بعد مقتل رئيسها .. تشاد تواجه خطر الصوملة بقلم:اسماعيل عبد الله

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 04:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-20-2021, 10:59 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بعد مقتل رئيسها .. تشاد تواجه خطر الصوملة بقلم:اسماعيل عبد الله

    10:59 PM April, 20 2021

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-الامارات
    مكتبتى
    رابط مختصر





    جمهورية تشاد تواجه امتحان عظيم بعد مقتل رئيسها يوم أمس، هذه الدولة التي تتوسط القارة الأفريقية
    تتمتع بتنوع ديموغرافي وجغرافي فريد، بعد الاستقلال عاشت فترات من الحكم الوطني غير المستقر، وتكاد تكون اطول فترة شهدت فيها استقراراً سياسياً نسبياً هي حقبة المرحوم ادريس ديبي اتنو، برغم القبضة الحديدية المصحوبة بمسوحات الحاضن القبلي، وشبهات الفساد التي طالت
    الراحل بخصوص الثروة الوطنية البترولية، تلك الملفات التي لا يعرف سر ايراداتها المالية الا الدائرة الضيقة من بطانة الراحل، برغم كل هذا الا أن السواد الأعظم من الشعب التشادي يرى في ادريس ديبي، ذلك الرجل الذي استطاع أن يحفظ توازن هذه الفسيفساء المعقدة من التداخلات
    والتشعبات الاثنية والقبلية، هذا مع الوضع في الاعتبار الصحوة الشبابية وارتفاع نسبة الوعي السياسي، لدى الأجيال المعاصرة الباحثة عن التجديد والديمقراطية والحكم المدني الرشيد، الذي يتم فيه تداول السلطة سلمياً بعيداً عن البندقية، التي اصبحت الوسيلة الوحيدة للوصول
    للكرسي عبر جميع الحقب من تاريخ تشاد الحديث، لكل ما سبق ذكره يرى المراقبون للشأن التشادي أن الوقت ما زال باكراً لدخول الجمهورية في أتون صراعات تعيد البلاد لتلك السنوات الكالحات من سنين الحرب الأهلية.

    القبيلة لعبت دوراً كبيراً في حمل الطامحين للحكم الى القصر الرئاسي في انجمينا، طيلة اعوام
    الصراع حول السلطة بين المكونات الفاعلة في الحقل السياسي، واصبح شبه المستحيل أن تقرأ المشهد العام في تشاد دون أن تستصحب معك هذا العامل الرئيس، ويعزي بعض سكان انجمينا ضمور قبضة ديبي على مقاليد الأمور لابتعاده عن حاضنه القبلي وتعامله المتعسف مع بني قبيله المعارضين
    لسياساته، وربما هذا هو السند التبريري لأصحاب الرأي المرجح لسيناريو اغتيال الرئيس بطلق غادر خرج من فوهة مسدس احد حراسه المقربين، يرى اصحاب هذا الأتجاه أن المرحوم في آخر أيامه احتاط كثيراً من ذوي قرباه الطامعين في مقعد الرجل الأول، ومن هذه الأسانيد قيامه بتصفية
    كامل اسرة المرشح المنافس له في هذه الدورة الرئاسية التي لم يقدر الله أن يقضي منها يوماً واحداً، ذلك المرشح تربطه به آصرة الرحم، فكل الدلائل تشير الى أن السياج الفولاذي الأمني الذي كان يؤطر الراحل نفسه داخله قد اختل بسبب هذه التحولات الكبرى في ابعاده لبعض افراد
    عشيرته، وكما تحدثنا سير واخبار النهايات السريعة والخاطفة للدكتاتوريات أن الانهيار يبدأ أحد الأعمدة الرئيسية للبنيان الذي يستند عليه الدكتاتور بالحياد أو الانحياز للشعب، حدث هذا مع صدام حسين والقذافي والبشير.

    المعارضة التشادية المسلحة لم تغادر محطة ما كان قبلها من المعارضات السابقة، ما زالت تعول
    على تغيير النظام بذات طريقة حبري وديبي، دخول العاصمة من تخوم الحدود الليبية اوالسودانية واقتحامها وطرد او خلع الرئيس القائم، ولم تأخذ في الحسبان آليات الثورة الناعمة المنطلقة من منصات التواصل الاجتماعي، والمتابع لتحركات قادة هذه المعارضة الحاملة للسلاح يلحظ
    عظم مساحات التباعد الاجتماعي بينها وبين الناشطين الفاعلين عبر الميديا الحديثة، وهذا بحد ذاته يدل على قصور في التواصل مع الطبقة المثقفة وعدم تقدير واحترام الطفرة الاعلامية لتكنلوجيا العصر، ففي عهد الرئيس الراحل زاد تعداد حملة الدرجات العلمية والاكاديمين والمهتمين
    والناشطين، مقارنة بالعهود الماضية المعتمدة فقط على الكلاشنكوف واللاندكروزر، وهنا يكمن فشل المعارضين في اسقاط ادريس عدة مرات لعدم اكتراثهم لآليات النضال المدني، فضلاً عن سيطرة الاستقطاب القبلي على سلوك قادة الاجسام الساعية لأسقاط النظام، فقد سبق وأن وصلت جيوش
    القائد محمد نور لعمق العاصمة لكنها اخفقت في انهاء حكم ديبي، للخلاف الذي دب بين قادة الفصائل المسلحة حول مقعد الرجل الأول.

    الجنوب التشادي صمت دهراً ولم ينبس ببنت شفة وظل يقبل بفتات الوظائف السيادية العليا، وذلك
    لحكمة الطبقة المستنيرة به ولأنها نالت حظاً أوفراً من السبق الأكاديمي ابّان وجود المستعمر الفرنسي، لكن يُخشى أن تختتم صمتها هذا بنطق كلمة الكفر بوحدة الدولة وربما سعت للأنفصال، بدافع البحث عن الحقوق والاستنفاع بما تنتجه ارض الجنوب من نفيس المعدن والثمر والزرع
    والضرع، فلا يظن صفوة ساسة الشمال أن الصمت الجنوبي يعني الرضا بالاستتباع أو مباركة الانقياد لطموح حكام الشمال الوارثين لسلطان الدولة منذ اكثر من اربعة عقود، وللجنوب خصوصيته الموغلة في الافريقانية والمسيحية والفرانكفونية والمتململة من توغل الاسلاموعروبية والعربفونية
    بمحاولاتها الدائمة لطمس هذه الهوية الجنوبية ذات الخصوصية، هذا المارد الجنوبي سوف يصحو من سباته بعد التطورات المباغتة التي حدثت صباح يوم أمس، فتشاد مثلها مثل غيرها من الدول الافريقية المتميزة بالتنوع الثقافي واللغوي، وبعد الانتشار الواسع لتقنية الربط الاجتماعي
    أخذ الجميع يتحسس موطيء قدمه، وصار من العسير لجم تطلعات الاجيال المعاصرة الواعية والمدركة لحقوقها المدنية، ولا يساور المراقب للشأن التشادي ادنى شك في أن الفشل في ايجاد صيغة للوفاق الوطني بعد التغيير، ستكون نتيجته الصوملة.


    اسماعيل عبد الله

    [email protected]

    21 ابريل 2021























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de