في التأريخ وفي الدين ،وفي الميثيولوجيا ، وفي حكاوينا الشعبية ، بل وفي قصصنا ورواياتنا وأدبنا وشعرنا ..هناك العديد من ذكر (بنات حواء) ، أخواتنا في السلالة البشرية والرضاع ، وبنات أوخريات لم تلدهن أمنا حواء ، ولكنهن موجودات في حياتنا ومؤثرات في سلوكنا واتجاهاتنا ، انهن : بنات أوي...وبنات ابليس الساحرات...وبنات أفكارنا الرائعات... وهناك ( بنات الخرطوم) المتبرجات ، الخارجات عن العرف والتقاليد واحيانا الاخلاق كما تحكي وتروي في قصصها الكاتبة السودانية ( سارة منصور). أيضا، هناك ( بنات جعل) وهي مجموعة قصصية قصيرة لكاتب هذا المقال..وهن نساء متجهمات ومتحفزات ويتفوقن علي ( بنات الموردة) و( بنات الديوم ) في تأديب المتفلتين من ( أبناء أدم) عند الضرورة وأكثرهن بائرات. ولكن أخطر البنات وأكثرهن رقة ومودة هن ( بنات أبليس) الحسنوات...بطلات أحلامنا ، اردنا او أبينا، في المراهقة المتقدمة والمتأخرة...هن نساء المتعة التي يجب ألا نخجل منها ، فالمراهقة مرحلة فارقة من مراحل النمو ، ومعظم مشاكلنا التي يفرغها اللاوعي لاحقا من سلوكيات هي من تعقيدات هذه المرحلة ، والجنس أخطرها...فقد أثبتت الدراسات النفسية والفيسولوجية أهمية زيارة ( بنات ابليس) للمراهقين لتفربغ تلك الشحنات والكبت الجنسي ( مجانا) ودون الشعور بالذنب واهدار الصحة والمال في الأماكن المشبوهة. وفي ذلك تحكي قصة ذلك العجوز الذي تعدي الثمانين وكان يشتكي من حرقان البول..وقد نصحه الطبيب بالتوقف عن الممارسة لوجود عدوي بكتيرية...فقال العجوز انه متوقف عن ذلك منذ وفات زوجته قبل عشر سنوات...ولكن هذه العدوي تكون قد جاءته من الملعونة( بنت ابليس) التي تزوره في الشهر مرة ومرتين !!@ وتبقي في الكيس ( بنات أوي) الجزء الأول من عنوان المقال..وهو في ذات الوقت عنوان لقصة شهيرة للكاتب التشيكي ( فرانز كافكا). القصة تحكي عن مسافر أوروبي في الصحراء العربية يقوده دليل ومرشد عربي..وحل عليهما الليل فأقتربت منهما( بنات أوي) المتوحشات وتطلب من المسافر الاروبي الخلاص من العرب وتقدم له مقص حياكة صديء وتطلب كبراهم أن يجز أعناقهم. ويشك بعض نقاد المسرح أن تكون القصة من أعمال رائد مسرح العبث فقد نشرت في مجلة يهودية دون تحقيق...وليس ذلك مقصدنا من القصة...وأنما الرمزية التي تحملها ووجود ( بنات أوي) تماما كوجود ( أبن اوي) في القصص العربية والبيئات العربية...فابن أوي من عائلة(الذئاب) ومشهور بسرقة الدجاج ليلا من المزارع. ورغم ذلك نحب بنات اوي ونمجد اولادها الذئاب..ونصف الرجل الشجاع المقدام بانه (ذئب) ونحن نعرف انه سارق الدجاج من اوكارها.. تري...بعد هذا القصير ...أي ( البنات) كن أكثر لطفا وتوافقا مع مزاجك ؟ قل ولا تخجل حتي ولو كن من( بنات أوي) المتوحشات. د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
د.فراج الشيخ الفزاري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست