عندما يصدر حديث من اهل الثورة واحد صانعيها عن احتمالات انهيار حكومة حمدوك والدخول فى الفوضى العارمه بثورة الجياع والحرب الاهلية والتدخل الاممى وهذه صورة ماسوية وسوداوية وهذا يعنى الكارثة بانتصار الهزيمة وتمكن الاحباط بقلوب الصفوة. وهنا تكمن المصيبة...ليس امام الثورة خيار غير التقدم والسير رغم الجراح العظيمة وتحدى الهلاك . وليس هناك من خيار غير الانتصار وعبور النفق المظلم وليس على الثوار والشعب غير الصبر العظيم وعض الاصابع والحصى حتى يتم تجاوز المرحلة. هذه الثورة انجاز الشعب السودانى العظيم فى ارقى تجلياته وارفع مراحل نضاله عبر التاريخ وهذه الثورة انتصار للشعب وفرض ارادته ورؤيته نحو الحاضر والمستقبل من قبل قواعده السياسية والجماهيرية الحية وعبرمنظماته فى المجتمع المدنى والياتها وهذه الثورة ولدت لتنجح وتنتصر وتعبر. وبيان الحزب الشيوعى السودانى بالعاصمة يدعوا الى خروج الجماهير واسقاط الحكومة محملا لها الفشل الذريع فى سرعة انجاز اهداف وبرامج الثورة ومحملا لها تدهور الوضغ الاقتصادى والمعيشى وفى ذلك قصور رؤية وسطحية وعدم ادراك وغض الطرف عن الاسباب الحقيقية والموضوعية التى غلت ايدى الحكومة عن البت فى قضايا اعادة هيكلة الاجهزة الامنية وبناء القوات المسلحة والاصلاح الاقتصادى وتكوين المجلس التشريعى وغيرها فالثورة واهدافها بعد الانتصار ليست امانى مشرعة تحقق بارادة كبسة ذر . وهنالك اساب موضوعية وترتيبات وتوازن قوة سياسية محلية واقليمية مؤثرة ولها ارتداداتها العملية وامر تجاوزها يحتاج من الحكومة الحكمة والخبرة واختيار التوقيتات المناسبة والادوات ووفق ترتيبات سياسية معينه . وهذه الحكومة ومستشاريها وهم زملاء نعرف بعضهم ولهم تاريخ نصالى ساطع ولانشكك فى وطنيتهم وحسن ادارتهم للامور . ربما يخطئون فى بعض النواحى والقضايا وهم غيرمعصومون ويمكنهم التراجع وتصحيح الاخطاء والتى يجب على القوة المشفقة تقديمها نقديا وفق الاطر الممكنة ووسائل التواصل والابواب مفتوحة. والقوة الديمقراطية الان فى اقرب لحظات قربها من السلطة التنفيذية ومراكز انخاز القرار وبعلاقات ربما خاصة وشخصية. قلوب وعقول قيادات هذه الحكومة غير مشيطنة للرؤية المعاكسة او مكفرة لقواعدها الفكرية وعلى الزملاء وعى هذه الفرصة التاريخية وادراكها وتطوير وسائلهم لرفعتها وتمكين نفوذهم عبرها وتوطيد الفكر المستنير والتقدمى وسط مراكزها بدلا من الغوغائية والرؤى السطحية بعقلية الطلاب مراحل المراهقة واساليبهم السياسية وعقلية اركان النقاش الهتافية وهى غير مناسبة وملائمة لمعالجة اختلالات الوضع الحالى. واسقاط الحكومة والدعوه الية هى دعوة الى هدم المعبد بمن فية واول الخاسرين هى الثورة والقوة المستنيرة والافكار التقدمية والتى وجدت فى هذا العهد مالم تجد فى سوابقه التاريخية وانهياره لايعنى البديل الملائم بل الفوضى العارمة وثورات الجياع والتدخلات الاممية والحلول الخارجية والسقوط فى دوائر النفوذ ومافيات العلاقات الدولية والتقاطعات الاقليمية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة