+ مؤتمر باريس الاقتصادي ؟ هذه مقالة من حلقتين ، تحاول إستعراض خلفيات وتداعيات ومآلات مؤتمر باريس الاقتصادي ، الذي كثر الحديث عنه هذه الايام في الوسائط الاعلامية ، والذي يضع السودان كل بيضه في سلته ، مُبشراً بنتائج الاجتماع ، ومتمنياً وعداً وقمحاً وتمني من هذا المؤتمر المعجزة . نبدأ ونقول إنه في يوم الاثنين 17 مايو 2021 ، في باريس ، يعقد الرئيس الفرنسي ماكرون اجتماعاً لنادي باريس وبقية دائني السودان لمناقشة مساعدة السودان في معالجة ديونه ، التي تجاوزت حاجز ال 70 مليار دولار ، كما أكد الرئيس حمدوك ، وهو ادرى . كما سوف يناقش الاجتماع آليات تأهيل السودان إقتصادياً وإستثمارياً ، ودعمه سياسياً ولوجستياً، ليضمن إحتكار المكون المدني للسلطة الانتقالية خلال الفترة الانتقالية ، الامر الذي سوف يُسهل عملية العبور السلس السالم ً للتحول الديمقراطي الكامل ، والسلام العادل الشامل . كما نشرت صحيفة لو فيجارو الفرنسية ، سوف يركز الرئيس ماكرون على ان يستعيد السودان موقعه في اتفاقية كوتونو الخاصة بعون الاتحاد الاوروبي لمجموعة الدول الافريقية – الكاريبية – الباسفيكية ، حتى يستطيع الاستفادة بشكل فوري من المنح والهبات والاستثمارات التي يقدمها الاتحاد الاوروبي بقيادة فرنسا لهذه الدول ، والتي حرم السودان نفسه منها ، عُلواً وإستكباراً ؟ في هذا السياق ، في يوم الخميس 18 مارس 2021 ، قدّم المهندس خالد عمر وزير شؤون مجلس الوزراء، دعوة لدولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في مؤتمر باريس ، رغم إن الامارات ليست عضواً في نادي باريس ، الدائن الرئيسي للسودان ، باكثر من 60 مليار دولار. من المقرر ان يخاطب الرئيس البرهان والرئيس حمدوك المؤتمر إفتراضيا اي سبريانياً بسبب جائحة الكوفيد التاسع عشر . صرح الرئيس ماكرون إنه دعا الرئيس بايدن للمشاركة في المؤتمر ، الأمر الذي يؤكد بالغ اهمية المؤتمر لتأهيل الاقتصاد السوداني وشطب ديونه . في اليوم التالي مباشرة لمؤتمر السودان ، وفي يوم الثلاثاء 18 مايو 2021 ، في باريس ، يشارك السودان ايضاً في القمة الدولية لتمويل الاقتصادات الافريقية ، التي دعا لها الرئيس ماكرون ، بغرض إيجاد مصادر تمويل جديدة للدول الافريقية ، ومن بينها السودان ، التي تضررت من تداعيات أزمة كوفيد التاسع عشر . دعنا نحدد اولاً ديون السودان : حجمها ومن هم الدائنون الرئيسيون ، وما هي شروطهم لشطب أو إعفاء أجزاء من ديونهم على السودان . ولاحقاً كيفية معالجتها بل شطبها بالإستيكة الدولية . كما سوف نستعرض آليات إستقطاب الدعم المالي والاستثماري لتأهيل السودان إقتصادياً ، وخروجه من فتيل الضائقة المعيشية الحالية ، وتقصير ظلال صفوف الخبز والمحروقات والمواصلات ، وإيجاد حلول دائمة ومُستدامة لمشكلة تطاول إنقطاع الكهرباء هذه الايام . + ديون السودان ؟ اكد الرئيس حمدوك ان مديونية السودان الدولارية الخارجية تجاوزت حاجز ال 70 مليار دولار . يحتكر نادي باريس اكثر من 60 مليار دولار من هذه المديونية . نادي باريس (بالفرنسية: Club de Paris) هو مجموعة غير رسمية مكونة من 19 دولة تعد من اغنى الدول الصناعية . الأعضاء الدائمون في النادي هم : أستراليا، النمسا، بلجيكا، كندا، الدنمارك، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، أيرلندا، إيطاليا، كوريا الجنوبية، اليابان، هولندا، النرويج، روسيا، إسبانيا، السويد، سويسرا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة. باقي مديونية السودان ، وهي حوالي 10 مليار دولار تخص دائنين خارج نادي باريس ، ومنهم مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ، بنك التنمية الافريقي ، وعدة دول ومؤوسسات مالية دولية اخرى . + بارقة امل في الظلام ؟ من المفترض ان يتم تقييم صندوق النقد الدولي لاداء السودان الاقتصادي ، قبل مؤتمر باريس في مايو 2021 ، خصوصاً : • بعد تحرير السودان لسعر الصرف ، الذي صار يساوي سعر الصرف في السوق الاسود الموازي اي 380 جنيه للدولار، وكان الصندوق يأمل ان يتم التحرير في حدود 180 جنيه للدولار، فدبلها لهم السودان وزاد كيل بعير ، كيتن في المرقوت ، وعشان تاني . • وبعد رفع الدعم عن السلع والخدمات . في هذا السياق ، اثنى الدكتور كاميرون هدسون ، رئيس مركز افريقيا ، في المجلس الاطلنطي الامريكي ، الذي يستنير البيت الابيض ببحوثه وتوصياته ، ومن ثم اهميته ... أثنى دكتور كاميرون هدسون على الدكتور جبريل ابراهيم ، وزير المالية ، لشفافيته ومصداقيته على منهج ان الرائد لا يكذب اهله ، بل ينورهم بالواضح الفاضح كما حذر تشرشل مواطنيه في زمن غابر، بانه ليس عنده ما يقدمه لهم غير العرق والدموع والدم ، فتكاتفوا معه وخلفه ، ودحروا الغزو النازي . لم يذهب الدكتور جبريل بعيداً كما ذهب تشرشل ، وانما دعا مواطنيه ، بعد شرح مُبسط لما قُام به من قرارات حول توحيد سعر الصرف ، الى شعاره الذي اطلقه ، وهرول خلفه مواطنوه . قال : #بالإصلاح_بنمشي_صاح #حول_قروشك_بالبنك وافق المواطنون ان يشيلوا الشيلة مع دكتور جبريل ، بعد ان نورهم ، وكان صادقاً وشفافاً معهم ، وحولوا ملايين الدولارات بالبنوك في ايام معدودة . في يوم الاربعاء 10 مارس 2021 ، كتب الدكتور كاميرن هدسون في صفحته في تويتر داعياً بقية الوزراء ليسيروا على منهج دكتور جبريل ، فيكسبوا مواطنيهم . قال صديقكم كاميرون هدسون ونصاً : Sudan's Finance Ministry has been the absolute best in explaining the logic behind the often painful economic reforms they have undertaken. Other ministries should consider similar steps. People have to understand what is being done and why its important.
اشادت الوسائط الإعلامية والراي العام بموقف الدكتور جبريل ابراهيم الوطني ، كما يوضح الفيديو على الرابط ادناه : https://www.youtube.com/watch؟v=yUIVz19Q1CIhttps://www.youtube.com/watch؟v=yUIVz19Q1CI
نرجع لصندوق النقد الدولي فالعود أحمد . إذا كان تقييم صندوق النقد الدولي موجباً بالنسبة لأداء السودان الإقتصادي ، فسوف : + توافق امريكا على قرض تجسيري للسودان بدفع دين البنك الدولي نيابة عن السودان ، بقيمة مليار و230 مليون دولار ... اي تحويل الدين من البنك الدولي الى امريكا ، ليستفيد السودان من قروض ومنح البنك الدولي . + توافق فرنسا على دفع دين البنك الافريقي للتنمية على السودان بقيمة 370 مليون دولار . + كما سوف يتم دفع مليار و400 مليون دولار دين صندوق النقد الدولي على السودان . ذكرنا اعلاه بان الرئيس ماكرون سوف يعمل على إستفادة السودان من التسهيلات المصرفية والمنح والاستثمارات المتوفرة في اتفاقية كوتونو الخاصة بعون الاتحاد الاوروبي لمجموعة الدول الافريقية – الكاريبية – الباسفيكية . ولكن ماهي هذه الاتفاقية يا حبيب ؟ + اتفاقية كوتونو الخاصة بعون الاتحاد الاوروبي لمجموعة الدول الافريقية – الكاريبية – الباسفيكية؟ رفض نظام الاخونجية الانقاذي المصادقة على اتفاقية كوتونو الخاصة بعون الاتحاد الاوروبي لمجموعة الدول الافريقية – الكاريبية - الباسفيكية ... والسودان عضو فيها ... لأن مادتها الحادية عشر تنص على المصادقة على قانون روما الخاص بمحكمة الجنايات الدولية. رغم ان السودان من ضمن هذه المجموعة ، فقد خسر المنح المجانية التي يقدمها الاتحاد الاوروبي لمجموعة هذه الدولة ، والتي تتجاوز 420 مليون ايرو في السنة ... منذ عام 2009 سنة صدور امر القبض ضد الهالك البشير وحتى تاريخه... اي اكثر من 5 مليار ايرو ... ومستقبلاً كذلك . سوف يستمر إستثناء حكومة السودان من مجموعة الدول الافريقية – الكاريبية - الباسفيكية المذكور اعلاه ، ولن يستفيد من منح الاتحاد الاوروبي السنوية في اطار اتفاقية كوتونو، ما دام يصر على عدم المصادقة على قانون محكمة الجنايات الدولية . قلتم آنى هذا ؟ قل هو من عند حميتي والبرهان ، كما سوف نفصل في الحلقة الثانية من المقال ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ثروت قاسم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست