"إن السبب الحقيقي لهذا التخلف هو الجهل بالدين، والانحراف به إلى قضايا فقهية متحجـِّرة، تُكبِّل العقل، الذي يتخذها منهاجاً لدراسته، ولا تحرره". محمود محمد طه، 1971
من محكمة الردة 1968 وحتى تنفيذ حكم الإعدام على المفكر محمود محمد طه في العام 1985 الفتوى بتكفير المفكر محمود محمد طه وردته عن الإسلام من الأزهر ورابطة العالم الإسلامي
"يبدو أن المصريين قد اعتادوا واستمرأوا فكرة أن تكون بلادهم مصدر الإشعاع الفكري في العالمين العربي والإسلامي. ذلك أن القليل من مثقفيهم هم الذين يلقون بالاً إلى الثمار الفكرية في الأقطار المحيطة بقطرهم، أو يقدرون الضرر الذي سينجم حتماً، عن هذه العزلة، وهذا الإغفال. وها قد مضى أكثر من ربع قرن على ظهور كتاب في السودان، هو كتاب: الرسالة الثانية من الإسلام للشهيد محمود محمد طه، الذى أُعدَّه أهم محاولة ينهض بها مسلم معاصر لتطوير التشريع الإسلامي، والتوفيق بين التعاليم الإسلامية ومقتضيات المعاصرة، دون أن يحظى في مصر (أو في بلد إسلامي خارج السودان على حد علمي) بالاهتمام الذى هو أهل له، ودون أن نلمس له تأثيراً في اتجاهات مفكرينا ومثقفينا وجمهور شعبنا، رغم احتوائه على فكرة أساسية ثورية لا شك عندي في قدرتها متى ما صادفت القبول لدى الرأي العام الإسلامي، على أن توفر الحلول لمعظم المشكلات التي تكتنف موضوع تطبيق الشريعة، في إطار إسلامي". حسين أحمد أمين (مصر)، (1932- 2014)
رابطة العالم الإسلامي وتمويل الدراسات واستكتاب الأساتذة ضد الفكر الجمهوري
"إن المثقف عبر عملية المعارضة والروح النقدية يمكن أن يزيل النفاق ويكشف الزيف ويهيئ الأرض للتغيير". شيلي واليا، جامعة البنجاب، باكستان
ظلت رابطة العالم الإسلامي تستكتب المشايخ والأساتيذ وتمول نشر الدراسات والكتب ضد الفهم الجديد للإسلام/ الفكر الجمهوري. وقد فصلنا ذلك، وبمنهج توثيقي صارم في كتبنا: صاحب الفهم الجديد للإسلام محمود محمد طه والمثقفون: قراءة في المواقف وتزوير التاريخ، 2013 (من جزئيين 1278 صفحة من القطع المتوسط)؛ الذكرى الخمسون للحكم بردة محمود محمد طه: الوقائع والمؤامرات والمواقف، (706 صفحة من القطع المتوسط)، 2020 ؛ المؤسسات الدينية تغذية التكفير والهوس الديني، (270)، 2022، محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام، (416 صفحة من القطع المتوسط) 2024، وغيرها. ويمكننا أن نقدم، وبإيجاز شديد، بعض النماذج أدناه:
أولاً: رئيس رابطة العالم الإسلام يدعو المشايخ والأساتذة للكتابة عن الفكر الجمهوري/ الفهم الجديد للإسلام
في إطار جهود التحالف الديني العريض ضد الفهم الجديد للإسلام وصاحبه المفكر محمود محمد طه، والرامية للنيل منه بلا حق وبلا علم، أستجاب العديد من المشايخ المبتعثين من مصر للعمل في السودان، والأساتذة من جامعة أم درمان الإسلامية (السودان)، لدعوة من فضيلة الشيخ محمد علي الحركان، رئيس رابطة العالم الإسلامي أوانئذ، لإعداد أوراق عن الفكر الجمهوري لتنشر في كتاب جماعي. أعد المشايخ والأساتذة الأوراق، وأدناه نماذج من تلك الأوراق وأسماء كُتابها:
"الحركة الجمهورية وصلتها بالحركات الباطنية في القديم والحديث"، للأستاذ الدكتور محمد أحمد الحاج، مدير سابق لجامعة أم درمان الإسلامية. "الإسلام دين وشريعة كل لا يتجزأ"، للأستاذ الدكتور محمد محي الدين عوض، مصري الجنسية، أستاذ الفقه المقارن بجامعة أم درمان الإسلامية. "النبأ الأثيم أو الهوس اللاديني الذميم"، للشيخ محمد نجيب المطيعي، مصري الجنسية، عمل رئيساً لقسم السنة وعلوم الحديث بجامعة أم درمان الإسلامية. "لماذا دعوة إسلامية جديدة تبشر برسالة ثانية من الإسلام"، كتبها الأستاذ الدكتور كمال دسوقي، مصري الجنسية، أستاذ اجتماع وعلم نفس وصحة عقلية، رئيس قسم التربية بجامعة أم درمان الإسلامية. "انهيار الفكر الجمهوري المناوئ للشريعة الإسلامية الغراء" للدكتور محمد شتا أبو سعد، مصري الجنسية، أستاذ مساعد للقانون المدني بجامعة أم درمان الإسلامية، ومستشار بالمحاكم المصرية سابقاً.
ثانياً: تمويل كتاب الشيخ محمد أمان بن علي الجامي:
كتب الشيخ الجامي كتاباً طبع على نفقة رابطة العالم الإسلامي. جاء الكتاب بعنوان: المحاضرة الدفاعية عن السنة المحمدية. وهو عبارة عن محاضرة ألقاها محمد أمان بن علي الجامي الأستاذ بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، السعودية، دفاعاً، كما زعم، عن السنة المحمدية، وتعقيباً ورداً، كما زعم، على النقاط التي استمع إليها في محاضرة للجمهوريين بمدينة عطبرة "عندما كان في زيارة إلى السودان مع بعض الشبيبة من طلاب الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة" .
ثالثاً: رابطة العالم الإسلامي تطبع كتاب شوقي بشير عبد المجيد استجابة لتوصية ابن باز
يُعتبر شوقي بشير عبدالمجيد أول طالب تبتعثه جامعة أم درمان الإسلامية إلى جامعة أم القرى، مكة، السعودية، لدراسة الفكرة الجمهورية، حيث نال درجة الدكتوراه بدراسة عنوانها: فرقة الجمهوريين بالسودان وموقف الإسلام منها. وقد وجدنا هذه الدراسة، وهي تقع في (1431) صفحة، وبعد المراجعة والتدقيق فيها، والفحص والتمحيص لما جاءت به، تمثل أنصع نماذج تسييل الخرافة، ونشر الجهل، وبث الخزعبلات، في الفضاء الإسلامي والإنساني، فضلاً عن المفارقة للأسس العلمية، كما سيرد التفصيل والتدليل على ذلك في الحلقات القادمة. الشاهد أنه وبعد نيله لدرجة الدكتوراه، بهذه الأطروحة الخديج، أصبح شوقي متخصصاً، في الفكر الجمهوري، فأعد بعض الدراسات واستل بعض الكتب من اطروحته ونشرها، منها دراسة بعنوان: موقف الجمهوريين من السنة النبوية، وقد نشرها بناء على توصية من الشيخ عبد العزيز بن باز، رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي. فقد وصى الشيخ ابن باز بطباعة دراسة شوقي في كتاب لدى رابطة العالم الإسلامي. فقامت الرابطة بطباعة الكتاب .
رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي ووصم المفكر محمود محمد طه بالإلحاد والفساد العظيم
"إذا كنت لا تستطيع رفع الظلم، فأخبر عنه الجميع على الأقل" علي شريعتي (1933- 1977)
ظل التحالف الديني العريض بتكويناته العديدة يعمل منذ محكمة الردة 1968، وباستمرار ضد الفهم الجديد للإسلام/ الفكر الجمهوري، وعلى مستويات مختلفة. فها هو الشيخ عبدالعزيز عبدالله بن باز (1910- 1999)، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والإرشاد، ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، السعودية، يحكم بتواتر الأخبار بأن ما يقوم به المفكر محمود محمد طه هو الحاد وفساد عظيم. ثم يخاطب في ذلك أعلى سلطة في السودان، حيث أرسل خطاباً إلى رئيس جمهورية السودان الديمقراطية. كتب الشيخ عبدالعزيز ابن باز في خطابة، وهو خطاب كما ورد في صدره (سري وخاص)، قائلاً: "من عبدالعزيز عبدالله بن باز إلى حضرة الأخ الكريم فخامة جعفر بن محمد النميري رئيس جمهورية السودان الديمقراطية... أود أن اعرض على فخامتكم أنه قد تواترت أخبار عما يقوم به المدعو محمود محمد طه سوداني الجنسية من الفساد العظيم والالحاد والتشريعات عن الإسلام ما لم يأذن به الله ولا رسوله وأن له اتباعاً على باطله. ولا شك أنه يترتب على تركه والاعراض عنه فساد كبير إضافة إلى السمعة السيئة لفخامتكم داخل المجتمع السودانى المسلم خاصة والشعوب الإسلامية عامة". نلتقي في الحلقة القادمة (11- ج) مع رسالتنا إلى معالي رئيس جامعة أم القرى، وكان موضوعها: طعن علمي وأخلاقي في رسالة دكتوراه تمت إجازتها في جامعة أم القرى، بسبب مفارقتها للمبادئ الأكاديمية ومخالفتها لقواعد البحث العلمي وهي اليوم من أكبر ملوثات الفضاء الفكري السوداني والإسلامي ومن أخطر مغذيات مناخ التطرف والإرهاب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالله الفكي البشير
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست