ليس من أهداف هذا المقال، تحديد نجاح او فشل عمل المرأة السودانية في أنظمة الحكم المحلي..ولكن المقصود مدي الفرص التي أتيحت لها طوال الفترة الماضية منذ اعتماد هذا النظام لإدارة الحكومات المحلية علي اختلاف مسميات القانون الذي كان ينظم شئونها وبالطبع، لن أكون أنا أول من تطرق الي هذا الموضوع ولن اكون الاخير، في ضؤ المناديات العالمية لتمكين المرأة في أجهزة الحكم فضلا عن أنها قضية رأي حول ( الجندرة) ومشاكلها بين الحضارات. فقد نظمت ( الشبكة العربية للمعرفة ) ، في فترة سابقة، نقاشا عبر الروابط الإلكترونية ، حول دور المرأة في الحكم المحلي، وكانت النتائج المؤسفة لتلك الحوارات، أن المشاركة في معظم دول العالم، لم تكن علي المستوي المطلوب من حيث العدد او من حيث التأثير .وأن الحاجة لا زالت موجودة لمزيد من البحث لقلة أو غياب المعلومات ..كما أظهرت بعض الحالات وجود المرأة في مراكز اتخاذ القرار ولكنهن هم الأكثرية في الوظائف العادية في الإدارات المحلية. وتعددت الأسباب في قلة المشاركة او ضعف التأثير في أجهزة الحكم المحلي رغم أنها هي الأجهزة الأقرب الي المواطن والأبرز في تقديم الخدمات. كان من تلك الأسباب، افتقاد الثقة في انضمام المرأة الي أجهزة الحكم المحلي، فمعظم الرجال ، وحتي بعض النساء، لا يشعرون بثقة تشغيل المرأة في منصب رفيع في الإدارة المحلية، وقد عايشنا ذلك، حقيقة، عند تعيين( الدكتورة أمنة محمد المكي )واليا علي نهر النيل( والبروف آمال عزالدين) علي الولاية الشمالية، رغم وجود تجربة سابقة في عهد الانقاذ عندما تم تعيين السيدة (اقنس لوكومو) كأول سيدة تحكم ولاية سودانية ، حيث كانت تحكم ولاية بحر الجبل قبل انفصال الجنوب. لقد أثبت كل هؤلاء النسوة جدارتهن وقدراتهن للعمل في الإدارة المحلية...بل استطاعت السيدة( بثينة دينار) وزيرة الحكم الاتحادي الحاليه ، من إنجاح إدارة الوزارة المركزية والأضطلاع بدورها القومي كما هو جار هذه الأيام من خلال مؤتمرات نظام الحكم، حيث استطاعت معظم الولايات من عقد مؤتمراتها القاعدية في محلياتها ، تمهيدا الي انعقاد المؤتمر العام الذي يبحث في فلسفة ونظام الحكم الإقليمي للفترة القادمة. ورغم كل تلك النجاحات، فلا زال تضمين النساء في المناصب القيادية عامة ، وفي أجهزة الحكم المحلي خاصة، يواجه مقاومة...ويقولون في ذلك، ان الفرصة قد أتيحت لها مرات كثيرة..خاصة في كادر الضباط الإداريين ، ولكنها لم تبرز أو تبدع ، كما يلاحظ عدم وجود النماذج النسائية الناجحة مما يؤدي الي التخوف من نقص الفعالية عند توليها المناصب القيادية...وهذا يدل علي سلبية المشاركة ، أو أنها لا تهتم أصلا بالوظائف القيادية خوفا من تحمل المسئولية ، فلم تشغل طوال عملها في سلك الضباط الإداريين منصب المدير التنفيذي إلا ما ندر وبالوكالة وليس بالاصاله .. كما أن تاريخ الإدارة المحلية لم يبرز لنا أسماء شخصيات نسائية كان لهن دورا في مجال الإدارة المحلية بعكس الرجال حيث يحفل تأريخ الحكم المحلي في السودان، بأسماء ورموز كان لها دورها في الحكم والمجتمع امثال: حامد علي شاش...علي جرقندي ...مختار الطيب...الكارب....احمد المك...سليمان فقيري...وعبدالله علي جاد الله مؤلف كتاب ( مع الإدارة الأهلية في مسيرتها) وقد حفل الكتاب بأسماء العديد من الإداريين الذين تعاقبوا علي إدارة البلديات ، الريفية منها والبلدية، ورغم كثرة الأسماء من الإداريين ، الرسميين منهم والشعبين من الإدارة الاهلية، إلا أنه لم يذكر اسم امرأة واحدة كان لها دورا في الحكم المحلي تستحق به الإشادة او حتي الإشارة... د.فراج الشيخ الفزاري [email protected] .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
د.فراج الشيخ الفزاري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست