السواد الأعظم من الشعوب العربية والإسلامية يرفض ذلك التطبيع مع دولة اليهود ما دامت كفة العدالة غير عادلة وغير منصفة .. والقليل النادر من الأفراد في تلك الشعوب العربية والإسلامية هو الذي ينادي بذلك التطبيع مع اليهود :.. والندرة لا تقاس في عرف العالم الذي يقيس الأمور بالمنطق السليم .. وتلك الندرة النادرة التي تنادي بالتطبيع مع اليهود تبذل جهودها في الفارغة .. كما أنها تهدر أوقاتها دون فائدة .. والعقلاء من الناس في كافة أرجاء العالم يرون أن التطبيع مع الشعوب هو الذي يفيد وليس ذلك التطبيع مع الحكومات .. ويقولون أن ذلك التطبيع مع الحكومات لا تحل كثيراً تلك الإشكالية القائمة بين الفلسطينيين واليهود إذا لم يتم التطبيع مع تلك الشعوب العربية والإسلامية .. ويقولون حتى ولو أن كافة تلك الحكومات العربية والإسلامية قد تخاذلت في يوم من الأيام ومارست ذلك التطبيع مع دولة اليهود فإن ذلك الأمر لن يحل إطلاقاً تلك الإشكالية القائمة في المنطقة مادامت كفة العدالة مائلة .. ولن يتوفر ذلك السلام والاستقرار في المنطقة حتى قيام الساعة .. والعبرة في نهاية المطاف تتجسد في تلك التعاملات بين الشعوب ولا تتجسد إطلاقاً في تلك التعاملات الشكلية بين الحكومات .. وعليه فإن تلك المحاولات الشكلية العقيمة التي تقوم بها دولة اليهود في هذه الأيام لن تفيدها كثيراً في معالجة تلك القضية العالقة منذ سنوات وسنوات .. لأن ذلك التطبيع مرفوض جملة وتفصيلاً من قبل تلك الشعوب العربية والإسلامية مادامت تلك الأحوال في أرض الواقع لا تعدل ولا تنصف بين كافة الأطراف .. وفي عرف تلك الشعوب العربية والإسلامية فإن الظالم هو الظالم حتى قيام الساعة ،، والمغتصب هو المغتصب حتى قيام الساعة .. والغريب المتطفل هو ذلك الغريب المتطفل حتى قيام الساعة .. وتلك الشعوب العربية والإسلامية لا يمكن خداعها بتلك المحاولات الواهية الساقطة وفرض سياسة الأمر الواقع .. حتى ولو وقفت وتعاضدت مع تلك السياسة الظالمة كافة قوى العالم .. وهي تلك الشعوب العربية والإسلامية التي لا تنخدع بذلك الدخيل المتطفل مهما يتقارب مكراً وتدبراً وخداعاً .. ومهما يلبس ثياب أهل الديار .. وهؤلاء اليهود يعرفون تلك الحقيقة جيداً في أنفسهم .. ورغم ذلك يتحايلون ويراوغون ليوهموا العالم بأنهم على وفاق مع تلك الشعوب في المنطقة .. وتلك كذبة ما بعدها كذبة .. ولن يكون ذلك الوفاق بين اليهود وبين تلك الشعوب العربية والإسلامية إلا في حال قيام تلك الدولة الفلسطينية التي عاصمتها القدس الشرقية بطريقة عادلة ومنصفة .. أما غير ذلك من تلك المحاولات العقيمة فلن تجدي هؤلاء اليهود كثيراً .. حتى ولو أقاموا تلك العلاقات الشكلية مع كافة الحكومات العربية والإسلامية .. فالعبرة في نهاية المطاف تتجسد في تلك الشعوب ولا تتجسد في تلك الحكومات .. وكل العالم يعرف بأن هنالك حكومات عربية عديدة تقيم تلك العلاقات الشكلية والمظهرية مع تلك الدولة العبرية منذ سنوات وسنوات ،، ورغم ذلك فإن تلك الحكومات قد عجزت كلياً في إقناع شعوبها بالتطبيع والتعامل مع شعب اليهود .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة