انتهت اجتماعات سرية مكثفة قبل ايام بين اليساريين واليمينيين والحركات المسلحة والجيش، حيث تقرر انشاء ثلاثة احزاب كبيرة مهيمنة، تتوفر لها المال والإعلام والسلطة بحيث يصعب على أي مجموعات اخرى إنشاء احزاب منافسة، بل وستتعرض للإفقار والهجوم المباشر عليها. الحزب الاول: يجمع كل احزاب اليسار. الحزب الثاني: يجمع الاحزاب الدينية بمافيهم الحركة الإسلامية. الحزب الثالث: للحركات الموقعة على جوبا. هذا القرار المتفق عليه، يعني ضمنياً، قهر وقمع اي شخص لا يختار أياً من الأحزاب الثلاث للانضمام لها. وسيمنع تشكيل اي احزاب جديدة، وسيقمع أي صوت مستقل، وبالتالي فنحن امام نسق جديد للدكتاتورية. ورغم ذلك فهذا النسق قد يستمر لسنتين او ثلاثة قبل ان يتبدد لعدة اسباب منها، أن كل هذه القوى لديها حماية خارجية. وبالتالي فهي محكومة باستقرار العلاقات بين الدول المانحة والحامية. فضلا عن أن السايكولوجية السودانية سايكولوجية صعبة، فالصراع حول الولائم والخرفان المحشية بالأرز والمكسرات، مع الأنانية وحب الاستحواذ سيمنعان استمرار هذا النسق التحالفي الهش. بالإضافة إلى هذا، فحتى داخل كل حزب سينشأ صراع للاستحواذ على المناصب القيادية. ما يهمني في هذا كله، هو انه لا توجد اي رؤية مخلصة وأمينة على حقوق الآخرين، فالكل يفتح فمه ليأكل لوحده. لقد قلت من قبل بأن زمن أن تشبع قلة قليلة وتترك باقي الشعب جائع قد انتهى، فإما ان يشبع كل الشعب او يجوع كله. وأعتقد أن هذا القرار سيمنحنا ويمنح أي مواطن أو مجموعة إثنية شرعية حمل السلاح، عندما نكون مهددين في حقوقنا ومصالحنا كمواطنين. إنني احذر من كل هذا التهافت الذي يحصل اليوم، فنتيجته واحده وهو ان نتحول إلى صومال آخر..وهذا اكثر سهولة في السودان من الصومال، فالمساحات شاسعة وهناك سبعة دول محيطة بنا، لديها مصالحها الخاصة. وهناك قوى دولية لديها أفانينها لتكون ممولاً جيداً لأي عمل مسلح جاد ولديه مشروع نظري قابل للطرح. واخيراً..يضع سره في اضعف خلقه..الا هل بلغت اللهم فاشهد..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة