ليس الفلول وحدهم من يتربصون بالثورة ، ويتمنَّون لو أنها ما كانت ، فهناك المنتفعون من فساد النظام البائد وسماتهِ التي فرضتها شمولية الحكم المبنية على تمكين المُنتمين إلى الحركة الإسلامية وذيولهم من النفعيين و( الخانعين ) ، الذين حباهم اللة خِصلة الجلَد على المهانة و التعايُش مع وجودهم في مستنقع الدونية ، مع الكثير من تبعات التماهي مع الإنصياع في ما هو حق و ماهو باطل ، و لو أدى ذلك إلى ظُلم الناس أو إنهيار المصلحة العُليا أو دمار الصروح و المؤسسات ، هؤلاء أسميهم ( الأبناء غير الشرعيين ) للحركة الإسلامية ولكنهم رضعوا من ثديها المسموم ، إنتموا إليها وناصروا طُغاتها فقط لأجل السُلطة والمال والإستفادة من غياب القانون والعدالة والمساواة ، عبر أدوات عُدة كان أهمها الإحتماء بأعلى سقوف السُلطة في الإنقاذ البغيضة ، أولئك وهؤلاء يعملون بذات الجهد والحماس الذي دمَّروا به البلاد وأنهكوا به العباد ، لإيصال المُخلصين والصادقين في دعمهم للثورة ومبدأ التغيير والإنتقال إلى سودان جديد تُرفع فيه راية النزاهة والعدالة والقانون والمؤسسية ، إلى دائرة ( الشك ) و( التراجُع ) عن آمالهم في ثمار ما قدموه من نضال وتضحيات ، كما ظلوا دوماً يعتقدون أن مواقف كراهية الشعب السوداني لهم فقط مبنية عى ما حدث من ضغوطات معيشية ، وظل الشعب السوداني على وعده ، وما فتيء الناس يثبتون لهم يوماً بعد يوم و في كل محكٍ وإختبار حقيقي ، أنهم على الجمر قابضين ، و في مسيرتهم سائرين ، و على عهدهم مُخلصين ، فالإختبار الأول كان عبر رسالة التهديد التي وجَّهتها الفلول ( المُعسكرة ) عقب مجذرة فض الإعتصام والتي مفادها أن الخروج للشارع ثمنهُ الموت والتعذيب والتغريب ، فكانت الإجابة جهيرة الصوت و حاسمة في موكب 30 يونيو 2019 ، وتوالت بعد ذلك الإختبارات التي كان المسئول عن وضع أسئلتها ومعضلاتها على الدوام فلول الإنقاذ وأذيالهم من النفعيين متحالفين مع المتورّطين من العسكر والخائفين من مجيء يوم المُسائلة ويوم الحساب ، أما آخر إختبار فهو ماثلٌ بين يديكم الآن ، ومرةً أُخرى و لن تكون الأخيرة يثبت هذا الشعب وقواعده الشارعية من الشباب الجسور أن إختصاصات ودور مجلس شُركاء الفترة الإنتقالية في مؤسسات الفترة الإنتقالية إنما هو ( مصلحة ) شعبية ووطنية لا يحسمها إلا الشارع ، هاهم فلول الطامعين في عودة عهود الظلام يبدأون العد التنازلي ( للتراجُع ) عن ما أعلنوه من إتجاهات إنقلابية على الثورة وعلى الشعب السوداني ( مُتنَّكِرة ) في إعلان إختصاصات وعضوية مجلس شُركاء الفترة و الإنتقالية ، التحية لهذا الشعب الصامد ، والتحية لشبابنا وشاباتنا في لجان المقاومة وفي كافة التنظيمات الحزبية والمُستقلة ، وعامة الناس من البُسطاء الذين يحملون في عقولهم وقلوبهم مشاعل الوعي الثوري وحب الوطن ، حين ( يُشهرون ) سلاحهم الماضي الذي لا يُخطيء إصابة الأعداء عبر إعلان موكب 19ديسمبر 2020 ، حق لكم أن تتبَّاهوا و تتبَّختروا بعزيمتكم وقُدرتكم على مجابهة الباطل ، فقد باتوا يهابون مواكبكم ويتراجعون . ... نعم لتراجُع مَن يتربصون بإرادة الشعب السوداني وأمانيه المشروعة. ... لا للمُراهنة على خمود الثورة وجاهزية الشارع للإنقياد إلى مُستنقعات الظلام مرةً أخرى.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة