كان يطارد ذلك الكارو الذى يحمل الميكروفون! تدرج من فواصل الحفلات! مازال الليل طفل يحبو! فى كل الساحات والدورات حضورا! حتى اذا كان الماء مقطوعا! فهو لديه حجارة وبطارية! لم تسعفه مؤهلاته ولاموهبته ! احتضنه الحزب الشمولى فى البوابة غفير! ثم صار يوزع الملصقات على الأعمدة! بدأ يسمى نفسه اعلامى الوحدة الأساسية! وجد نافذة فى الدورة المدرسية! جاء الديكتاتور فى زيارة جماهيرية! يحمل العصا والتعويذة! لوح للجماهير وأعلن عن تبرع وهمى! قامت المحلية بذبح ثور من الجزارة! قفز الديكتاتور فوقه ثم اعادوه! قدموا فواتير الضيافة وبها الثور المسترد! لم يتبقى سوى أثر الدم ! أوفى الديكتاتور بتعيينات المركز! كان نصيبه بواب على الصحيفة! سريعا أضاف إليها مهمة جديدة! فى الوشاية بالزملاء ونقل النميمة! ودليل المطاعم الجيدة للسهرة! وبعض المشروبات! ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان! لابد أن يمر بمرحلة عبد المامور! وعضو لجنة رقابة المأمور! رقى نفسه إلى قسم الاعلان! ثم قسم الحوادث! ثم كتب عمود بلا أغطية! ثم قفل على رئاسة التحرير! لن توقفه الشهادة فهو موحد ! جلس على كرسي رئيس التحرير! وأن جاء مفتش القطر يقول مدير التحرير! يلعب بكل الصفحات ! صار يسود صفحة المقدمة والمؤخرة! وصل إلى مؤتمرات الديكتاتور! وطائرة الديكتاتور! لم يعد يذكر القطر قام! ودفتر أشعار الجرورة عند البقال! صار يلقى أسئلة فى سلة المهملات! صار من رواد فطور الجمعة! وخدار الجمعة زايد لمعة! يصلى خلف الديكتاتور بوضوء الدم! صار مسئول الترفيه عن الديكتاتور! يحلل الشارع ويخلل الصحف! يملك قرون استشعار! ومعه زرقاء اليمامة! صاحبة المقعد الثابت! وإعلان المصالح بالصوت الرخيم ! فى زمن الشمول والحرية والانتقالية والأوقات الرمادية! تغطى عقلها زمانا وترسله تارة بلا أفكار! وتبقى الشهادة بلا مبادئ! سوى مبادئ العيش والرغيف ! والبيت فى الضاحية يناطح السحاب! تهز كتفيها على أغانى الغير! وصاحب الأغنية لا يجد قوت يومه! اعلام الوحدة الأساسية ! وخبرات ملصقات الأعمدة! يدور فى كل الفصول بلا شهادة اساس! يملأ الشاشات ومقدمة ومؤخرة الصحف! يسبب تلوث سمعى ! وتلوث بصرى! يريد ان يعيش! كما سارى الليل! يقضى على الأخضر واليابس! يقطع طريق الوطن للتحرر! لاتنفع معه كل المبيدات! هو باقى وان ذهب الجميع! له سلف صاروا أباطرة ! بنفس المؤهلات! وعبر عدة دورات عامة بلا اشتراطات صحية! وخلال الثورات! والانقلابات والانتخابات! هى الدنيا تعرف الوصول عبر مكعبات الثلج! وفرش البروش! ولبس البروش! وتركيب الرموش! ولبس الوشوش ! والصلاة من غير وضوء! وتبقى الملاية! وحكم تجارة الدين! وعضو كل اللجان صاحب الأسئلة السائلة ! والتحليل المخلل ! خاض كل التجارب المسموعة والمرئية والورقية !! لايحبذ الالكترونية!! @ تأخير المجلس التشريعى =هروب من الرقابة وبداية عودة الشمول الانتقالى!!! الأمين مصطفى
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة