقل أي تطور مفاهيمي لها، إن كان لها مفاهيم في الأصل. وتحرق نفسها بنفسها وبصراعاتها الداخلية. وبروابطها بالبزنس. كما هو الحال في الشبكة المقابلة، وهي شبكة أسامة داوود، كقيادة للتوجه العروبي الصرف والذي أتى بابراهيم الشيخ وهبة مالية والأصم وغيره. فمن الواضح أن هناك مدافعات حذرة ولكنها مستمرة بين القسم الهامش المدعوم بالحركة الإسلامية من الصف الأول، والقسم العربي المدعوم إماراتيا. يمثل الكباشي وجبريل رأس الرمح..في تكتل الزرقة بدعم قطري.. ويمثل داوود وقوش ومعهم (البرهان من الخفاء) رأس الرمح لتكتل العرب..بدعم اماراتي.. ويبدو ان حميدتي هو الجوكر الإماراتي الذي سيرجح أي كفة في لحظة من اللحظات الحرجة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة