كلنا نعلم ان السودان كانت مستعمرة بريطانية بمعاونة موظفين من مصر والشام والمغرب العربي عندما خرج المستعمر لم يتم طرد العرب الذين كانوا يشغلون وظيفة الدرجة الثانية فان الضرر من هولاء كان اكبر من المستعمر لانهم صاغوا مشروع الدولة برؤية المغترب لان موظفي السودنة من السودانين كانت قدراتهم متواضعة وهم كتبة ومساحين وعمال بريد ومعلمين اعتمدوا علي المغتربين لبناء مشروع الدولة الفاشلة لان المغتربين ليس من مصلحتهم بناء الرؤية الوطنية. وفوق ذلك عمل اكثرهم عملاء لدولهم بالوراثة واحتفظوا بجنسياتهم وهم يشغلون ارفع المناصب القيادية في الدولة .منها قيادة اجهزة المخابرات ورؤساء الاجهزة الامنية والجنسية والهجرة حيث تم بيع الجنسية السودانية للاغريق ولكل من كان ينوي الهجرة الي امريكا لان السوداني كان يسمح له دخول امريكا بفيزة في المطارات الامريكية والاقامة فيها بدون قيود . وهؤلاء الاجانب ما كانوا في حاجة الي اخفاء هويتهم الا متاخرا . ويظهرون بهويتهم الحقيقية مثل أبناء طلعت فريد يكتبون في شهادات الميلاد تركي عثماني بدل القبيلة ،وابناء زروق بالقبائل في مورتانيا .و الشاهد ان السودانيين مهما تورطوا في علاقتهم السياسية مع مصر او غيرها من الدول لم يذهبون الي حد تفضيل مصالح دولة اخري علي السودان مثال ذلك ازهري وميرغني حمزة الذي صاغوا مشروع حزب الاتحادي في منزل محمد نجيب١٩٥٢. ولكنهم وقفوا فعلا أمام الطموحات المصرية في السودان بالرغم من قيادتهم الحزب الاتحادي الذي لم يدين احتلال حلايب حتي الان . مثلما حدث في مفاوضات سد العالي اصر ميرغني حمزة علي تعويضات تزيد مائة مليون دولار وثلث حصة مياه النيل مارسوا ضده الارهاب وبل حاولوا قتله ويترك الامر لطلعت فريد ليقرر الخيار لعبدالناصر لتحديد مبلغ التعويض وحصة مصر في مياه النيل تلك الاتفاقية التي انتهت بكارثة تعيشها السودان للابد . فان هولاء الاجانب المغتربين اختلطوا بالموظفين الجدد الذين شغلوا الوظائف العليا مكان الانجليز وانتجوا جيلا بهويات مزدوجة وتوارثوا في الوظائف وكونوا طبقة ارستقراطية تحتمي بقوة الدولة والحماية المصرية مقابل التنازلات المذلة علي حساب الوطن للاستمرار في السلطة .وفرضوا هويتهم العربية واقنعوا القادة الجدد بجدواها وتعمدوا في تغيب الهوية الوطنية وعملوا علي تحضير صراعات الماضي لتوسيع الخلاف بين السودانين لعلمهم باسلوب المستعمر في الجدوي من مبدأ فرق تسد .وهم الذين صاغوا مشروع الدولة الفاشلة هو معني كل الشعوب السودانية تجأر بالشكوي للظلم لا احد يعرف من الذي ظلم كل السودان ،وهولاء ابنائهم مازالوا هم الذين يقودون مشروع الدولة واخيرا تم ترويض بعض قيادات حزب الأمة للانضمام لهذا المشروع الفاشل حتي غدت مريم المهدي اكثر اتحاديا من الاتحادين انفسهم عندما ادرك والدهم ان السودان مستعمرة مصرية من يريد ان يحكم لابد ان يسبح بحمدهم. ولكن بمرور الزمن دفعوا بعض ابناء الشمال من هذه الطبقة و ربط مشروعهم بالشمال بسبب قيادات السودانية وتعمدوا الممارسة العنصرية علنا باسم الشمالين ليحتموا خلفهم .من منا لا يعلم انهم لم يطلبوا انارة لمبة واحد من كهرباء سد العالي لاهل الشمال من الكهرباء الذي تنتج من بلادهم هو معني ليس لاهل الشمال شان في مشروع الدولة وان تم توظيفهم سياسيا لحماية هذا المشروع الفاشل . ولذلك قيام كيان الشمال بداية جيدة للتخلص من هذه الطبقة الارستقراطية ولكن الخطورة ان يتم تبنيهم لهذا المشروع لاجهاضه. لان بقيام كيان الشمال يتم التفاهم بين السودانين بالقطع لا يختلفون كثيرا في مشروع الوطني في عظمه. لان المشكلة السودانية اليوم انتهت الي الصراعات العرقية التي انتجت الحروب وقادت الي فصل الجنوب وهذه الصراعات لايمكن ان تعالج بصناعة الاتفاقيات مع الحكومة لان المؤسسات الحكومية تمثل الطبقة الارستقراطية الحاكمة فقط ،ولم تصلح ان تكون طرفا في النزاع .ولم يحدث للشمالين ان حكموا السودان الا عبر المؤتمر الوطني ولكن عبر مؤسسات لتلك الطبقة الارستقراطية بالفهم نفسه بانهم ابناء البلد . بالرغم من فشل الشمالين وفظاعة الجرائم التي ارتكبوها بحق اهل الهامش .ولكنهم لم يترددوا يوما الوقوف بجانب المصالح السودانية حتي في ظل الازمات التي عاشوها ، منها موقفهم من سد النهضة وسد العالي الوقوف امام الاملاءات المصرية ،التي ادت الي انهيار حكوماتهم بسبب مؤامرة التي قادتها المخابرات المصرية بتحريض بعض الاطراف في الحكومة بدعوة محاولة البشير بتسليم السلطة لاهل الهامش عندما تمت تشكيل حكومة البشير الاخيرة. وبدأوا في صناعة الازمات التي قادت الي الثورة . وتمت أعادة إنتاج النظام بوجوه جديدة اعادوا البلاد الي الحضن المصري . وبقيام كيان الشمال يتم التفاهم بين القوميات للوصول الي المشروع الوطني ولكن محاولة الكيان استقواء بالشرق او شمال كردفان لا يضيف في الامر الا خلطا لان لهذه القوميات لهم قضاياهم تختلف من اهل الشمال.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة