قال الحق تبارك وتعالى (ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون -الحج 77) (واذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن انسجد لما تامرنا وزادهم نفورا الفرقان 60)(ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون – فصلت 37)(فأسجدوا لله واعبدوا – النجم 62)(واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين – البقرة 43)(قل انما اعظكم بواحدة ان تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة ان هو الا نذير لكم بين يدي عذاب شديد - سبأ 46) (عن أبي البختري، عن أبي عبدالله الحسين، قال: إنّ العلماء ورثة الأنبياء إلى أن قال : فانظروا علمكم هذا عمّن تأخذونه، فإنّ فينا أهل البيت في كلّ خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين).
فبعض المدعين بالقرآنين و اهل القرآن يصلون الصلاة ثلاثة اوقات في اليوم ويقولون فهى عدد تبيان الله للصلاة الفرض التى فرضها علينا في الكتاب المبين ولا يتبعون امر الله بطاعة احاديث الحكمة عن النبى، ويوجد ايضا بعض الجهلاء واحداث اللسان المدعين العلم والغافلين بضلالة وفرية السنة للنبى ينكرون بدون علم نزول عدد اوقات الصلوات الخمسة الفرض من الله ورسوله على المسلمين بهذا القرآن المنير (قل انما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغى بغير حق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون -الأعراف 33) فمن قال لكم يا ضالين وغافلين وحجة ضاحضة مكبته بان ربنا لم يبين وينزل عدد توقيت الصلوات الخمسة في هذا الكتاب الذى لم يفرط فيه الله من شئ فرضة على المسلمين ؟
فربنا قال ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا اى عدد الصلوات الخمسة نازلة موقتة في هذا الكتاب المبين كل شئ، لقوله تعالى ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا، وهنا الكشف والتبيان قال ربى الرحمن ذى الجلال والإكرام (قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد – سبأ 46) فهنا تبيان لإقامة عدد ركعات الصلاة يا مثنى يعنى إقامة الصلاة لركعتين وهو الشفع يعنى مثنى عدد ركعتين كما معلوم للكل او اربعة ركعات او فرادى يعنى مفردة الركعات ثلاثة او وتر واحدة كما معلوم في صلاة المغرب فإقامة الصلاة فهى تصلا مثنى و فرادى اى ركعتين او اربعة ركعات او فرادى يا ركعة واحده او ثلاثة ركعات مفردة كما في صلاة المغرب حيث اتى التبيان حيث قال الحق (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ...(اى ماملكت من المجامعة اى من الزواج فهم العيال اولادك يعنى، فكل سياق ملكت ايمانكم تعنى المتزوجة ...وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيات وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ - النور 58) فربنا هنا لقد ذكر وقتين للصلاة فهى صلاة الفجر وصلاة العشاء فأحسب من هنا وقتين للصلاة نازله في هذا الفرقان المبين وكذلك يبين الله لكم الآيات بنفسه فالقرآن المجيد يبين كل شئ فرضه وحرمة وحلله الله علينا وحده لا شريك والقرآن العظيم يشرح ويبين بعضة البعض بالآيات البينات والمتشابهات والمفصلات.
قال الحق (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ - فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ - الجمعة 9- 10) فهنا ربنا ذكر وفرض علينا صلاة يوم الجمعة الجامعة والكلمة السامعة (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين البقرة 239) فالصلاة الفرض المكتوبة الموقتة في هذا القرآن هم خمسة اوقات في اليوم ويوم الجمعة الجامعة للجماعة كما اتى التبيان للفرض في سورة النور اية رقم 58 لصلاة الفجر وصلاة العشاء ويوم الجمعة..حافظوا على الصلوات (َحافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ...أى صلاة الفجر وصلاة العشاء فهما وقتين نازلة في (سورة النور أية 58).... وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى....(اى الظهر والعصر والمغرب فهم يقاموا وسطين صلاة الفجر وصلاة العشاء الأخيره).... وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ - البقرة 238) حافظوا على الصلوات.....وهى صلاة الفجر وصلاة العشاء..والصلوات الوسطى.... يعنى التى في وسطيهما فهى صلاة الظهر - وصلاة العصر - وصلاة المغرب.
وقال الحق (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا - الإسراء 78)(وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل، إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين - هود114) (وأقم الصلاة طرفي النهار... نقيم الصلاة طرفى النهار اى وقتين اى طرفين النهار..وهو وقت الظهر ووقت العصر...وزلفا من الليل...فسياق زلفا تعنى قروب وقت الليل اى من قبل حلول الليل الكامل وهى وقت صلاة المغرب فكهذا كل الصلوات صارت خمسة صلوات تامة موقتة توقيتا في هذا الكتاب المنير الذى لم يفرط فيه الله من شئ وصدق الله العظيم وصدق سيدنا عمر حيث قال لو ضاع منه حمار لوجده في القرآن. عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله عليه وسلم يقول : خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى ، مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلَّاهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ ، وَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ ، كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ، فَلَيْسَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ . وهذا الحديث يدل على ان تارك الصلاة لا يكفر ولا يقتل .
وقال الحق (قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا - الإسراء 110) فربنا قال للنبى الكريم تبيان كيفية الصلاة ورخص له بان يقيم لها سبيل اى مذهب وكيفية وقال النبى صلوا كما رايتمونى اصلى فالصلاة التى ورثناها كابرا عن كابر بالتواتر ويوجد بعض اليهود يصلون مثل صلاتنا بالضبط... قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى.. اى إذا دعوت الأسم الله او الإسم الرحمن فهما اسم وعبارة واحدة وكل الإسم يحوى جميع الأسماء لله الحسنى...ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها....ولا تجهر بالصلاة كلها ولا تخفض فيها الصوت...وابتغ بين ذلك سبيلا...أى اضع مذهب لكيفية الصلاة فجعلها الصبح جهرا والظهر والعصر سرا والمغرب الركعتين جهرا والاخيرة سرا والعشاء نصفها الأول ركعتين جهرا والركعتين الأخيرتين سرا اللهم اجعلنا من الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ.فالصلاة هى الركن الأول والاعظم والأهم في الاسلام فتجد الكثير في كتاب الله تعالى ربنا يؤمر المؤمنين باقامة الصلاة وإتاء الزكاة والصلاة عماد الدين من اقامها لقد اقام الدين ومن تركها لقد ترك الدين وكل مسلم ومسلمة يصلون الخمسة صلوات فهم يحسبن من ومع النبين والشهدا والصديقين والصالحين وحسن أولائك رفيقا.
وقال الله تعالى لسيدنا موسى واقم الصلاة لذكرى (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ – العنكبوت 45) (عن عبادة بن الصامت قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ، كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ)(سأل رجل نبي الله فقال يا رسول الله كم فرض الله على عباده من الصلوات ؟ قال افترض الله على عباده صلوات خمس، قال يا رسول الله هل قبلهن او بعدهن شىء، قال افترض الله على عباده صلوات خمس، فحلف الرجل لا يزيد عليه شيئا او ينقص منه شيئا، قال رسول الله ان صدق ليدخلن الجنة).
(روي عن علي رضي الله عنه ' بينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم جالس بين الأنصار والمهاجرين أتى إليه جماعة من اليهود فقالوا له: يا محمد إنا نسألك عن كلمات أعطاهن الله تعالى لموسى بن عمران لا يعطيها إلا نبيا مرسلا أو ملكا مقربا فقال النبي صلى الله علية وسلم سلوا، فقالوا يا محمد أخبرنا عن هذه الصلوات الخمس التي افترضها الله على أمتك ؟ فقال النبي أما صلاة الظهر إذا زالت الشمس يسبح كل شئ لربه وأما صلاة العصر فإنها الساعة التي أكل فيها آدم عليه السلام من الشجرة وأما صلاة المغرب فإنها الساعة التي تاب الله على آدم عليه السلام فيها فما من مؤمن يصلي هذه الصلاة محتسبا ثم يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه وأما صلاة العتمة فإنها الصلاة التي صلاها المرسلون قبلي وأما صلاة الفجر فإن الشمس إذا طلعت تطلع بين قرني الشيطان ويسجد لها كل كافر من دون الله قالوا له صدقت يا محمد فما ثواب من صلى؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم أما صلاة الظهر فإنها الساعة التي تسعر فيها جهنم فما من مؤمن يصلي هذه الصلاة إلا حرم الله تعالى عليه لفحات جهنم يوم القيامة وأما صلاة العصر فإنها الساعة التي أكل آدم علية السلام فيها من الشجرة فما مؤمن يصلي هذه الصلاة إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ثم تلا قوله تعالى { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } وأما صلاة المغرب فإنها الساعة التي تاب الله فيها على آدم عليه السلام فما من مؤمن يصلي هذه الصلاة محتسبا ثم يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه وأما صلاة العتمة فإن القبر ظلمة ويوم القيامة ظلمة فما من مؤمن مشى في ظلمة الليل إلى صلاة العتمة إلا حرم الله عليه وقود النار ويعطي نورا يجوز به على الصراط وأما صلاة الفجر فما من مؤمن يصلي الفجر أربعين يوما في جماعة إلا أعطاه الله براءتين براءة من النار وبراءة النفاق قالوا صدقت يا محمد").
(قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم، إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت، فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت، فقد خاب وخسر ") (عن عبد الله بن عباس قال، فرضت الصلاة على لسان نبيكم في الحضر اربع و في السفر ركعتين و في الخوف ركعة) (دخل رجل الى مسجد رسول الله فصلى ثم جاء فسلم على النبي فرد عليه النبى و قال ارجع فصلى فانك لم تصلى ثلاثا ثم قال الرسول اذا قمت الى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرءان ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا و افعل ذ لك في صلاتك كلها) (فقد ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث في التشهد صحيحة، وأقواها - باتفاق المحدثين - حديث ابن مسعود قال: " كنا نصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم فنقول: السلام على الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله هو السلام، ولكن قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا، وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله") رواه الشيخان، وأصحاب السنن، وغيرهم.
وقيل في الأثر النبوى بأن التشهد الذى بين ظهرينا اليوم هو مخاطبة المولى عزوجل مع رسول الله في رحلة الإسراء هو حوار التشهد يبدأ المشهد بسيدنا رسول الله وهو يمشي في معية سيدنا جبريل في طريقهما لسدرة المنتهى في رحلة المعراج، وفي مكان ما يقف سيدنا جبريل عليه السلام فيقول له سيدنا محمد: أهنا يترك الخليل خليله ؟ قال سيدنا جبريل: لكل منا مقام معلوم يا رسول الله، إذا أنت تقدّمت اخترقت، وإذا أنا تقدّمت احترقت، وصار سيدنا جبريل كالحلس البالي من خشية الله، فتقدم سيدنا محمد إلى سدرة المنتهى واقترب منها، ثم قال سيدنا رسول الله: التحيات لله والصلوات الطيبات، فرد عليه رب العزة: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، قال سيدنا رسول الله السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وقيل: الملائكة المقربون أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمَّداً رسول الله.
فالصلاة وفريضة الحج في البيت المقدس لمكتى وام القرى هى لم تأتى جديدة في دين الإسلام الحنيف فهى اتتنا متواترة بالفطرة منذ زمن ابونا وسيدنا ادم و تعلمها من الملائكة المكرمين ومعلوم ان جميع الأنبياء والرسل كانوا يصلون مثل صلاتنا منذ ابونا وسيدنا إبراهيم ابو الدين من سمانا المسلمين فالصلاة بقيامها وركوعها و سجودها هى معلومة عند العرب وبنى إسرائيل و ابراهيم و اسماعيل وزكريا و مريم الصديقة ويوجد الى اليوم بعض الذين هادوا يصلون مثل صلاتنا بالضبط وفى السجادة نفس الركوع ونفس السجود سبحان الله فالله كافى وبالقرآن وحكمة النبى كفانا (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ البقرة 125) و لذلك فنحن نصلى كما رأينا رسول الله يصلى لأننا ورثناها كابرا عن كابر.
وقال الرحمن ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ – الماعون )... فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ... فهو يقيم الصلاة احيانا على حسب هوائه ولكنه مسهى سهوا وغافل متعمد عنها أى لا يقيم الصلاة كلها فهو يصلى فقط مرائيا اى رياء امام الناس ليقول الناس عنه هو رجل تقى مقيم للصلاة وعندما يكون لوحده يسهى الصلاة اى لا يقيم الصلاة متعمدا وهو المنافق النجس الفاسق المرائى... الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ .
فمعنى الصـــلاة على النبى يعنى الرحمة على النبى - فإن الله تعالى امرنا بأن نصلى على النبى محمد صل الله عليه وإله وسلم – ومعنى سياق صلى وصلاة من اصل الوصل اى نسأل الله تعالى ان يصل سيدنا محمد وأله بالرحمة ، فعندما تصلى لله تعالى فانك تطلب الرحمة من الله تعالى ، فمعنى صلاة هى الرحمة بالوصل اى بان يصلك ربنا برحمتة وهدايتة ومن يصلى عليه الله تعالى يعنى رحمه وهدائه وغفر له لقوله تبارك وتعالى هاؤم (يا ايها الذين أمنوا أذكروا الله ذكرا كثيرا – وسبحوه بكرة واصيلا -هو الذى يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان الله بالمؤمنين رحيما – الأحزاب 42-43 ) قال ابن حجر في كتابه الجوهر المنظم معنى الصلاة والسلام: أن الصلاة من الله سبحانه وتعالى هي الرحمة المقرونة بالتعظيم ومن الملائكة والآدميين سؤل ذلك وطلبه له صلى الله عليه وسلم لقوله تبارك وتعالى (خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم والله سميع عليم - التوبة 103 ) صل عليهم اى ترحم عليهم وقوله تعالى ( ان الله وملائكته يصلون على النبى ، يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.) فليس من الصحيح ان تقول ايها المسلم التقى ...واصلى وابارك واسلم ...على سيدنا محمد واله وسلم ! فهذا شطط وغفلة وليس صحيح! فالصلاة اى الرحمة تاتى من عند الله الرحيم فقط ! فيجب ان تقول ايها المسلم الحذق : اللهم صلى على سيدنا محمد واله وسلم .
ولتبيان ظاهرة الفجر الصادق، قال الله تعالى ("وَكُلُوا وَاشرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيطُ الأَبيَضُ مِنَ الخِيطِ الأسوَدِ مِنَ الفَجرِ" - البقرة 187.} فظاهرة الفجر الصادق هو الميقات الاول لصلاة الفجر وبه يحرم الطعام والشراب للصائم وتحل فيه الصلاة، عن طلق بن على رضى الله عنه ان النبى صلَّ الله عليه وسلم قال: "كلوا واشربوا، ولا يهيدنكم الساطع المصعد فكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر " رواه الائمة الحجج ابو داود الترمذى والدارقطنى وابن خزيمة والطحاوى والسيوطى وفى الصحيحة للالبانى، فصلاة وقت الفجر التى يصليها المسلمون اليوم هى غلط وتصلى من قبل خروج تفجير الصبح وسياق الفجر من فعيل تفجر اى ظهرت وخرجت اشعت نور الشمس وهو مثل وقت المغرب وترى فيه الشفق الأحمر وهو تبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود اى شعاع تفجر نور الشمس فى بدايته وقال الحق (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ...(اى ماملكت من المجامعة اى من الزواج فهم العيال اولادك يعنى، فكل سياق ملكت ايمانكم تعنى الزوجة فسياق ايمانكم تعنى الجماع فافهم)...وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيات وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ - النور 58).
عن سمرة بن معبد رضى الله عنه ان النبى صلَّ الله عليه وسلم قال: "لا يغرنكم في سحوركم أذان بلال، ولا بياض الافق المستطيل، حتى يسطير" رواه احمد بن حنبل، مسلم، الترمذى، ابو داود، السيوطى، وأخرجه الامام الالبانى للسيوطى في صحيح الجامع الصغير وزيادته وقال حديث صحيح. عن طلق بن على رضى الله عنه أن النبى صلَّ الله عليه وسلم قال: "ليس الفجر بالابيض المستطيل في الافق، ولكنه الاحمر المعترض" رواه الامام احمد بن حنبل، وصححه الامام الحجة اللالبانى للسيوطى في صحيح الجامع الصغير وزيادته برقم5378، وفى السلسلة الصحيحة للالبانى برقم2002. عن بلال بن رباح رضى الله عنه أن النبى صلَّ الله عليه وسلم قال: "لا تؤذن حتى يستبين لك الفجر هكذا، ومد يديه عرضاً" رواه ابوداود، والسيوطى، وصححه الامام الحجة الالبانى للسيوطى في صحيح الجامع الصغير وزيادته برقم 7189، وفى صحيح ابوداود برقم545.
لتبيان وقت الفجر الصادق من الفجر الكاذب وقال عبد الرزاق : أخبرنا ابن جريج عن عطاء قال : سمعت ابن عباس يقول : هما فجران ، فأما الذي يسطع في السماء : فليس يُحِلّ ولا يحرِّم شيئاً ، ولكن الفجر الذي يستبين على رؤوس الجبال هو الذي يحرّم الشراب . ال عطاء : فأما إذا سطع سطوعاً في السماء - وسطوعه أن يذهب في السماء طولاً - : فإنه لا يحرم به شراب لصيام ولا صلاة ، ولا يفوت به حج ، ولكن إذا انتشر على رؤوس الجبال : حرم الشراب للصيَّام ، وفات الحج .
قال الحق ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ – البقرة 187 ) قَالَ عَدِىُّ بْنُ حَاتِمٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أَجْعَلُ تَحْتَ وِسَادَتِى عِقَالَيْنِ عِقَالاً أَبْيَضَ وَعِقَالاً أَسْوَدَ أَعْرِفُ اللَّيْلَ مِنَ النَّهَارِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم: إِنَّ وِسَادَتَكَ لَعَرِيضٌ إِنَّمَا هُوَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ. الخيط الابيض ضوء الصبح منفلق ... والخيط الاسود جنح الليل مكتوم.عن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن للصلاة أولا وآخرا وإن أول وقت صلاة الظهر حين تزول الشمس وآخر وقتها حين يدخل وقت العصر وإن أول وقت صلاة العصر حين يدخل وقتها وإن آخر وقتها حين تصفر الشمس وإن أول وقت المغرب حين تغرب الشمس وإن آخر وقتها حين يغيب الأفق وإن أول وقت العشاء الآخرة حين يغيب الأفق وإن آخر وقتها حين ينتصف الليل وإن أول وقت الفجر حين يطلع الفجر وإن آخر وقتها حين تطلع الشمس.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الفجر فجران: فجر يحرم الطعام وتحل فيه الصلاة، وفجر تحرم فيه الصلاة - أي: صلاة الصبح - ويحل فيه الطعام)). مَّا كان الفجر في اللغة مشتركًا بين الوقتين، وقد أطلق في بعض أحاديث الأوقات أن أول صلاة الصبح الفجر؛ بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم المرادَ به، وأنه هو الذي له عَلاقة ظاهرة واضحة، وهو الفجر الصادق، فقال فيما رواه الحاكم من حديث جابر ((الفجر فجران: فأما الفجر الذي يكون كذنب السرحان، فلا يحل الصلاة ويحل الطعام، وأما الذي يذهب مستطيلًا في الأفق، فإنه يحل الصلاة ويحرم الطعام)).وقال ابن قدامة رحمه الله : وجملته : أن وقت الصبح يدخل بطلوع الفجر الثاني إجماعاً ، وقد دلَّت عليه أخبار المواقيت ، وهو البياض المستطير المنتشر في الأفق ، ويسمَّى " الفجر الصادق " ؛ لأنَّه صدقك عن الصبح وبيَّنه لك ، والصبح ما جمع بياضاً وحمْرة ، ومنه سمِّي الرجل الذي في لونه بياض وحمرة : "أصبح".( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ – البقرة 187 ) فالخيط الأبيض هو ظهور الشعاع الأبيض فى السماء فى ناحية المشرق والخيط الأسود هو سواد الليل .
قال الله تعالى : (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ- البقرة/187 )، والليل في لغة العرب يبدأ من غروب الشمس . جاء في "القاموس المحيط" (1364) : "اللَّيْلُ : من مَغْرِبِ الشمسِ إلى طُلوعِ الفَجْرِ الصادِقِ أو الشمسِ" ا . وجاء في "لسان العرب" (11/607) : "اللَّيْلُ : عقيب النهار ، ومَبْدَؤُه من غروب الشمس". عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا ، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا ، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ). فقرن في هذا الحديث بين إقبال الليل من جهة المشرق وسقوط قرص الشمس خلف الأفق ، وهو أمر مشاهد ، فإن الظلمة تبدأ في جهة الشرق بمجرد أن يغيب ضوء الشمس خلف الأفق. ونقل البروجردي عن "صاحب الدعائم" قوله : "روينا عن أهل البيت - صلوات الله عليهم أجمعين - بإجماع فيما علمناه من الرواة عنهم ، أن دخول الليل الذي يحل الفطر للصائم هو غياب الشمس في أفق المغرب بلا حائل دونها يسترها من جبل أو حائط ، ولا غير ذلك ، فإن غاب القرص في الأفق فقد دخل الليل وحل الفطر" .قال الحق تبارك وتعالى (واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين – هود 114 ) وسياق زلفا من زلف وتعنى قروب وقت الليل وهى صلاة العشاء .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالله ماهر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست