اواصل الكتابه عن اولادنا فى الغربه وهى حصيلة اب قضى 18 عاما (تقريبا) فى امريكا ويريد للاخرين ان ينتبهوا لنتائج تربية اولادهم فى مجتمع مختلف تماما عن مجتمعهم فى كل شيء تقريبا ...ونحن عندما حضرنا لامريكا لم نجد امامنا تجارب حيه لاسر ربت اطفالها فى هذا البلد لذلك لم نستفد من تجارب من سبقونا لانه فى الزمن القديم لم يكن المواطن يضطر ان يهاجر من وطنه واتذكر اننى ذهبت فى اجازه فى السبعينات لأثينا وقابلنا بعض السودانيين فى اثينا وطلبوا منا ان ندخل عالم الغربه والعمل متوفر فرفضنا وفعلا عملنا فى الاجازه وغادرنا عائدين للوطن الذى افتقدناه كثيرا فى اجازه لمدة شهر فقد كان الوطن جميلا وحنيناً وكان من يخرج من الوطن هم المبعوثين وكان المبعوث يقضى سنينه فى الخارج ويعود مشتاقا للوطن ولا يفكر مجرد تفكير فى الاغتراب وهو لا يضطر لجلب اسرته معه لذلك نحن عندما هاجرنا فى ٨٩ لم نجد امامنا تجارب فجربنا بانفسنا وقيل فى المثل (الشقى البجرب فى نفسه) واحمد الله ان الخسائر لم تكن فادحه وبعد ان استبنت مقدار الخطأ الذى ارتكبناه بجلب اولادنا وتربيتهم هنا ومن تجربتى وتجارب الآخرين اسرعت بنقلهم للسودان ومحاولة اعادة تكوينهم لغة ودينا وعادات وتقاليد وكان الخيار الآخر ان اتركهم يستمرون هنا وبعدها ساصدم بنتائج التغيير وبعض الذين حاولوا الرجوع باولادهم للسودان فشلوا بعد ان شب الاولاد فى الغربه ففى حالات تمنعت الزوجه وواصلت الاقامه فى امريكا وفى حالات اخرى رفض الاولاد الذهاب مع ابيهم للسودان وقد حكى لى احد الاخوان ان له صديق عاش باولاده زمن فى امريكا وعندما اراد ان يذهب بهم للسودان رفضت الزوجه واستقرت باولادها فى امريكا فطلقها وذهب الرجل للسودان وبعد فتره اشتاق لاولاده وحاول الاتصال بهم فرفضت الزوجه ووسط صديقى وتمكن من الاتصال بأولاده وعندما حاول مره اخرى كانت المراه قد رحلت بالاولاد لجهه غير معروفه وقطعت التلفون ولم تترك اثر !!! وآخر حاول الرجوع فرفضت الزوجه واخذ بناته وفى المطار انخرطن البنات وهن غير راضيات عن مفارقة امريكا فى بكاء شديد فجاء رجال الامن يتساءلون عن سر هذا البكاء الحار فقالن ان ابيهن يريد ان يرحلهن للسودان وهن أمريكيات ويرغبن فى الاقامه فى امريكا فقام رجال الامن بمراجعة اوراق الجميع فاتضح ان البنات مولودات فى امريكا ويحملن جنسيتها والرجل لديه (قرين كارت كرت اقامه يجدد كل ٥ سنوات) فاجبر على الرجوع لوطنه لوحده واعيدت الفتيات لامهن ليواصلن الاقامه فى امريكا وليفارقن الوالد وقد يكون للابد !!! وتتوالى القصص المحزنه عن مدى مااصاب بعض الاسر من جراء مجتمع مختلف و قوانيين مختلفه كل الاختلاف عن قوانيننا فالقانون الامريكى لا يقر بولاية الرجل على المراه ويعطى المراه حريه كامله ويتعاطف مع المراه اكثر من الرجل واذا ارادت يمكنها التخلص من زوجها بسهوله ويعطيها من الحقوق مايغريها على التمرد وكل هذا ينعكس على الاطفال فقد فشل المجتمع الامريكى بقوانينه هذه فى حماية الاسره من التشتت فنسبة الطلاق عاليه جدا من جراء هذه القوانين المجحفه فى حق الرجل والتى اخلت بالموازنه الربانيه بين الرجل والمراه . وبناتنا اللائى تربن فى الغربه تاثرن بالمجتمع الجديد والحقوق الزائده عن الحد التى يعطيها للمراه وقد لاحظت ان بناتى دائمات الاحتجاج على ان الخدمه المنزليه يجب ان تقسم بينهن وبين اخيهن كغسل الاطباق والكنس بل انهن وصلن حد ان يتساءلن لماذا لايقاسم ابيهن الخدمه المنزليه مع امهن كما يفعل الامريكان !!!! وحقيقه ان الامريكى يتقاسم الخدمه مع زوجته و يعمل معى امريكى حدثنى بانه يقوم بكل انواع الطبخ وزوجته عليها غسيل الملابس !! وقد سالت ابنتى الصغرى عندما دخلت المدرسه :- يابتى لما انا اكبر وانتى تبقى دكتوره والا مهندسه انا اقعد وين؟ فقالت لى You have to take care of your self وقد شاهدت فى برنامج الاطفال السودانى مقدمة البرنامج تسال طفلا لما تكبر داير تكون شنو فرد عليها :- دكتور فسالته لماذا ؟فقال ليها عشان امى وابوى لو مرضو اعالجهم وشتان مابين اجابة ابنتى واجابة هذا الطفل .....وقد سال احد الاخوان طفله :- انا لوكبرت وعميت اها البقودنى منو فرد الطفل You have to get a dog وهذا ماتربى عليه هذاا لطفل فى المجتمع الامريكى الذى تبر فيه الكلاب من رباها اكثر من الابناء !! وفى نيويورك كان هناك رجلا امريكى كبير فى السن يعيش لوحده فى شقه فى عماره بعد ان شب اولاده وشق اولاده كل منهم طريقه وتركوه لوحده ورحلوا وربى الرجل كلبان معه ومات الرجل فى شقته وجاعت الكلاب فاكلت الرجل !! وعندما فاحت الرائحه اكتشفوا ماحدث وكم هى عظيمه التربيه الاسلاميه التى يضع لنا معالمها الاسلام فى الايه(ولما يبلغا عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما افٍ ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمه وقل ربى ارحمهما كما ربيانى صغيرا) ومااروع كلمات( جناح الذل من الرحمه ) اى ان رحمة الابناء للوالدين ليست عاديه وانما فيها خشوع وخنوع وهل من قرا هذه الكلمات الكريمه واستوعبها ممكن ان يترك ابويه فى كبر للكلاب لتخفض لهم جناح الذل من الرحمه ؟ ومااتعس هذا الاب الذى يربى اولاده فى هذا المجتمع لينتظر رحمة الكلاب لتبره عندما يكبر ...... وكم هى المفارقه واسعه بين هؤلاء الذين تركوا ابيهم للكلاب وقريبتى السودانيه(التى تمت تربيتها فى السودان) وكانت امها مريضه بالفشل الكلوى فرفضت كل الخطاب مفضله الاعتناء بامها مردده لكل من يطرق بابها من خطاب ا ( امى دى بتدخلنى الجنه لكن العرس ماحيدخلنى الجنه ) وصدقت
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد الحسن محمد عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست