لم يقنع فيما يبدو حمدوك بفشله الداخلي وعلى كل الأصعدة ، حتى بادر بغير روية لتصدير فشله للخارج . فها هو يعود من أثيوبيا يجر الفشل وخيبة الأمل في صنع سلام للجارة الشقيقة فشل هو حتى اللحظة في غرس جذوره في بلده . لا أدري منة الذي نصحه بإتخاذ هذه الخطوة التي تحمل في طياتها عوامل فشلها ، فالجو لم يكن أبدا مهيأ للتوسط بين التقراي والحكومة الأثيوبية ، ولا أعرف كيف أن وزير خارجيته المكلف – المولع بالتطبيع مع إسرائيل – لم ينصحه بعدم الولوج لبحر لا يزال مضطربا . وهذا الفريق الأمني الذي رافقه لماذا لم يقدم له النصيحة بعدم السفر والتوسط في أمر لا يرغب فيه الطرف الأساسي في المسألة . في تحليل للخبر قال أحد المحللين أن الدكتور حمدوك رغب في تحقيق انتصار جارجي ربما يعوض التدهور المريع في شعبيته في الداخل ، ولو صدق هذا التحليل يكون الدكتور حمدوك قد اضاف فشلا غلى فشل ولم يحصد سوى المزيد من فقدان شعبيته في الداخل والخارج . مما يعب له المرء أن يعمل د. حمدوك على حلحلة مشاكل الآخرين وبيته مثل بمشاكل أخطر مما ذهب اليه عند الآخرين ، وكأنه أراد أن يؤكد أن باب التجار فعلا مخلع . من جهة أخرى تكلمت بعض التقارير عن أن من أسباب عدم قبول ابي أبي أحمد لوساطة حمدوك هو ما قامت به القوات المسلحة مؤخرا من مناورات مشتركة مع القوات المصرية ، والجميع يعلم التهديد المصري بضرب سد النهضة اذا اضطرت مصر لذلك ، وكم لوح الإعلام المصري بهذا العمل العسكري وحرض السلطة في بلده على القيام بعمل عسكري ضد السد في حال فشل المفاوضات حوله والمتعثرة حتى هذه اللحظة . لعل القيام بهذه المناورات قد قدم رسالة سالبة عن موقف السودان وانحيازه للجانب المصري ، ويقدم لنا دليلا آخر على عدم التنسيق بين الفرقاء الحاكمين في الخرطوم . وكان على الحكومة السودانية ازالة المخاوف الاثيوبية حول هذه المناورات وتوضيح الهدف منها ، وانها ليست موجهة ضد أحد . لكن نقول لمن ؟ وما هي حقيقة الأهداف منها ، غير ما فهمته أثيوبيا من أنها هي المقصوده بها ، خاصة بعد كلام ترامب الأخير حول احتمال توجيه مصر ضربة عسكرية للسد ، الأمر الذي احتجت عليه حكومة أبي لأحمد بشدة . الحقيقة التي تبدو سافرة أن السودان بدأ يفقد دوره الاقليمي كما فقد دوره الدولي ، بسبب انصياعه الكامل لمحاور أجنبية لا لشيء الا لضعف الحكومة الحالية بشقيها المدني والعسكري . ولطالما هناك مدنيون غير مؤهلين للحكم وعساكر خائفون من المحاسبة فلا أمل في اي نجاح للحكومة الحالية ، وعلى الشعب أن يعي ان دوره هو اسقاط هذه الحكومة بشقيها المدني والعسكري والعمل على كنس الساحة السياسية منهم تمهيدا للانتخابات المقبلة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة